أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تسجيل حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد إلى 5 حالات. ويتعلق الأمر برجل يبلغ من العمر 51 سنة مصاب بمرض مزمن من ولاية البليدة، ودفعت المخاوف من انتشار الفيروس القائمين على قطاع الصحة إلى إصدار تعليمات بتأجيل منح العطل لجميع المستخدمين، كما أعطت الوزارة تعليمات إلى مدراء الصحة الولائيين ومدراء المصالح الاستشفائية بعقد اجتماعات يومية لتقييم الوضع وحصر الحاجيات خاصة بعد شكاوى تقدم بها أطباء بخصوص النقص المسجل في المواد الواقية وأسرة الإنعاش.
ارتفعت حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد في الجزائر إلى 5 وفيات من مجموع 60 حالة إصابة مؤكدة، حيث سجلت وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، أمس، وفاة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد- 19)، ويتعلق الأمر برجل يبلغ من العمر 50 سنة مصاب بمرض مزمن من ولاية البليدة، كان في اتصال بالحالات الأولى.
وتؤكد الوزارة على أن «نظام اليقظة و التأهب الذي أقرته، يبقى ساري المفعول، كما تبقى الفرق الطبية مجندة و على أقصى درجات التأهب». و إزاء هذا الوضع، توصي وزارة الصحة بـ»ضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية التالية المتمثلة في غسل اليدين بالماء و الصابون أو استعمال محلول كحولي، مع الحرص، عند السعال أو العطس، على تغطية الأنف و الفم بالمرفقين أو بمنديل ورقي ذي استعمال أحادي و التخلص منه فورا بعد الاستعمال و غسل اليدين بعدها».
اجتماعات يومية لتقييم الوضع على الأرض
ولمتابعة تطورات الوباء، وجهت وزارة الصحة تعليمات إلى مدراء الصحة الولائيين وكذا مدراء المستشفيات، لعقد اجتماعات يومية لتقييم الوضع على الأرض وضبط الإحصائيات المتعلقة بالحالات المشكوك فيها، وتنسيق العمل مع خلايا اليقظة على مستوى الولايات، كما طلبت الوزارة تقييم حاجيات المصالح الطبية خاصة بعد الشكاوى التي تقدم بها أطباء بخصوص النقص المسجل في وسائل الوقاية.
وبحسب مصدر بوزارة الصحة، فإن التعليمات وجهت لمتابعة الوضع بشكل يومي وعلى مدار 24 ساعة عبر المناوبة، مؤكدا بان تلك التعليمات تشدد على توخي أقصى درجات الحذر والوقاية لمنع انتشار الفيروس بين المواطنين، ومنع انتقاله إلى الطواقم الطبية التي تواجه الوباء في الميدان، مشيرا بان مصالح الوزارة تحرص على الرد على انشغالات المستخدمين.
ويبقى هاجس الأطباء في المستشفيات هو نقص أجهزة الإنعاش الطبي، ما يجعل بعض المصالح الطبية غير قادرة على مواجهة أي تفشي للفيروس، وبهذا الخصوص ذكر مختص في أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا أن المصلحة لا تتوفر إلا على سريرين للإنعاش فقط، مضيفا بان مرضى القلب هم من الفئة المعرضة للخطر عند الإصابة بالفيروس، وقال بهذا الخصوص «عقدنا اجتماعا مع مسؤول المستشفى وقدمنا صورة عن الوضع الصعب ونأمل أن تستجيب الوزارة بصورة عاجلة لهذا الانشغال»، مضيفا بأنه تقرر تأجيل كل المواعيد الطبية والعمليات الجراحية باستثناء الحالات الحرجة قصد متابعة تفشي فيروس كورونا.
لا عطل للمستخدمين ونظام دائم لليقظة
وحسب المصدر ذاته، فقد تلقت المستشفيات تعليمة مستعجلة من وزارة الصحة توصي بتأجيل كل العطل مهما كان نوعها باستثناء الحالات المرضية المؤكدة، ويشمل الإجراء جميع مستخدمي قطاع الصحة، بمن فيهم الذين يشتغلون في إطار عقود الإدماج المهني، لضمان التغطية الصحية للمواطنين، خاصة في ظل مخاوف من انتشار وباء الكورونا.
وأكد مصدر من المستشفى الجامعي مصطفى باشا أنه تقرر تعليق كل العطل تحسبا لأي طارئ قد تشهده البلاد بسبب فيروس كورونا. وأضافت مصادرنا أن الإجراءات تخص كافة رؤساء المصالح من عمال الإسعاف والعاملين في أقسام الاستعجالات وعاملي المخابر المعنيين بإجراء التحاليل، وكذا كافة العاملين في المصالح الحساسة على مستوى المستشفيات. وأكدت مصادرنا أن الإجراءات التي تم اتخاذها جاءت تحسبا لانتشار فيروس كورونا، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بالوباء العالمي.
