يبدو أن الناخب الوطني جمال بلماضي، مصر على مواصلة الثورة التي أحدثها على مستوى المنتخب الوطني منذ قدومه قبل 15 شهرا، عندما فتح ورشة واسعة، سمحت في ظرف زمني قصير ببناء تشكيلة قوية، تمكنت من تحقيق إنجاز كبير بعد العودة من مصر بالتاج الأفريقي، وهو نجاح لم يسبقه إليه أحد، سواء من المدربين الأجانب الذين استنجدت بهم الهيئة الوصية على كرة القدم مباشرة سنوات بعد الاستقلال، أو حتى التقنيين المحليين، ممن تداولوا على العارضة الفنية للخضر.
الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي أمسك بزمام تدريب الخضر، في ظروف جد خاصة وصعبة، كانت نتاج السياسة التي تم اعتمادها عقب نهاية مونديال البرازيل وكادت تقضي على معالم منتخب مونديالي، باشر عمله مع تشكيلة مهزوزة نفسيا وفنيا، بدليل مركزها في تصنيف الفيفا المتأخر (69، عالميا و14 قاريا شهر سبتمبر 2018)، غير أن طموحه الكبير الذي جلب له حتى التهكم من عدة جهات، لما تحدث عن أهدافه على المدى القريب بصراحة، وتفانيه في عمله الميداني الذي ظهرت نتائجه سريعا، سمح بقطف أولى الثمرات من خلال التأهل إلى دورة مصر، في وقت توقع الكثيرون أن يعجز لاعب أولمبيك مارسيليا الأسبق، وهو القادم من بطولة خليجية متواضعة كما لاكت الألسن غداة تعيينه، في تصحيح كوارث من سبقوه (ليكنس، ألكازاز وماجر)، قبل أن يهندس لإنجاز غير مسبوق في الأراضي المصرية، رصّع به سجل الكرة الجزائرية بكأس إفريقية ثانية، وأجبر أشد المنتقدين في «الداخل» على الاعتراف بما قام به، فيما جلب انتباه واحترام الكثيرين في «الخارج» لقصة نجاحه في تحويل مجموعة كانت تحتضر إلى تشكيلة قوية لها شخصية وأسلوب لعب فريد، زاوج بين الروح القتالية للاعب الجزائري والمهارات المصقولة لشباب جلهم تربى وتكون في مدارس أوروبية.
نتائج الخضر منذ قدوم المدرب بلماضي، تعكس لوحدها «الثورة» التي حولت هذا المنتخب المهزوز لبطل إفريقيا، والقادر ليس فقط على إحراج المنتخبات العالمية بل سحقها مثلما وقف عليه العالم سهرة الثلاثاء، حين دك محرز ورفاقه شباك المنتخب الكولومبي صاحب المركز التاسع عالميا بثلاثية نظيفة، غير أن إحصائيات مسيرته، تجبر كل من ملك في وقت سابق ذرة تشاؤم أن يعترف بما يصنعه هذا «الشاب»، الذي لبى صغيرا نداء حمل الألوان الوطنية، قبل أن يتحول لمهندس نجاحاته، وهو الذي قفز بالمنتخب من المركز 69 عالميا (شهر سبتمبر 2018)، إلى المرتبة 38 (آخر تصنيف) في انتظار التصنيف الجديد، كما حقق بملعب مدينة ليل الانتصار الرابع عشر، في مسيرته كمدرب لمنتخب بلده مقابل خسارة واحدة وأربعة تعادلات، وهو ما منحه رقما آخر، كسّر به أحسن مسيرة للخضر دون هزيمة، المحققة في وقت سابق أيام الراحل عبد الحميد كرمالي، الذي تولى قيادة المنتخب الوطني غداة تعادل مصر بقسنطينة شهر أكتوبر من عام 1989، وتمكن هو الآخر في ظرف قصير من تكوين مجموعة متماسكة، أهدت الجزائر أولى ألقابها القارية بمسيرة مظفرة، جانب فيها الهزيمة في 15 مباراة متتالية. كريم كريد
الناخب الوطني يصرح
مازلنا بعيدين عن المثالية وهدفنا المونديال
lمواجهة بطل العالم أمر جيد
أكد جمال بلماضي، أن المنتخب الوطني استحق الفوز على كولومبيا، بالنظر إلى المردود القوي الذي قدمته عناصره على مدار 90 دقيقة، موضحا بأنه اتفق مع اللاعبين على تطوير الأداء أكثر، خاصة وأنه يصر على ضرورة التأهل إلى مونديال قطر 2022.
وقال بلماضي بأنه راض عما قدمه اللاعبون خلال مباراة كولومبيا، خاصة وأنهم طبقوا التعليمات بحذافيرها، مضيفا في هذا الإطار:” خضنا مباراة جيدة أمام كولومبيا، وكنا الأحسن فوق أرضية الميدان بشهادة الجميع ويكفي أننا فزنا بثلاثية نظيفة، سنعمل الآن على مواصلة تحسين الأداء، والتطور أكثر لتحقيق المزيد من الإنجازات، لا يزال ينتظرنا عمل كبير، ولقد اتفقت مع اللاعبين، من أجل التطور للأحسن ولدينا هامش لذلك، ولكن لا يجب أن نغتر، وعلينا أن نعترف بأننا مازلنا بعيدين جدا عن المثالية، لقد قلت من قبل نريد أن نواجه أفضل المنتخبات حتى نكون أحسن، والمنتخب الكولومبي يحتل المرتبة التاسعة في التصنيف الدولي».
