يلتحق ابتداء من اليوم ما لا يقل عن 5 مليون تلميذ في الطور الابتدائي بمقاعد الدراسة بعد انقطاع دام أكثر من سبعة أشهر، في إطار وضع صحي استثنائي وإجراءات وقائية مشددة لحماية صحة التلاميذ وموظفي القطاع، هي حتمت فرضت جائحة كورونا لأول مرة تطبيق نظام تدريس خاص يقوم أساسا على التناوب، لضمان عودة تدريجية آمنة إلى الأقسام.
تستعد عديد الأسر بداية من صبيحة اليوم لاستئناف الحياة العادية، بعد قرار وزارة التربية الوطنية بفتح المدارس الابتدائية مجددا لاستقبال أكثر من 5 ملايين تلميذ على دفعتين، تطبيقا للتدابير الوقائية المتضمنة نقاطا عدة، أهمها تفويج التلاميذ كي لا يتجاوز العدد في القسم الواحد 20 تلميذا احتراما للتباعد الجسدي، لتلتحق الدفعة الثانية غدا بالمدارس الابتدائية، تطبيقا للإجراء المتعلق بنظام التناوب لمنع الاحتكاك ما بين التلاميذ، وتقليص فرص التقاط العدوى بفيروس كورونا، على أن تعيد المتوسطات والثانويات فتح أبوابها من جديد ابتداء من يوم 4 نوفمبر القادم.
وشرعت المدارس الابتدائية التي تخضع من حيث التسيير للمجالس الشعبية البلدية في الإعداد لهذا الموعد منذ بضعة أسابيع، بطلاء وتنظيف وتطهير المدارس وإتمام اشغال التهيئة على مستوى قاعات التدريس و الفضاءات المحيطة بها وكذا المطاعم، فضلا عن توفير أدوات ووسائل التطهير من بينها السائل المعقم والكمامات وغيرها من الوسائل الوقائية، في وقت ناشد مدراء بعض المؤسسات الأولياء للمساهمة في إنجاح الدخول المدرسي عبر المشاركة في توفير الوسائل للوقائية، من ضمنها الأقنعة الواقية لتوزيعها على التلاميذ الذين يتعذر عليهم توفيرها يوميا.
كما اتخذت المؤسسات التعليمية إجراءات مشددة لتنظيم دخول وخروج التلاميذ من الأقسام بفتح المدارس ابتداء من الساعة السابعة صباحا ليلتحق التلميذ مباشرة بالقسم دون الاصطفاف في فناء المدرسة وانتظار تجمع كافة التلاميذ قبل الدخول إلى الأقسام، إلى جانب الإجراءات المتعلقة بتسهيل مغادرة التلاميذ للمؤسسة عند انتهاء ساعات الدراسة تجنبا للازدحام أمام أبواب المدارس، التي ناشد مسؤولوها الأولياء للتحلي بالوعي والمساهمة في إنجاح التدابير الوقائية، بتجنب التجمع أمام مداخل المؤسسات التعليمية، وتذكير أبنائهم بالإجراءات الصحية الواجب التقيد بها.
وبادرت المدارس الابتدائية بداية هذا الأسبوع إلى نشر قوائم التلاميذ المعنيين بالدراسة اليوم، لتسهيل المهمة على الأولياء وتجنب الاكتظاظ والتزاحم أمام المؤسسات على غرار ما يحدث خلال أول يوم للدخول المدرسي، وتمكين الأساتذة من استقبال التلاميذ في أجواء مريحة وفي تنظيم محكم، كما قامت جل المدارس بنشر الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها حفاظا على الصحة العامة ومنع انتشار المرض على نطاق أوسع، في وقت بدأت المخاوف من تسجيل موجة ثانية للوباء تطفو إلى السطح.
وسيدرس تلاميذ الطور الابتدائي يوما بيوم، مع الحفاظ على نفس الحجم الساعي بالنسبة للأساتذة، مع إلزام المدارس الابتدائية التي تعمل بنظام الدوامين بفتح أبوابها أيام السبت لاستقبال التلاميذ، و سيؤطر الجانب الصحي الفرق الطبية المختصة في الطب المدرسي، بضمان المعاينة الدورية للتلاميذ وفحص الحالات المشتبه فيها، واتخاذ قرارات العزل الصحي بخصوص التلاميذ المصابين بالفيروس، أو الغلق المؤقت للمؤسسات التي قد تعرف انتشارا للعدوى، مع إخطار البلديات لتوسيع إجراءات تطويق المرض.
وكان وزير التربية الوطنية محمد واجعوط أكد على ضرورة العودة إلى الدراسة في إطار احترام الإجراءات الوقائية، وهو الطرح الذي دافع عليه أيضا أولياء التلاميذ ونقابات التربية وأخصائيين في مجال الطب الوقائي، في سياق التعايش والتكيف مع المرض، الذي فرض على مجمل القطاعات الاستئناف التدريجي للنشاط مع اتخاذ إجراءات آنية لمعالجة الوضعيات الطارئة، بعد أن تأكد استحالة الاستمرار في إجراءات الغلق التي تم اللجوء إليها عند بداية ظهور كورونا.
وسبق لنقابات التربية الوطنية أن نبهت إلى تداعيات تمديد الحجر الصحي على نظام التدريس وعلى التحصيل العلمي للتلاميذ، بسبب صعوبة تدارك التأخر وتنفيذ المقرر الدراسي في إطار احترام المعايير البيداغوجية، علما أن إعادة فتح المدارس الابتدائية اليوم يشكل حدثا هاما، إذ يمثل تلاميذ هذا المستوى أكثر من نصف العدد الإجمالي لتلاميذ الأطوار الثلاثة، كما يمثل أساتذة المستوى الابتدائي نسبة هامة من إجمالي موظفي قطاع التربية الوطنية.
لطيفة بلحاج
