تمكن طلبة من جامعتي باتنة 1 و2 من صناعة جهاز لقياس الحرارة عن بعد بتكلفة منخفضة، كما يؤكدون أن إنتاجه صناعيّا لن يكلف أكثر من ألفي دينار للقطعة، فيما سيباشرون في مشروع لاستخراج كميات كبيرة من الكحول من كميات صغيرة من الخبز اليابس.
وينتمي الطلبة الذين قاموا بالمهمة إلى النادي المسمى «اتحاد الشباب القادة الجزائريين»، حيث ذكر لنا أحد مؤسسيه وكاتبه العام، الطالب أيمن ميحي، أن العملية تمت من طرف فريق التكنولوجيا، مشيرا إلى أن النادي يضم اختصاصات مختلفة وحتى منتمين إلى الشعب الأدبية. وسرد علينا الطالب المراحل التي مرت بها صناعة جهاز قياس الحرارة عن بعد، حيث أوضح أن أعضاء الفريق قاموا بتصميم الهيكل الميكانيكي الخاص به من الصفر عن طريق برنامج «صوليد ووركس»، ثم أنجزوه باستعمال طابعة ثلاثية الأبعاد.
وواجه الفريق بعض الصعوبات في الشق المتعلق بالوسائل الإلكترونية، حيث ذكر لنا أيمن ميحي أنهم لم يجدوا المستشعرات عن بعد التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ما اضطرهم إلى التنقل إلى سوق العلمة بحثا عنها، واستطاعوا الحصول عليها بصعوبة بسبب توقف الكثير من التجار عن العمل، في حين قاموا بعد ذلك ببرمجته في بطاقة «آردوينو»، لتظهر الاختبارات بعد ذلك أن دقته عالية جدا ونسبة ارتيابه ضئيلة. وأشار محدثنا أن النموذج الأولي من الجهاز من الحجم المتوسط لم يكلف أكثر من سبعة آلاف دينار، في حين أكد أنه من الممكن صناعته بسعر خمسة آلاف دينار كنموذج ثان موجه للتصنيع، مشيرا إلى أن الفريق تحصل على بعض الوسائل بسعر مرتفع قليلا.
وأضاف نفس المصدر أن إنتاجه صناعيا بعد ذلك لن يكلف أكثر من ألفي دينار للوحدة، وذلك باحتساب تكاليف اليد العاملة والوسائل المستخدمة في العملية، في حين أوضح أن سعر هذا الجهاز اليوم في السوق يبدأ من مليون سنتيم بالنسبة للحجم الصغير، بينما يبدأ سعر الجهاز من الحجم المتوسط من اثني عشر ألف دينار، مشيرا إلى أن الفريق سيعد دراسة سوق بخصوص عملية التصنيع.
ونبه محدثنا، الحامل لشهادة ماستر في تخصص هندسة الطيران، أن صنع الجهاز قد تم على مستوى مخبر ميكانيك الهياكل بكلية التكنولوجيا من جامعة مصطفى بن بولعيد بباتنة تحت إشراف الأستاذ توفيق وطاس، حيث أوضح أنه قادر على قياس الحرارة من 50 درجة تحت الصفر إلى 300 درجة مئوية، مضيفا أنه يمكن استعماله على البشر أو أي استعمالات أخرى ذات صلة، كما أشار إلى أنه يقدم للمستخدم درجة حرارة المحيط الذي يتواجد فيه والجسم الهدف في وقت واحد، لكنه قال إن الفريق سيسعى إلى تطويره في النماذج القادمة، وخصوصا في زيادة الدقة وتقليص الوقت الذي يستغرقه لقياس الحرارة حتى يكون مناسبا لتطبيقه على عدد كبير من الأشخاص خصوصا في الأماكن الآهلة بالأشخاص مثل المطارات أو غيرها.
من جهة أخرى، ذكر الكاتب العام للنادي أن الطلبة قد حاولوا العمل من قبل على صناعة المعقم الكحولي لكنهم لم يتمكنوا من المواصلة بسبب نقص الوسائل، فضلا عن شروعهم في تصميم جهاز تنفس اصطناعي وإحجامهم عنه بعد ذلك بسبب حساسية الأمر وتعقيده وعدم احتماله أي هامش للخطأ. وأشار نفس المصدر إلى أن فريق التكنولوجيا سيعمل مع فريق الصحة من أجل استخراج الكحول من الخبز اليابس، حيث يمكن الحصول على ما بين ستمئة إلى ثمانمئة لتر من كيلوغرام واحد فقط من الخبز، في حين ستحال الكميات المتحصل عليها على الفحص في المخبر أولا من أجل التأكد من مطابقتها. وقد اتصلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمديرية الجامعة بخصوص الجهاز الذي صنعه الطلبة وتواصلت معهم، حيث يرتقب أن يتنقل ممثلون عنهم من أجل عرضه في العاصمة.
سامي .ح