قال المختص في الصحة العمومية الدكتور محمد كواش إن عودة الطلبة إلى مقاعد الجامعة يعد مؤشرا إيجابيا على استئناف الحياة الطبيعية، لا سيما مع الانخفاض اليومي في أعداد الإصابات الجديدة، مؤكدا بأن الطفرات الجينية المحتملة لفيروس كورونا لن تؤثر على نجاعة وفعالية اللقاحات المنتجة.
وقال محمد كواش في تصريح «للنصر» إن تراجع منحنى فيروس كورونا شجع السلطات على إعادة فتح عدة أنشطة، من بينها التعليم الجامعي، داعيا الطلبة والأطقم الإدارية للتقيد الصارم بالبروتوكول الصحي حتى لا تتحول الجامعات إلى فرص للعدوى وبؤر للوباء، باعتبارها فضاءات لتجمع مئات الطلبة القادمين من مختلف أنحاء الوطن، سواء على مستوى المدرجات أو القاعات وكذا المطاعم والغرف الجامعية، لكنه رحب بقرار فتح المؤسسات الجامعية من جديدة بعد توقف لعدة أشهر.
ودعا المصدر إلى الحفاظ على النتائج الإيجابية المحققة في مجال مكافحة كوفيد 19، مع توخي الحذر من الوقوع في موجة ثالثة للوباء، مشيرا إلى تخوفات الإخصائيين من تسجيل طفرة جينية جديدة لفيروس كورونا خلال فصل الشتاء، من ضمنها ما أعلنت عنه مؤخرا السلطات البريطانية بخصوص ظهور سلالة جديدة للفيروس مما دفع بها إلى الإعلان عن دخول المرحلة الثالثة من الإجراءات الوقائية.
وأضاف الدكتور كواش بأن أي طفرة جينية محتملة للفيروس لن تؤثر على مستقبل اللقاحات المنتجة أو قيد الإعداد، لأن جميعها مبنية على نفس القاعدة المتعلقة بثوابت تركيبة كوفيد 19 الخاصة بالشفرة البروتينية، مستدلا بمسار الفيروس منذ ظهوره في الشتاء الماضي، لأنه منذ بدء الجائحة حدثت عدة طفرات جينية، لكنها لم تؤثر على درجة خطورة الوباء أو على مستوى انتشاره، ولا على فعالية الأدوية المستعملة، إذ ما يزال الأطباء يعتمدون على نفس البروتوكول العلاجي للتكفل بالمصابين.
وأوضح المتحدث بأن فيروس كورونا بعد أن يدخل إلى جسم الإنسان يحاول أن يتحول إلى كائن حي، لمقاومة الأدوية التي يتلقاها المريض، ورغم كل التغيرات التي طرأت عليه إلا أن تأثيره على صحة الإنسان خالف التوقعات.
وفي تقدير المختص في الصحة العمومية فإن اللقاحات التي يتم إنتاجها ستحافظ على فعاليتها، مؤكدا بأن الجزائر لم تتأخر أبدا في اقتناء اللقاح المناسب، رغم الإشراف على دخول فصل الشتاء الذي سيتزامن مع ظهور حالات الأنفلونزا الموسمية التي ستزيد من أتعاب المؤسسات الاستشفائية من الضغط اليومي الذي تعيشه، قائلا:» لسنا متأخرين لأننا نتريث لتجنب المضاعفات التي قد تحدثها اللقاحات على جسم الإنسان»، وهو الأمر الذي أكد عليه أيضا وزير الصحة وإصلاح المستشفيات.
إذ يجري حاليا على مستوى بعض الدول تنظيم حملات للتطعيم، ينتظر أن تظهر نتائجها بعد بضعة أسابيع للتأكد من طبيعة الآثار الجانبية التي قد يسببها الدواء على الأشخاص الذين تستهدفهم العملية، وبحسب الدكتور كواش فإنه لحد اليوم لم يتم تسجيل أي مضاعفات خطيرة، عدا بعض الحمى وآلام في المفاصل وصداع وإرهاق بسيط، وهي أعراض يمكن مواجهتها بالأدوية الروتينية أو العادية التي يصفها الطبيب المعالج.
وأحصى الأستاذ كواش إلى حد الآن 11 مخبرا تمكن من الوصول إلى المراحل النهائية لإنتاج اللقاح، في انتظار مخابر أخرى تسارع هي الأخرى للحاق بركب المخابر التي نجحت في التوصل إلى تركيبة يمكنها مواجهة الفيروس والتخفيف من أعراضه حتى يتحول إلى فيروس عادي لا يضر بصحة المصاب، وفي تقدير المتحدث فإن هذا التسابق والتنافس على إنتاج اللقاح المضاد لكوفيد 19 يعد مؤشرا إيجابيا، لأن ذلك سيساهم في تحسين نوعية اللقاح وضمان الوفرة.
وذكر المصدر بشروط اقتناء أي لقاح، وهي أن يكون فعالا ومطابقا لمقاييس السلامة والأمان، مع التحكم في ظروف تخزينه ونقله وتوزيعه على المؤسسات الصحية، أي أن لا يتطلب ذلك وسائل باهظة ومكلفة وقابل للحفاظ على صلاحيته لأطول مدة ممكنة.
لطيفة بلحاج