وفد طبي صيني يحل بالجزائر الأسبوع المقبل
وأشار المتحدث، بان التجهيزات التي استقبلتها الجزائر مؤخرا من الصين والإمارات العربية المتحدة سمحت بسد بعض النقص المسجل خاصة ما يتعلق بالكواشف المستعملة لتحديد الإصابة بفيروس كورونا، وقال المصدر بان كلفة الكاشف الواحد تصل إلى ألف دولار، وهو ما دفع المصالح الصحية إلى توجيه تعليمات بحصر عمليات الكشف على الحالات التي يتأكد بعد الفحص الطبي أنه يحتمل إصابتها بالفيروس، ويتعلق الأمر بالأشخاص العائدين من المناطق الموبوءة أو الحالات التي كانت على اتصال بأشخاص تأكدت إصابتهم بالفيروس.
وحسب المصدر ذاته، فان الجزائر ستستقبل الأسبوع المقبل وفدا طبيا من الصين، الذي سيقدم كمية كبيرة من أجهزة الفحص والكواشف عن الفيروس، بتعليمة من الحكومة الصينية، إضافة إلى معدات طبية، وقال المصدر ذاته بان الوفد يضم خبراء ومتخصصين في الأمراض المعدية لعرض التجربة التي خاضوها ضد هذا الوباء الذي ظهر في الصين وكذا بغية تزويد الأطباء الجزائريين بالمعرفة في هذا المجال ويساعدونهم في الإدارة الصحيحة للحالات المؤكدة.
كما وضعت إدارة المستشفيات الطبية نظام رقابة على معدات الوقاية على غرار الكمامات و النظارات الواقية والبدلات لمنع تسريبها للعيادات الخاصة، موضحا بان تعليمات وجهت إلى الصيدلية المركزية للمستشفيات لوضع مخزون استراتيجي يسمح بمواجهة أي احتمال بتفشي الفيروس، وقال مصدر من وزارة الصحة، بان التعليمات تشدد على ضرورة حصر الحاجيات ومتابعة عمليات التموين بانتظام وإبلاغ مصالح الوصاية بأي ندرة.
«لا تهاون مع الفيروس لأن الخطر داهم»
من جهته أكد الطبيب المختص في الإنعاش بمستشفى بني مسوس الدكتور مليك زيوشي، بان «التهاون والاستهتار بالمرض يجب أن يتوقف: وأضاف في تصريح «للنصر» قائلا : «الخطر الصحي قائم وهو يداهمنا ونحن على أبواب خطر قد يكون صعبا ومعقدا ويجب أن نفهم جيدا أننا كلنا معنيون سواء تعلق الأمر بالكوادر الطبية أو المواطنين وعلينا أن نضع اليد في اليد لمواجهة الخطر الوبائي المحتمل».
وتوقع المختص في الإنعاش، استمرار الوباء لأسابيع أخرى، وقال «علينا أن نحضر أنفسنا للأسوأ حتى نتفادى إشكاليات غير محمودة العواقب كون المرض في الوقت الحالي لا يتوفر على علاج ولا لقاح يسمح بمواجهته»، مضيفا بان الوقاية تبقى أفضل وسيلة لحماية المواطنين من خطر الإصابة بالعدوى التي تنتقل بسرعة من المصاب بالفيروس إلى الأشخاص الأصحاء.
وشدد الدكتور زيوش على ضرورة التقليل من عدد المصابين وهو الخيار الذي يمر عبر عاملين اثنين وهما «النظافة وعدم التواصل والبقاء بعيدا عن تجمعات المواطنين قدر الإمكان وان كان ممكنا البقاء في البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى»، وتابع يقول «علينا تغيير عاداتنا المألوفة بالخروج إلى الشوارع والبقاء لساعات في الساحات المكتظة والمقاهي لان ذلك قد يعرض صحة الشخص للخطر».
الكوادر الطبية تطالب بتشديد إجراءات العزل والوقاية
وطالب العديد من الأطباء الممرضين الذين يواجهون يوميا فيروس كورونا عبر مستشفيات الوطن، بتحسين شروط الوقاية لتفادي تعريض حياتهم وحياة أهاليهم للخطر، وهي المطالب التي كانت وراء خروج عشرات الكوادر الصحية للاحتجاج في مستشفى البويرة للمطالبة بتشديد إجراءات الوقاية خاصة بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس، حيث طالب هؤلاء بأن يخضع بعض الممرضين إلى التحاليل الطبية، لا سيما الذين كانت لهم احتكاكات بالحالات المشتبه بها ولا يزالون يتجولون بمصالح المشافي ويتنقلون عبر وسائل النقل إلى أهاليهم.
ع سمير