يؤدي ضيوف الرحمان مناسك الحج في ظروف جد استثنائية بداية من الوقوف بعرفة، بفضل الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات السعودية للوقاية من انتشار فيروس كورونا وسط الحجاج، من بينها تخفيض عدد الحجاج إلى 10 آلاف فقط.
وبدأ الحجاج أول أمس الموافق لأول أيام عيد الأضحى المبارك، في النفير من مزدلفة إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى ونحر الهدي، ثم الحلق والتقصير، قبل التوجه إلى الكعبة لأداء طواف الإفاضة والسعي، ويقضي الحجاج أيام التشريق الثلاثة بمنى، أي ثاني وثالث ورابع أيام عيد الأضحى لرمي الجمرات الثلاث، وبحسب تأكيد السلطات السعودية فإن مناسك الحج جرت لحد الآن في ظروف جيدة دون تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا بين الحجاج.
وقالت وزارة الحج السعودية وفق ما نقلته مصادر إعلامية، إن الوضع الصحي للحجاج جد مطمئن، بفضل تجنيد الوسائل والأطقم الطبية للتكفل بـ 10 آلاف حاج من المقيمين داخل الأراضي السعودية، وكذا بالقائمين على خدمتهم، في إطار منظومة متكاملة، حيث تم تزويد كل حاج بمستلزمات خاصة، من بينها إحرام طبي وحصى الجمرات وكمامات وسجادة ومظلة، مع إلزامهم بوضع سوار لتحديد تحركاتهم، ومراقبة مدى الالتزام بالإجراءات الصحية من بينها التباعد الجسدي.
وتم تحديد نسبة الحجاج غير المقيمين بـ 70 بالمائة والنسبة المتبقية خصصت للسعوديين الراغبين في أداء فريضة الحج، بعد أن كان العدد الإجمالي للحجاج يصل عند بدء المشاعر إلى حوالي 2.5 مليون حاج، وتم تخصيص نسبة 30 بالمائة للسعوديين، من بينهم الأسلاك الطبية والممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا، وقد تم إخضاع الجميع إلى الفحوصات الطبية قبل الوصول إلى مكة المكرمة، على أن يتم إخضاعهم للحجر الصحي بعد انقضاء الموسم وإداء الفريضة، كإجراء احتياطي ووقائي. ويعد موسم الحج من أكبر التجمعات البشرية في العالم، ويعتبر في نظر الإخصائيين بؤرة محتملة لانتشار الأمراض المعدية، من بينها فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أزيد من 17 مليون شخص عبر العالم وحصد المئات من الأرواح منذ تفشي الجائحة، ولهذه الأسباب اضطرت السلطات السعودية لاتخاذ تدابير استثنائية للسماح بأداء الفريضة في ظروف صحية، والاكتفاء بالسماح للمقيمين بأراضيها لأداء الركن الخامس من الإسلام في انتظار تحسن الأوضاع الصحية عبر العالم وعودة الأمور إلى طبيعتها.
وتعد الجزائر من بين البلدان المعنية بالتدابير الاستثنائية لموسم الحج 2020، حيث قامت بطلب من السلطات السعودية بتأجيل الموسم إلى السنة القادمة، حفاظا على صحة الحجاج لا سيما كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة الذين يشكلون نسبة هامة من مجموع الحجاج الجزائريين، علما أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية سبق وأن طمأنت في بيان لها باعتماد نفس القوائم الاحتياطية السنة القادمة، دون إدراج أي تعديلات عليها.
وواصل الحجاج أمس، في أول أيام التشريق أداء المناسك في ظروف تنظيمية محكمة، بعد الوقوف في عرفة يوم الخميس أي ليلة عيد الأضحى دون تسجيل أي حوادث تذكر أو طوارئ في صفوف الحجاج، مما يؤكد على نجاعة التدابير الصحية المتخذة من قبل السلطات السعودية التي التزمت بالإبقاء على موسم الحج وعدم إلغائه، بشرط إخضاع ضيوف الرحمان إلى إجراءات جد صارمة وجب على الجميع التقيد بها. لطيفة/ب