كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات, عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، أن الجزائر «دخلت المرحلة الثالثة من تفشي فيروس كورونا»، مؤكدا انه «يتعين علينا أن نحضر أنفسنا للأسوأ». وأعلن ارتفاع حصيلة المصابين بالفيروس، وقال بأن قرار الحجر الصحي العام «يبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية».
أكد عبد الرحمان بن بوزيد، بأن الجزائر دخلت المستوى الثالث من تفشي وباء كورونا، بعد تسجيل حالات الإصابة بكورونا في أزيد من 17 ولاية . مؤكدا انه «يتعين علينا أن نحضر أنفسنا للأسوأ». وأشار بن بوزيد إلى ارتفاع حصيلة المصابين بالفيروس. ورفض بن بوزيد خلال نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية تقديم حصيلة المصابين بفيروس كورونا في الجزائر، كاشفا في الوقت نفسه بأن لجنة متابعة وباء كورونا هي الوحيدة المخول لها التصريح بالأرقام الرسمية.
وأشار بن بوزيد إلى أن لجنة متابعة ورصد فيروس كورونا التي نصبت مؤخرا «تصدر يوميا في حدود الساعة الخامسة مساء بيانا حول الوضع» مبرزا أن اللجنة «تطلع رئيس الجمهورية على الحصيلة كل ساعتين». و تجنبا لتضارب المعلومات حول تطورات الوضع, أكد أنه «تم منع مديري الصحة من الإدلاء بتصريحات في هذا الشأن».
وذكر الوزير، بأن معهد باستور لحد الآن هو «الجهة الوحيدة المخولة لإجراء التحاليل» بخصوص الفيروس, وكشف السيد بن بوزيد بأن هذه التحاليل «ستجرى قريبا على مستوى قسنطينة و وهران». ولدى مقارنته ما يجري في الجزائر قياسا ببلدان أخرى على غرار ايطاليا, أشار بن بوزيد، بان الجزائر اتخذت «احتياطاتها منذ البداية».
وبهذا الخصوص جدد الوزير التأكيد بأنه «ليس هنالك نقص في المواد الصيدلانية المتعلقة بمجابهة هذا الفيروس في مستشفياتنا», مطمئنا المواطنين بأن «أقنعة الوقاية متوفرة ولا داعي للقلق». كما كشف الوزير أنه استقبل، يوم السبت، بمقر الوزارة رجل الأعمال يسعد ربراب الذي أعلن استعداده لجلب عدد كبير من أجهزة الإنعاش من الخارج. وتطرق الوزير أيضا إلى المقارنة بين الوضع في الجزائر وإيطاليا، حيث قال: «الفرق يكمن في أننا اتخذنا احتياطاتنا في البداية، على عكسهم فهم لم يفعلوا ذلك إلا بعد تفشي الفيروس بشكل كبير».
لا نتمنى الوصول إلى قرار إخراج الجيش
وفي رده حول سؤال يتعلق بالإعلان عن الحجر الصحي العام، أكد وزير الصحة أن رئيس الجمهورية هو الوحيد المخول بذلك، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الوضع الحالي يبعث على التخوف. وقال وزير الصحة بهذا الخصوص، إنه لا يتمنى أن نصل درجة خروج الجيش إلى الشارع لإلزام الناس بالدخول إلى منازلهم.
وأوضح الوزير بن بوزيد، إن خروج الجيش في بعض دول العالم لفرض حالة الطوارئ لا نتمناه في الجزائر، مبرزا أن: «الجزائريين تظاهروا دون خروج الجيش إلى الشارع .. أتمنى أن يواصلوا بنفس منوال الوعي العالي وأن لا يصل الأمر مثلما يحدث في بعض الدول .. عليهم أن يدركوا أن الأمر ليس له علاقة بسياسة تخصنا نحن فقط، إنها أزمة صحية عالمية وخطر دولي محدق بالبشرية لسنا نحن من صنعناه».
وأفاد وزير الصحة، أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات العليا في الجزائر، يمكن أن تتغير بين كل ساعة، لكن وعي المواطنين سيسهل علينا كثيرا تسيير هذه الأزمة، لافتا إلى أن العلاج الوحيد الذي يوجد حاليا هو محاصرة الفيروس، مثلما فعلت الصين، عن طريق الوقاية ومنع انتشاره بإلزام الناس بيوتهم.
ع سمير
