• نملك تجربة أكبر في التعامل مع الموجة الثانية والتحكم في الوضع مرتبط بسلوك المواطن
كشف الدكتور- إلياس أخاموك- عضو اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا كوفيد 19 أن هذه الأخيرة رفعت توصيات للوزير الأول من أجل تكفل استعجالي بالولايات الأكثر تضررا من الفيروس في المدة الأخيرة، وفرض إجراءات أكثر صرامة على المخالفين للتدابير الوقائية سواء تعلق الأمر بالمحال والمساحات التجارية أو بالأشخاص.
وقال الدكتور أخاموك في تصريح "للنصر" أمس تعليقا على الوضعية الوبائية الحالية أن هناك "تباينا في عدد الإصابات حسب كل ولاية" ومن هذا المنطلق فإن اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة تفشي كوفيد 19 تقدم باستمرار توصيات للجهات المعنية لمكافحة هذا الوباء.
وأوضح بهذا الخصوص أن اللجنة رفعت مؤخرا توصيات للوزير الأول، عبد العزيز جراد، بصفته المخول باتخاذ الإجراءات والتدبير الوقائية – تدعو فيها إلى ضرورة اتخاذ "إجراءات استعجالية" لصالح الولايات الـ 15 الأكثر تضررا من الوباء التي تسجل أكبر عدد من الإصابات يوميا، فضلا عن دعم الأطقم الطبية بالوسائل المادية والمستلزمات الضرورية.
وفي ذات السياق قال محدثنا إن اللجنة العلمية طالبت أيضا باتخاذ "إجراءات صارمة لردع المخالفين للتدابير الوقائية القانونية المنصوص عليها والمعمول بها"، سواء تعلق الأمر بالمحلات والمساحات التجارية أو بالأشخاص بشكل فردي.
هذا فضلا عن التدابير الوقائية الأخرى على غرار التعقيم وغيره شريطة أن تبدأ العملية بالولايات التي تعرف ضغطا كبيرا وتزايدا معتبرا في عدد المصابين بفيروس كورونا.
وعن سؤال متعلق بكيفية مواجهة الموجة الثانية من الفيروس وهل يعني ذلك العودة للتدابير الصارمة التي اتخذتها الدولة في بداية الموجة الأولى في مارس الماضي، قال الدكتور إلياس أخاموك إن التعامل مع الموجة الثانية لن يكون كما وقع مع بداية دخول الوباء إلى بلادنا لأننا الآن نملك تجربة أفضل في مواجهة هذا الوباء والتعامل معه، وأوصى بضرورة إعطاء الأولوية للولايات الأكثر تضررا، وقال:" الحذر لابد أن يكون محدودا زمنيا وجغرافيا".
وإضافة إلى ذلك أكد بأن التحكم في الوضع يأتي حسب احترام المواطنين للإجراءات والتدابير الوقائية وليس بالإجراءات التي تتخذها الدولة فحسب.
ونشير فقط أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد كان قد أكد الخميس الماضي أن الجزائر دخلت رسميا في الموجة الثانية من فيروس كورونا، ودعا جميع المواطنين إلى التحلي بيقظة أكثر والالتزام الصارم بالتدابير الوقائية التي أوصت بها السلطات المعنية.
وبعد تسجيل ارتفاع متزايد في عدد الإصابات بكوفيد 19 في العشرة أيام الأخيرة و بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمجابهة الوباء عاد التجنيد من جديد بشكل ملحوظ إلى الميدان، فقد قامت مصالح ولاية الجزائر العاصمة أمس على سبيل المثال بعمليات تعقيم واسعة للشوارع والساحات كما كانت عليه الحال في مارس وأبريل الماضيين، وهو ما سجل أيضا في عدد من الولايات، واتخذ رؤساء بلديات وولاة العديد من الإجراءات الاحترازية الوقائية على غرار غلق بعض الأسواق و بعض المحال التجارية، وفرض إجراءات على أصحاب المقاهي والمطاعم كرفع الكراسي والطاولات وغيرها.
من جهة أخرى، عادت عمليات الرقابة و فرض التقيد الصارم بإجراءات الوقاية بشكل أكثر صرامة في العديد من الأماكن التي تستقبل عددا معتبرا من المواطنين، على غرار فرض الكمامة بشكل إجباري وتوفير مستلزمات التعقيم و الكحول لغسل الأيدي وغيرها، وقد وصل الأمر في بعض الأماكن إلى حد فرض غرامات على المخالفين لهذه التدابير.
وعلى مستوى آخر يلاحظ ازدياد حدة التحسيس والوعي بخطورة الوباء في أوساط المواطنين بعد التزايد الملحوظ في عدد المصابين، و إقدام السلطات الوصية على اتخاذ إجراءات وقائية إضافية و التعبير عن استعدادها لاتخاذ إجراءات ردعية وقرارات قاسية لحماية المواطن وسلامة المجتمع.
إلياس -ب
