الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

عام الزلزال بميلة: مئات العائلات فقدت مساكنها وتضامن كبير من الدولة والشعب


ستبقى سنة 2020 محفورة في ذاكرة أبناء ميلة، ليس بسبب جائحة كورونا التي أصابت العالم كله، وإنما بسبب الزلزال الذي ضرب الولاية في مناسبتين متتاليتين، الأولى كانت في السابع عشر من شهر جويلية بشدة 4,5 على سلم ريشتر، والثانية وقعها كان أشد بـ 4,9 على ذات السلم وكانت في السابع من شهر أوت.   
رغم لطف الله وستره لسكان الولاية ومدينة ميلة بالخصوص، حيث لم تقع خسائر في الأرواح، إذا ما استثنينا المصابين الثلاثة في الهزة الأولى، الذين كانت جروحهم خفيفة، إلا أن وقع الخسائر المادية على الولاية والسكان كان كبيرا ومكلفا في الممتلكات الخاصة والعمومية، بعدما تضررت في الهزة الأولى مساكن 28 عائلة بمدينة ميلة القديمة، ما استدعى ترحيل 23 عائلة نحو مخيم الشباب بأعالي منطقة مارشو ببلدية ميلة.
وفي الهزة الثانية حجم الضرر كان أكبر بانهيار بنايات وتصدع جدران وأسقف بنايات أخرى، مع تدهور معتبر لشبكة الطرق وشبكات الربط التحتية الأخرى للكهرباء و الغاز وكذا مياه الشرب، ومياه الصرف، جراء الانزلاق الكبير للتربة بمنطقة الخربة ببلدية ميلة، وهي الكارثة التي استدعت إنزالا معتبرا لميلة من وزراء ومنتخبين، بداية من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ، إلى أعضاء لجنة الإسكان بالمجلس الشعبي الوطني، مرورا بوزراء الأشغال العمومية والنقل، السكن والعمران والمدينة ، الموارد المائية، والتضامن الوطني  ، وكذا تفعيل على وجه الاستعجال للمخطط الولائي للتدخل، وتنظيم الإسعافات، التي شارك فيها مستخدمو القطاعات المعنية بالولاية و فرق قادمة من ولايات الوطن الأخرى، ناهيك عن الهبة التضامنية التي تلقتها السلطات العمومية بالولاية وقاطني المنطقة المنكوبة، باستقبالهم لإعانات ومساعدات مواطني وهيئات الولايات الأخرى ممثلة في مواد غذائية  مياه معدنية ، سميد ، وأغطية ، أفرشة ،ألبسة حفاظات ، كمامات ومعقمات لمكافحة جائحة كورونا.
كما بادرت المطاعم العمومية والخاصة، بتوزيع ألاف الوجبات الغذائية الساخنة ومياه الشرب على العائلات المتضررة ، تحت الرقابة الدائمة لفرق الطب الوقائي وعلم الأوبئة ، بعد نصب 285 خيمة بثلاثة مواقع استعملت كمراكز عبور، هي ملعب الشهيد بلقاسم بلعيد ، مخيم الشباب بأعالي مارشو ، ومحطة نقل المسافرين ، لازالت 55 عائلة ساكنة بها  .
بمراكز العبور وفرت الحماية الأمنية للعائلات، وجهزت بعيادات طبية متنقلة مجهزة بمختلف الوسائل الضرورية للتكفل النفسي والطبي من كشف وعلاج ومتابعة لأفراد العائلات المتضررة ، عملت فيها خلايا جوارية وفرق طبية، ومختصون نفسانيون تابعون لقطاعات الصحة، الحماية المدنية، والنشاط الاجتماعي، وقدم الدعم النفسي والدروس لفائدة التلاميذ المقبلين على الامتحانات المدرسية الرسمية، والنشاطات الترفيهية للأطفال الآخرين للتخفيف عنهم من وقع الصدمة.
كما تم تسخير الفرق التقنية من ميلة وولايات الوطن الأخرى لمعاينة البنايات المتضررة ، والأرضية المنزلقة ، حيث عاينت 5589 مسكنا متضررا موزعا على إحدى عشرة بلدية،  نصفها تقريبا يقع ببلدية ميلة وبالخربة على وجه الخصوص ، حيث تم تصنيف 656 مسكنا في الخانة الحمراء منها 528 مسكنا بمنطقة الخربة ، 1442 مسكنا في الخانة البرتقالية ثلاثة وأربعة ، أما 3491 مسكنا فتم تصنيفها في الخانة الخضراء واحد واثنين مع الإشارة لتضرر 56 مؤسسة تربوية منها متوسطة وابتدائية بمنطقة الخربة تم تصنيفهما في الخانة الحمراء،  وقد تم إخلائهما والتكفل بتلاميذهما.  
الكارثة شكلت تحديا للسلطات العمومية على المستويين المحلي والمركزي، وهي حاليا تسابق الزمن قصد معالجة مشكلة المتضررين، حيث خصصت 600 مسكن اجتماعي بمنطقة فرضوة ببلدية سيدي مروان ووضعتها تحت تصرف العائلات المتضررة الراغبة في هذا النمط من السكن،  تم ترحيل 181 عائلة نحوها، فيما توجد ملفات 95 عائلة أخرى  قيد الدراسة على طاولة اللجنة الوطنية ، وللعائلات التي اختارت إعادة بناء مساكن لها تم تعيين ثلاثة مواقع بمساحة إجمالية تتجاوز الـ 106 هكتارات ، بكل من ميلة ، زغاية ، وسيدي خليفة لإنشاء تحصيصات بـ 2187 قطعة، دفاتر الشروط الخاصة بتهيئتها قيد الإعداد حاليا.
في نفس الوقت خصصت قرابة 13 مليار سنتم لتمكين 540 عائلة رغبت في كراء مساكن مؤقتة لها لغاية معالجة مشكلتها بصورة نهائية، كما خصصت 2377 إعانة لترميم السكنات المتضررة خارج منطقة الخربة  المصنفة في الخانات الخضراء اثنين والبرتقالي ثلاثة وأربعة، وتقرر استفادة 1723 مسكنا من عشرين مليون سنتيم، 503 مساكن بأربعين مليون سنتم، و 151 مسكنا بسبعين مليون سنتم، في انتظار إتمام الدراسة الجيوتقنية الخاصة بمنطقة الخربة وسكناتها .                
    إبراهيم شليغم

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com