اقترح الهلال الأحمر الجزائري إطلاق حملة تضامنية لفائدة الأشخاص دون مأوى، تعتمد على توطيد الأواصر الأسرية وتجنيد الإمكانات والوسائل المادية لإيواء نساء وأطفال ومسنين اضطرتهم الظروف الاجتماعية لافتراش الأرصفة والطرقات.
كشفت سعيد بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أمس في تصريح «للنصر» عن توجيه مراسلة للحكومة، لبعث مبادرة إنسانية تستهدف الأشخاص دون مأوى، لمؤازرتهم وإعانتهم على تخطي الظروف الصعبة الناجمة عن تفشي جائحة كورونا، من خلال منحهم سقفا يأويهم ويحميهم من قساوة البرد ومرارة العيش في الشارع.
وتقوم المبادرة على إعادة ربط العلاقات الأسرية وتوطيدها، وفك النزاعات العائلية من خلال إشراك الأئمة والأعيان لإعادة كل شخص عانى التشرد إلى أحضان أهله وأقاربه، مهما كانت الأسباب التي دفعت بهم إلى جعل الأرصفة والأقبية مأوى لهم، فضلا عن التنسيق مع المصالح الاجتماعية الولائية لتحويل من لا عائل ولا سند لهم إلى المراكز المختصة لاستقبال الفئات الهشة، كدور المسنين بالنسبة لكبار السن، والمراكز الاستشفائية بالنسبة لمن يعانون أمراضا للتكفل بهم صحيا قبل تحويلهم إلى مراكز الإيواء.
وتهدف المبادرة إلى القضاء على ظاهرة طرد الآباء والأبناء من البيت الأسري أو العائلي بسبب الخلافات أو الوقوع في الخطيئة، مع السعي إلى معالجة المشاكل والنزاعات العائلية في محيطها الأسري بإقحام العقلاء والأئمة لإعادة ربط العلاقات الأخوية والأسرية، على أمل الوصول إلى مرحلة تغيب فيها تماما صور الأشخاص دون مأوى لا سيما بالمدن الكبرى.
كما يواصل الهلال الأحمر الجزائري حملاته التضامنية مع مناطق الظل، عبر القوافل التي تنطلق من ولايات مختلفة وهي محملة بالمؤونة من أغذية وأفرشة وحفاظات وحليب للأطفال وأدوية وأدوات مدرسية ووسائل الوقاية من فيروس كورونا، لتتوجه نحو المناطق الحدودية والنائية وأقصى الجنوب، في إطار مبادرات محلية تتم بشكل مستمر على مستوى الولايات القريبة من مناطق الظل، آخرها القافلة التي نظمت بولاية أدرار باتجاه البلديات النائية لتخفيف العناء عن سكانها، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
وتقوم المبادرات الإنسانية للهلال الأحمر الجزائري على إعانات ومساهمات الخيرين وسواعد المتطوعين، ويتم إيصال المواد الغذائية وكل ما يتم جمعه من مساعدات مباشرة إلى الفئات الهشة، كما يتم في اغلب الحالات ربط المتبرعين مع مناطق الظل مباشرة دون وساطة الهلال، ليتولوا بأنفسهم منح الإعانات إلى مستحقيها، ضمانا لشفافية نشاط هذه الهيئة الإنسانية التضامنية التي تخلت منذ سنة2014 عن مساعدات الدولة، بصفتها هيئة تضامنية تعتمد على الخيرين والمتبرعين والمتطوعين ولا تقتات من خزينة الدولة.
وبشأن الصور الأليمة التي نطالعها بصفة شبه يومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية ووسائل إعلامية، التي تظهر أسرا وأشخاصا يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية، حفاة يرتدون ملابس بالية وبعضهم مصابون بإعاقات، وهم يتوسلون الخيرين لعلهم يجدون من يستمع لصرخاتهم ويمد لهم يد المساعدة، قالت السيدة بن حبيلس بأن الهلال الأحمر الجزائري من خلال مسيرته الطويلة جمع المئات من الصور الأليمة، لكنه يرفض الترويج لها أو نشرها لجمع الإعانات والتبرعات حفاظا على كرامة الإنسان التي لا يقابلها ثمن.
واقترحت المتحدثة أن يتم العمل التضامني في صمت دون الاستعانة بالكاميرات لنقل صور بؤساء وهم يذرفون دموعا لما أصابهم من بؤس وفقر ومرض، لاستجداء الخيرين أو لإسماع صوتهم إلى السلطات، طالما أن الغرض هو مساعدة الفقراء والمحتاجين ورفع الغبن عنهم، لكن دون إهانة أو خدش لكرامتهم، وهي الطريقة التي تعتمدها هيئتها منذ تأسيسها، القائمة على مبدأ اليد في اليد، وليس اليد السفلى واليد العليا كما قالت المتحدثة.
لطيفة بلحاج