استنكرت أمس جمعيات و منظمات المجتمع المدني بولاية قسنطينة، في وقفة تضامنية احتضنها المركز الثقافي عبد الحميد بن باديس، تطبيع المغرب علاقاته مع الكيان الصهيوني، مقابل اعتراف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بسيادة مزعومة للمملكة المغربية على الصحراء الغربية، و أعربت عن تضامنها و دعمها المطلق للقضية الصحراوية.
و قد أعلن ممثلو جمعيات و منظمات في وقفة نظمتها جمعية أصدقاء الإنسان و الطبيعة بقسنطينة، عن تضامنهم الدائم و الثابت و المطلق مع الشعبين الفلسطيني و الصحراوي في قضيتيهما العادلتين، حيث اعتبر رضا بوطمين ممثلا عن المجتمع المدني لبلدية حامة بوزيان في كلمته، أن تطبيع المغرب للعلاقات مع إسرائيل سابقة لم يجد لها وصفا سوى صفة الذل و العار التي تم فيها بيع شرف الأمة و كفاح الشعبين الفلسطيني و الصحراوي اللذين يعيشان تحت ظل الاحتلال و القمع، في المقابل تحتفل المغرب بإقامة علاقات كاملة غير منقوصة مع الكيان الصهيوني من جهة، و الحصول على سيادة وهمية على أراضي الصحراء الغربية من جهة أخرى، موهما نفسه أن ما صدر من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته عبر مواقع التواصل كفيل بقلب الحقائق على أرض الواقع».
و اعتبر ذات المتحدث أن التخلي عن الحق الثابت للشعب الفلسطيني مقابل الحصول على حق وهمي بالسيادة على أرض الصحراء الغربية المحتلة، خيانة و سيبقى وصمة عار سياسية و دبلوماسية و أخلاقية تلاحق أصحابها الذين لطالما تغنوا باحتضان القضية الفلسطينية، غير أن حقيقتهم ظهرت اليوم ببيعها، و هذا الفعل لن يغير من جوهر القضية غير أنه أصبح سببا أساسيا في تعميق معاناة الشعب الصحراوي و ارتكاب المزيد من الاعتداءات و الانتهاكات.
و أكدت جمعيات و منظمات المجتمع المدني بالولاية في بيان ختامي ألقاه أحد الأعضاء، على الاستمرار في دعم حق الشعب الصحراوي في النضال و المقاومة إلى غاية تنظيم استفتاء لتقرير المصير، مضيفا « نقف اليوم ضد هذا التعدي الجائر مؤيدين وداعمين لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا لأحكام القانون الدولي و اللوائح الأممية و الشرعية الدولية، كقضية تصفية استعمار و تعبيرا عن صوت المستضعفين في العالم، و نؤكد على أن ممارسات المملكة المغربية تعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية و قرارات الأمم المتحدة، و وصمة عار ستبقى تلاحق المملكة إلى الأبد».
و دعوا في الختام كل القوى الوطنية للتعبير بقوة و بالوسائل المناسبة عن رفضها و استنكارها لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني و الوقوف بحزم في وجه المخططات الهادفة إلى تصفية قضايا التحرر العادلة، تحت ذرائع و عناوين مختلفة و كشف حجم المؤامرة على الشعبين الفلسطيني و الصحراوي، مشيرين إلى أن الظروف الدولية اليوم تحتم علينا ضرورة رص صفوف الوطنيين في الجبهة الداخلية و الالتفاف حول مؤسسات الدولة، لاسيما مؤسسة الجيش الوطني الشعبي لمواجهة كل المخاطر و التهديدات الإقليمية الراهنة المحدقة ببلادنا. أسماء بوقرن