وتابع مدرب الخضر تصريحاته عن المباراة، التي احتضنها ملعب بيار موروا بمدينة ليل، مؤكدا بأن النتيجة العريضة المحققة لا يجب إعطاؤها أكثر من حجمها، مضيفا بأن عليهم التركيز على الاستحقاقات المقبلة، على أمل النجاح في التأهل إلى مونديال 2022 الذي يبقى الهدف الأبرز، وهنا قال:” كما تعلمون الهدف الأول هو التأهل إلى كأس العالم ، صحيح التصفيات لم تبدأ، والمباريات في إفريقيا صعبة جدا، والآن لا يوجد منتخب صغير، والأمثلة كثيرة، فمثلا بوتسوانا أرهقت المنتخب المصري، هدفنا الفوز في جميع المباريات في تصفيات المونديال، وبلوغ النهائيات، ولكن لا يجب أن ننسى كأس إفريقيا 2021، التي تبقى أيضا ضمن أهدافنا”.
وعن مباراة فرنسا الودية المرتقبة العام المقبل، فقد أوضح بلماضي بأن مواجهة بطل العالم يعد أمرا جيدا ، غير أنه تمنى أن يجدوا الملعب الذي يمكن أن يحتضن قمة من هذا النوع، في إشارة إلى سوء أرضية ملعب 5 جويلية وتشاكر، وفي هذا الشأن قال:” المباراة الودية المرتقبة أمام فرنسا ستقام في الجزائر، ولا يمكني الحديث عنها كثيرا لأنها لم تبرمج بعد، ما يهمني أن المنتخب الوطني يلعب أمام المنتخبات الكبيرة، واللعب أمام بطل العالم أمر جيد، الآن نتمنى أن نجد الملعب الذي سنواجههم فيه”.
وختم بلماضي تصريحاته بتوجيه عبارات الشكر والثناء للجماهير التي كانت حاضرة بملعب بيار موروا، مضيفا بأنها صنعت أجواء مثالية، وهنا قال:” الأجواء التي صنعتها الجماهير الجزائرية كانت استثنائية، تواجدها بهذه الأعداد الغفيرة حفزنا كثيرا، وجعلنا نقدم أفضل ما لدينا، وحتى أرضية الملعب ساعدتنا على تطبيق طريقة لعبنا التي تعتمد كثيرا على اللعب الفني».
مروان. ب
رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم زطشي يصرح
أكدنا أحقيتنا في التتويج بالكان وأرفع القبعة لأنصارنا
أرجع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، النتائج المحققة إلى غاية الآن، لمثابرة الطاقم الفني بقيادة جمال بلماضي واللاعبين.
وجاءت تصريحات زطشي بعد الفوز الكبير المحقق أمام منتخب كولومبيا بثلاثية نظيفة، حيث قال:» الفوز بثلاثية نظيفة أمام منتخب كبير من طينة كولومبيا، صاحب المرتبة التاسعة عالميا، يؤكد بأننا نسير في الطريق الصحيح، ووجب الإشادة بالعمل الذي يقوم به بلماضي وطاقمه، إلى جانب اللاعبين، الذين قاموا بدورهم على أكمل وجه، صراحة لقد استمتعنا بأداء راق من طرف الخضر، أكدنا به أحقيتنا بالتتويج بالكان، لأنه ليس من السهل المحافظة على نفس الديناميكية، وخاصة عندما تلعب في ثوب البطل، أين الأنظار كلها تكون موجهة إليك».
وأضاف رئيس الفاف خلال تصريحاته عقب نهاية ودية كولومبيا:»يجب أن نرفع القبعة لأنصارنا، الذين ساندوا اللاعبين طوال المباراة، أعتقد بأن اللعب أمام جمهور حماسي ومتعطش للخضر يضفي نكهة خاصة، ولما لا نبرمج وديات أخرى في مختلف مدن فرنسا، لأن جاليتنا من حقها مشاهدة المنتخب الوطني، كما نشكر أيضا السلطات المحلية لمدينة ليل على قبولها احتضان مباراة كولومبيا، وعلى التنظيم المحكم للمواجهة».
على صعيد آخر، أكد إمكانية ترسيم موعد ودية الخضر وفرنسا شهر جانفي الداخل، عندما قال:» التقيت لوغريت بمقر الاتحادية الفرنسية وتبادلنا أطراف الحديث، كما وجهت له الدعوة للحضور إلى الجزائر شهر جانفي المقبل، من أجل ترسيم موعد اللقاء الودي، سيما في ظل وجود رغبة من كلا الطرفين في لعب لقاء ودي، ولا أرى وجود مانع في ذلك».
