بدأ الهدوء والسكينة يعودان تدريجيا لميلة، بعد حالة غليان عاشتها المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، عقب الزلزال الذي ضرب المنطقة يوم الجمعة الماضي، والملاحظ أن المتضررين، و بعد التطمينات التي تلقوها من السلطات العمومية عقب اللقاء الذي جمع ممثليهم بها، تقبلوا في الوقت الحاضر واقعهم ودخلوا مرحلة انتظار تجسيد الوعود المقدمة لهم، فيما أعلنت مصالح الولاية عن تخصيص وزارة السكن لحصة إضافية تقدر بـ 100 سكن اجتماعي لمواجهة تبعات الهزة الأرضية.
قررت وزارة السكن والعمران والمدينة دعم ولاية ميلة بحصة جديدة استثنائية أولى تقدر بـ 100 وحدة من السكن الاجتماعي الإيجاري لمواجهة تبعات ومخلفات الأزمة المتولدة عن الهزة الأرضية التي ضربت الولاية يوم الجمعة الماضي، بالإضافة كما جاء في بيان خلية الأعلام والاتصال لولاية ميلة للإعانات المالية المعتبرة الموجهة للتكفل بالأضرار الناجمة عن هذه الهزة.
وستمنح هذه الإعانات لأصحابها مباشرة، بعد الحصول على نتائج الخبرة التي تقوم بها الفرق المختصة من هيئة الرقابة التقنية العاملة حاليا بالميدان لمعاينة ومراجعة المعاينة عند الحاجة لكل البنايات وإصدار قرار خانة تصنيفها، الذي على ضوئه يتم تحديد مبلغ الإعانة، مع الإشارة وأن الحكومة كما أكد وزير السكن، لدى معاينته لموقع الكارثة يوم السبت الماضي، تبقى مستعدة لمنح إعانات مالية وبرامج إضافية للولاية لمواجهة أعباء ومخلفات الهزة الأرضية وارتداداتها.
بالحصة السالف ذكرها تكون الحصة الإجمالية التي يمكن لوالي الولاية استغلالها لمعالجة مشكلة المواطنين المتضررين الذين يختارون الاستقرار بالسكن الاجتماعي سبعمائة وحدة سكنية، هذا وينتظر اليوم الأربعاء أن يحل بولاية ميلة بحسب خلية الإعلام والاتصال بالولاية الأمين العام لوزارة السكن للاطلاع عن كثب عن حاجيات الولاية وسكانها المتضررين في هذا المجال.
توزيع 950 قفة من المواد الغذائية على العائلات المتضررة
تنفيذا للتعليمات المقدمة له من والي الولاية خلال جلسة العمل التي عقدها هذا الأخير مع ممثلي سكان الأحياء المتضررة، أشرف رئيس دائرة ميلة على توزيع في عشية نفس اليوم الدفعة الأولى من المواد الغذائية، قدرها 950 قفة على أصحابها المتضررين، الماكثين بمواقعهم خارج مركز العبور، وتبقى عملية توزيع الإعانات الغذائية متواصلة بالتنسيق مع ممثلي الأحياء الذين هم أدرى بجيرانهم المتضررين وتعداد أفراد كل عائلة، كما تواصل الجمعيات كجمعية كافل اليتيم لفرجيوة وعناصر المجتمع المدني والمواطنين المحسنين تقديم مساعداتهم المادية الغذائية للمتضررين عبر الأحياء وبمركز العبور، مثلما وقفنا عليه أمس.
كشف مدير مؤسسة النظافة «ميلة ناث» عن تسخير هذه الأخيرة لثلاثة فرق تضمن المداومة على مستوى مركز العبور للعائلات المتضررة جراء الهزة الأرضية التي تم إسكانها بملعب بلقاسم بلعيد، و تضم كل فرقة بين خمسة إلى سبعة عمال، يسهرون على رفع ما تم تكديسه في الحاويات الموضوعة بمختلف أرجاء مركز العبور، وفق دورات حدد توقيتها بعد تناول الوجبات الثلاث ، الفطور و الغذاء، والعشاء ، ولأن الكارثة مست عمالا في المؤسسة أصبحوا اليوم ضمن قاطني مركز العبور فقد أوكلت لهم برغم حالتهم النفسية مهمة المساهمة في تنظيف أروقة المركز وكل فضائه، مع توزيع أكياس خاصة بالقمامة على نزلاء الخيم لوضع فضلاتهم فيها وهي من بقايا المواد الغذائية الباردة، بالموازاة مع ذلك تم تنظيف مواقع أخرى بميلة استعدادا وتحسبا لاستعمالها كمراكز عبور عند الحاجة، في الوقت الذي سخرت فيه شاحنات أخرى من المؤسسة للمساهمة في نقل المواد الغذائية للعائلات المتضررة.
الملاحظة المسجلة عند مؤسسة التنظيف على لسان مديرها هي ارتفاع حجم النفايات المرمية والتي يلقى بها المواطنون في الشوارع ، والساحات التي فضلت هذه الأيام معظم العائلات قضاء نهارهم وليلهم فيها خوفا من حدوث هزات جديدة، ونظرا لهذا الظرف الذي يتطلب التعاون وتجنيد كل الناس، فالمطلوب يقول محدثنا من هؤلاء المواطنين المساهمة في نظافة المحيط بوضع فضلاتهم في الأكياس وحملها لحاويات القمامة أو استعمال هذه الأخيرة مباشرة، خاصة وأن المؤسسة تعاني نقصا في اليد العاملة لوجود بعض عمالها ضمن المتضررين وتجنيد البعض الآخر لأداء المهام الاستعجالية المرتبطة بالأزمة المعاشة.
إبراهيم شليغم
