استجاب سكان ولاية جيجل بشكل واسع لقرار الحجر الجزئي في يومه الأول، حيث توقفت الحركة بالأحياء، بينما سجل تواجد نسبي لبعض سائقي المركبات الذين قدموا مبررات مختلفة، فيما قامت مصالح الأمن بدوريات تحسيسية لشرح الإجراء قبل أن تدخل مرحلة الردع.
النصر رافقت الأمن بعاصمة الولاية، حيث كانت الانطلاقة قبل الساعة السابعة، بعد تلقي عناصر الفرقة التي رافقناها، للتعليمات التي كانت تدعوها إلى العمل في الساعات الأولى على تحسيس المواطنين من أجل ركن السيارات و العودة للمنازل و تطبيق القرار الصادر في ما يتعلق بالحجر، لتتم بعدها مباشرة العمل وفق التعليمات و القوانين الصادرة والتي تنص على التدخل التوعوي قبل الردعي.
بعدها توجهنا مباشرة إلى وسط المدينة، فيما بدأ رجال الأمن بتوقيف أصحاب المركبات و الدراجات النارية، و مطالبتهم بالتوجه لبيوتهم، حيث طلب أحد رجال الأمن من أفراد عائلة، ضرورة التزام سكنهم قائلا» القرار الصادر من قبل السلطات، محتواه واضح و صريح، يمنع منعا باتا تنقل الأشخاص أو خروجهم من المنزل بدون ترخيص سوى في الحالات الضرورية و الطارئة، لدى أطلب منكم التوجه مباشرة للمنزل و صحتكم و سلامتكم مسؤوليتنا»، ليخبره سائق السيارة بأنه تأخر في الوصول إلى البيت، كونه كان خارج المدينة، مؤكدا على أنه سيحترم الإجراءات المعنية قدر المستطاع.
و بعدها بلحظات، تم توقيف صاحب مركبة و تذكيره بالقرار، في حين قال السائق بأن الإجراء المتخذ جد مهم للغاية و يصب في خدمة المواطن و ضمان صحته، خصوصا مع تفشي فيروس كرونا.
ثم توجهنا إلى حي مصطفى على مستوى شارع حسين رويبح، مرورا بالواجهة البحرية بومارشي و قد كانت الواجهة خاوية على عروشها لأول مرة و سجل غياب تام للحركة و لدى وصولنا إلى مفترق الطرق، أوقفت مصالح الأمن سائقي عدة مركبات، وحثتهم على ضرورة الإسراع إلى منازلهم، فيما تم تفتيش شاحنة نفعية لنقل الخضر و الفواكه و طلب من السائق تقديم معلومات حول وجهته، فأخبر الشرطي بأنه بصدد نقل المنتوج لمحله التجاري وقد قدم من ولاية بجاية، و فجأة حاول صاحب دراجة الفرار من الحاجز المنصب، ليتم توقيفه من قبل عناصر الأمن، ليتبين من خلال الحديث معه، بأنه كان خائفا من الإجراءات التي ستتخذ في حقه، فحاول الفرار.
فضوليون يطلون عبر النوافذ و آخرون يجهلون تبعات خرق الحجر
وأثناء مواصلة السير طالب الأمن من صاحب محل لبيع الخضر بالإسراع في غلق محله، فيما أخبرهم المعني بأنه تأخر و لن يكرر ذلك مهما كانت الظروف، لنتوجه بعدها مباشرة إلى حي الشاطئ، أين لاحظنا خلو الطريق من المارة و غيابهم حتى بجوار المنازل، و لدى وصولنا بجوار إحدى العمارات، لمحنا شابا و بعد ثوان، شاهدناه يفر إلى المنزل، فيما بدا الحي خال من تجمعات المواطنين، كما كانت السيارات شبه منعدمة و ما يلاحظ، هو أن جل المواطنين كانوا يطلون عبر النوافذ و منهم من كان يحيي أفراد الأمن.
و أوضحت المكلفة بالإعلام محافظ الشرطة، عزيزة جرور، بأنه و تبعا لإقرار السلطات العليا للبلاد إجراءات الحجر الجزئي على مجموعة من ولايات الوطن من بينها ولاية جيجل، بداية من الساعة السابعة مساء (19سا 00د) إلى غاية الساعة السابعة صباحا (07سا 00د)، باشر أمن ولاية جيجل جملة من الإجراءات لتنفيذ هذا القرار ميدانيا و التي ترمي أساسا إلى حماية المواطنين و الحفاظ على الصحة العامة بتكثيف نقاط المراقبة و الحواجز و الانتشار الميداني لقوات الشرطة للسهر على التطبيق الصارم لهذا القرار، بحيث يمنع تنقل الأشخاص و المركبات بكل أنواعها، مع اتخاذ كل الإجراءات في حق المخالفين و ذلك بحجز المركبات و وضعها في المحشر، إضافة إلى المتابعات الإدارية أو القضائية في حقهم.
و عليه، فإن أمن الولاية، حسب محدثتنا، يواصل مجهوداته في سبيل زيادة الوعي لدى المواطنين بخطورة انتشار هذا الوباء، الذي لا يمكن صده إلا بالالتزام بالبقاء في البيوت و تجنب التجمعات و التنقلات العشوائية و هي السبيل الذي يسمح للفيروس بالانتقال من شخص لآخر، كما يوجه أمن الولاية، نداء لكافة المواطنات و المواطنين و يخاطب فيهم روح المسؤولية و يدعوهم للبقاء في بيوتهم و عدم الخروج إلا للضرورة القصوى، كما يطلب منهم الامتثال و الاستجابة الواسعة لهذا القرار، إلى جانب مشاركة مصالح الشرطة في تنفيذه و يضع أمن الولاية أرقامه الخضراء و خط النجدة، في خدمة المواطنين على مدار الساعة.بعد نهاية الجولة، سلكنا طريق العودة إلى المنزل و قد لاحظنا دوريات الأمن الوطني التي كانت تجوب الشوارع، فيما تم توقيفنا لسبع مرات من قبل مصالح الأمن .
كـ.طويل
