أكدت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، لدى زيارتها للهياكل الثقافية التابعة لقطاعها بولاية تبسة، بأن الأولوية في رفع التجميد ستوجه للمناطق المهمشة ثقافيا وإقتصاديا، مضيفة في الإطار نفسه، بأن وضعية البلاد المالية الحالية، لا تسمح باستعادة جميع المشاريع التي طالها التجميد دفعة واحدة، كما دعت إلى الإنخراط في الرؤية الجديدة لدائرتها الوزارية، المبنية على تثمين الكنوز الثقافية الوطنية والحفاظ عليها.
وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، كانت قد دعت إلى المحافظة على الموروث المادي وتثمينه، ولدى وقوفها بمنطقة البازليك الرومانية بتبسة المشيدة عام 315 قبل الميلاد، دعت المستثمرين ورجال الأعمال، إلى الاستثمار في هذا المجال، واستغلال هذا الإرث الإستراتيجي المنتشر هنا وهناك، وجعل هذه الفضاءات مناطق سياحية وثقافية بإمتياز، وإخراجها من الركود والنسيان، وأشارت ذات المسؤولة إلى أنه يمكن استحداث مهرجانات كبرى، كتلك المقامة بجميلة وتيمقاد بعدة مناطق ومنها تبسة، بالنظر لما تتوفر عليه هذه الولاية من مقومات حضارية وكنوز ثقافية، والعمل في الوقت ذاته على تثمين التراث والمحافظة عليه، مذكرة في السياق ذاته، بضرورة الترويج الإعلامي من طرف المتاحف ومختلف الوسائل الإعلامية الأخرى للتعريف بهذه الكنوز، وبرأي الوزيرة فإن المتاحف وبعض الفضاءات الثقافية الأخرى، مطالبة بالتكيف مع التوجهات الجديدة للوزارة، ومن بينها عدم الاعتماد على العمل الروتيني فقط، وقالت في هذا الصدد بأنها وجهت تعليمات في هذا الخصوص، لفتح تلك المرافق الثقافية خارج الدوام، وذلك لتمكين المواطن من الحضور للأنشطة المقدمة، وعن سؤال يتعلق بنقص العمال بالعديد من الهياكل الثقافية، أوضحت الوزيرة بأن المسؤول الناجح بإمكانه أن يخلق التوليفة المناسبة، وأن ينشط على ضوء الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة، كما طالبت المسؤولين على القطاعات والهياكل الثقافية بالوطن، إلى فتح الأبواب أما المبدعين والجمعيات.
وعن سؤال يتعلق بفسيفساء نقرين التي تعرضت للتخريب بعد اكتشافها مؤخرا، أكدت مليكة بن دودة، بأن زيارتها لهذه الولاية تندرج في هذا الباب، وقد اطلعت على ظروف نقلها إلى المتحف العمومي الوطني بتبسة، وستتولى وزارتها متابعة عملية ترميمها، ولم تستبعد الوزير إمكانية تصنيف تراث نقرين ضمن التراث الوطني لاحقا، ولدى وقوفها بباب كاركلا، انتقدت الترميمات القديمة بالإسمنت، وأمرت بإزالتها على اعتبار أنها شوهت هذا المعلم التاريخي.
تجدر الإشارة إلى أن وزيرة الثقافة كانت قد حلت بمدينة تبسة مساء أمس، استهلت زيارتها بمعاينة ما يحتويه المتحف العمومي الوطني، حيث توجهت في البداية لمنطقة الأثرية لبازيليك، ثم باب كراكلا فالمدرج الروماني، وختمت الزيارة بلقاء المثقفين بمقر الولاية، والاستماع لانشغلات هذه الفئة وردود المسؤولين المحليين.
الجموعي ساكر