بورصاص.ر
مدرب منتخب كولومبيا كيروش يصرح
خسارتنا أمام الجزائر موجعة وقاسية
اعترف مدرب منتخب كولومبيا كارلوس كيروش بأحقية المنتخب الوطني بالفوز المحقق سهرة أول أمس، مشيرا إلى أنه استفاد كثيرا من هذه الخرجة الودية، حيث قال:» لقد واجهنا منتخبا جزائريا قويا، لا تنسوا بأنه فاز بآخر كأس إفريقية للأمم، وهو ما يؤكد الحالة الجيدة التي يتواجد عليها، صراحة المنتخب الجزائري تطور كثيرا، ويملك لاعبين من أعلى مستوى، لقد كانت خسارة موجعة وقاسية جدا، وسنتعلم منها الكثير، سيما وأننا واجهنا منتخبا من خارج أمريكا الجنوبية، ولديه طريقة لعب مختلفة، لما نخسر هذا النوع من المباريات، فالدروس بقدر ما هي قاسية بقدر ما هي مفيدة».
وأضاف التقني البرتغالي خلال تصريحاته في الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة:» بدأنا المباراة بشكل جيد، لكن الهدف الأول والثاني للمنتخب الجزائري غير كل شيء، لقد حاولنا العودة في النتيجة، لكن دون جدوى، حيث اصطدمنا بمنتخب منظم، ويدافع بشكل جيد، هذه هي كرة القدم، يجب التفكير في ما هو قادم الآن».
جدير بالذكر، أن المدرب كيروش سبق له مواجهة المنتخب الوطني، عندما كان مدربا لمنتخب إيران، وانتهت المواجهة بفوز منتخب إيران بهدفين دون رد.
بورصاص.ر
وصفت الأجواء التي صنعها بالخرافية
الصحــــافــــة العــــالميــــة تعتـــــرف بقــــوة الخضــر
لم يمر الفوز الكبير المحقق، من قبل المنتخب الوطني على حساب منتخب كولومبيا بثلاثية نظيفة، مرور الكرام على مختلف وسائل الإعلام العالمية وحتى نجوم المستديرة، أين أجبر الخضر الجميع على الإشادة بهم، والاعتراف بقوة رفقاء محرز، الذين يواصلون كتابة التاريخ منذ تولي بلماضي زمام العارضة الفنية.
واتفقت مختلف وسائل الإعلام الفرنسية الكبرى في عناوينها على غير العادة، حيث حدث إجماع على أن المنتخب الوطني لقن نظيره الكولومبي درسا في كرة القدم، في حضرة جميع التوابل، مثلما علقت صحيفة «فرانس فوتبول» :» المنتخب الجزائري يبدع ويمتع ويحرك أنصاره، في سهرة رائعة بملعب بيار موروا في مدينة ليل».
ولم تخرج صحيفة «ليكيب» عن نفس الإطار، حيث عنونت:» الجزائر تقصف كولومبيا، في مباراة جرت وكأن رفقاء محرز يلعبون داخل الديار».
من جهته، موقع القناة الرياضية المختصة «أرمسي» نشر مقالا بعنوان:»الجزائر تقصف كولومبيا بثلاثية نظيفة من توقيع محرز في مناسبتين وبونجاح، في مباراة سارت في اتجاه واحد وكأن المنتخب الكولومبي لم يكن حاضرا، أمام منتخب جزائري صلب في الخلف وقوي في الهجوم».
كما أشار موقع قناة «بي إن سبورتس» القطرية في نسختها الفرنسية : «الجزائر تكتسح كولومبيا بثلاثية نظيفة وتنتظر المنتخب الفرنسي ...»
من جهته، موقع محرك البحث «ياهوو» نشر مقالا مميزا على المنتخب الوطني بعنوان: «الجزائر تروض كولومبيا ومحرز خرافي ويملك يدا مكان قدمه».
وفي نفس السياق، وجهت الصحافة الكولومبية انتقادات لاذعة للمدرب كيروش، مثلما علقت صحيفة «كوميرثيو»:» كيروش أفقد المنتخب هويته ويقوده لهزيمة ثقيلة أمام الجزائر».
ولم تكن وسائل الإعلام وحدها التي أثنت على أداء المنتخب الوطني، بل حتى المواقع الرسمية للأندية التي ينشط فيها محترفونا، لم تفوت الفرصة من أجل الثناء على أداء نجومها، مثلما فعل موقع مانشيستير سيتي، الذي عنون:» محرز يتألق بثنائية وتمريرة حاسمة ويقود الجزائر للفوز وديا أمام كولومبيا بثلاثية».
كما تفاعل لاعبو المنتخب الوطني السابقين مع فوز الخضر بثلاثية، في صورة القائد الأسبق مجيد بوقرة، الذي نشر عبر صفحته على «أنستغرام» صورة بلماضي وكتب:» احتراماتي...مثال وجب الاقتداء به»، فيما اعتبر زياني، بونجاح أفضل مهاجم مر على المنتخب الوطني، بعدما نشر فيديو الهدف الجميل الذي سجله وعلق عليه:» أحسن مهاجم عرفته الجزائر».
بورصاص.ر