أساتذة التعليم الابتدائي يدعون وزير التربية لفتح باب الحوار
دعت التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي أمس وزير التربية الوطنية لفتح باب الحوار، والتفاوض حول اللائحة المطلبية التي تحمل طابعا بيداغوجيا واجتماعيا، وهددت بمقاطعة اختبارات الفصل الثاني والحراسة في الامتحانات الرسمية، في حال عدم تجاوب الوصاية مع المشاكل المطروحة.
نظمت تنسيقية أساتذة التعليم الابتدائي تجمعا بساحة الشهداء بالعاصمة صبيحة أمس، تحول فيما بعد إلى مسيرة نحو قصر الحكومة مرورا بمبنى البرلمان، بالتزامن مع شن إضراب شامل على مستوى المدارس الابتدائية عبر معظم الولايات، بغرض الضغط على وزير التربية الوطنية ودفعه إلى استقبال ممثلين عن هذا التنظيم غير المعتمد، لمناقشة المطالب المرفوعة منذ بداية الموسم الدراسي الحالي.
وبدأ توافد أساتذة التعليم الابتدائي على ساحة الشهداء منذ الصبيحة رافعين لافتات بعضها تندد بمعاناة أستاذ هذا الطور بسبب تعدد المهام الموكلة إليه، وأخرى تنادي بتحقيق المساواة بينهم وبين أساتذة الطورين المتوسط والثانوي من حيث ساعات العمل والأجور والمهام المسندة إليهم، مع تطبيق المرسوم الرئاسي 14/266 الذي يعيد تصنيف الأساتذة في الرتبة
بأثر رجعي، كما ردد الأساتذة شعارات تدعو إلى رفع الغبن عنهم، والالتفاتة إلى أوضاعهم المهنية والاجتماعية التي وصوفوها بالمزرية.
وسار الأساتذة فيما بعد نحو قصر الحكومة لإيصال مطالبهم إلى الوزير الأول، بحجة رفض استقبالهم من قبل الوزارة الوصية، التي دعت هذا التنظيم غير المعتمد إلى التكيف مع القانون والحصول على الترخيص من قبل وزارة العمل، لينضم إلى قائمة الشركاء الاجتماعيين لوزارة التربية والمشاركة في اللقاءات الدورية التي تعقد مستجدات القطاع ومشاكل الموظفين.
وأوضح في هذا الصدد الناطق باسم التنسيقية الأستاذ شراد في تصريح «للنصر» بأن التنسيقية لا تعارض الجلوس إلى طاولة الحوار إلى جانب ممثلين عن الوصاية، بل هي تدعو الوزارة لعقد لقاء ثنائي في القريب العاجل لدراسة مشاكل أساتذة الابتدائي، قائلا إن التنسيقية نظمت أمس «مسيرة الكرامة» لإسماع صوتها للسلطات المعنية، على رأسها الوزارة الأولى، مهددة بالتصعيد في حال إصرار الوصاية على عدم استقبال ممثلين عنها بحجة عدم اعتمادها بعد كتنظيم نقابي من طرف وزارة العمل.
وقال الأستاذ شراد إن المسيرة التي شارك فيها عدد لا بأس به من أساتذة الطور الابتدائي، تزامنت مع تنظيم إضراب شامل عبر مختلف المدارس الابتدائية، في ظل التهديد بمقاطعة اختبارات الفصل الثاني التي ستنطلق في الفاتح من شهر مارس المقبل، احتجاجا على الظروف المهنية والاجتماعية التي وصفها بالمزرية.
وتطالب التنسيقية وفق المصدر بتقليص قائمة المهام المسندة إلى أستاذ التعليم الابتدائي، التي لا تمت بصلة إلى الجانب البيداغوجي، وذكر على سبيل المثال الحراسة في الساحة والمطعم والوقوف عند باب المؤسسة عند الدخول والخروج من المدرسة، فضلا عن إعداد المذكرات وتأطير الأنشطة الترفيهية والرياضية، ويضاف إلى كل ذلك إلزام أستاذ الابتدائي بالحراسة في الامتحانات الرسمية الخاصة بالطورين المتوسط والثانوي، ما اعتبر في نظر الناطق باسم التنسيقية إجحافا في حقهم مقارنة بالمهام المسندة إلى أساتذة المتوسط والثانوي.
ويرى أساتذة الابتدائي بأن إلزامهم بالعمل لمدة 30 ساعة أسبوعيا مقابل 19 ساعة بالنسبة لأساتذة باقي الطورين، لا يحقق المساواة بينهم، نظرا لحيازتهم على نفس الشهادات العلمية مقابل أجور ومهام مختلفة، وبحسب ممثل التنسيقية فإن مقاطعة اختبارات الفصل الثاني يعد قرارا لا رجعة فيه إذا ما أصرت الوزارة على عدم التفاوض، علما أن الإضراب الذي شنه أساتذة الطور الابتدائي أمس عرف استجابة متفاوتة على مستوى الولايات، في حين كان الإضراب واسعا بولاية تيزي وزو التي شهدت هي الأخرى تنظيم مسيرة حاشدة باتجاه مقر مديرية التربية.
لطيفة بلحاج