تشهد مراكز التلقيح ضد فيروس «كوفيد19» إقبالا متزايدا للمواطنين الراغبين في الحصول على التلقيح المضاد لوباء كوفيد-19, إضافة إلى المسجلين في المنصة الرقمية المخصصة لهذا الغرض، وقال مسؤولون على عدد من المراكز إن الإقبال تضاعف منذ بداية الأسبوع الماضي وتضاعف أكثر هذا الأسبوع خاصة بعد الارتفاع الكبير في المصابين بالفيروس.
بعد أسابيع من التردد و التشكيك التي سادت في صفوف المواطنين من مختلف الشرائح العمرية مع بداية عملية التلقيح بالجزائر، تشهد مراكز التلقيح ضد كورونا إقبالا كبيرا من قبل المواطنين عبر كامل المراكز والفضاءات المفتوحة من قبل المصالح الطبية بشرق العاصمة، التي شرعت بداية من الأسبوع الماضي في تلقيح المواطنين غير المسجلين بالمنصة بناء على توصيات الوزارة الوصية, بعد تحديد مواعيد لهم بصفة تدريجية بشكل يسمح بتحكم أفضل في العملية.
وأمام الإقبال الكبير للراغبين في تلقي اللقاح عمدت بعض المصالح الطبية الجوارية إلى فتح فضاءات خارج المراكز الصحية، على مستوى القاعات الرياضية والمراكز الجوارية والساحات، إلى جانب الحملات التي تنظم كل يوم جمعة عبر المساجد، و قال القائمون على مركز التلقيح ببلدية برج البحري، إن تلك الطلبات تنم عن «الوعي الذي بات يتحلى به المواطن في مواجهة هذا الداء و يبين مدى حرصه على سلامته و سلامة غيره».
وقال الدكتور بوتمر، إن إدارة المركز استقبلت أزيد من 400 طلب للتلقيح صبيحة أمس، وأمام هذا الإقبال الكبير وصعوبة التحكم في الوضع إضافة إلى المخاوف المرتبطة بالأزمة الصحية، تقرر فتح مركز إضافي على مستوى القاعة المتعددة الرياضات بن جعيدة، حيث تم تخصيص طاقم طبي متكامل لمتابعة العملية منذ التسجيل إلى غاية خروج المواطنين من المركز بعد تلقيحهم وخضوعهم للمراقبة لفترة نصف ساعة.
وأوضح المتحدث، أنه لم يتم لحد الآن تسجيل أي مضاعفات تذكر وهو ما ساهم في تبديد الشكوك والمخاوف التي انتابت المواطنين عند انطلاق عملية التلقيح، مضيفا أن المركز استخدم لحد الآن 3 أنواع من اللقاحات المعتمدة من قبل وزارة الصحة، ويتعلق الأمر باللقاح الروسي والصيني إضافة إلى لقاح أسترازينيكا.
وأضاف بأن عدم تسجيل أية مضاعفات لدى الملقحين باستثناء بعض الأعراض الخفيفة التي عادة ما تسجل عند تلقي أنواعا أخرى من اللقاحات، ساهم بشكل كبير في «تراجع كبير» في حالة الخوف و التشكيك التي سادت في صفوف المواطنين من مختلف الشرائح العمرية مع بداية عملية التلقيح بالجزائر, مؤكدا في ذات السياق أنه لم يسجل على مستوى مؤسسته أي تعقيدات ناجمة عن عمليات التلقيح و التي مست مئات المواطنين.
كما تتواصل عملية التلقيح بمركز الضمان الاجتماعي ببن عكنون، ويقوم بتلقيح بمعدل 300 مواطن يوميا. أي حوالي 5 آلاف مواطن تلقوا اللقاح المضاد لفيروس «كوفيد 19» منذ افتتاح هذا المركز، والذي يعتبر أول مركز للقاح تم فتحه على المستوى الوطني. وكان ذلك بداية جوان الماضي، فيواصل تقديم اللقاح لحوالي 500 مواطن منذ بداية الأسبوع الجاري، عكس الأسابيع الماضية التي لم يتجاوب فيها المواطنون مع الحملة.
وتبدأ عملية التلقيح بتدوين كل المعلومات الشخصية عن الراغب في تلقي اللقاح ثم قياس درجة حرارته وضغط الدم، والاستفسار عن ما إذا كان قد أحس بأعراض مرضية في الأيام الأخيرة، أو كان على اتصال مع أشخاص أصيبوا بالعدوى قبل منح الضوء الأخضر لأخذ اللقاح وبعدها يطلب الطاقم الطبي المكلف بالعملية من المواطنين البقاء في قاعة الانتظار لمدة نصف ساعة للتأكد من عدم تعرضه لأي أعراض جانبية بعد تلقي اللقاح.
و أكد الأطباء والأعوان شبه الطبيين المعنيين بتسيير هذا الفضاء المفتوح أن الأمور تجري «بشكل عادي», مبرزين ارتفاع الطلب و الإقبال من قبل المواطنين للحصول على اللقاح, و الذين سيتم التكفل بهم بصفة تدريجية و متواصلة إلى غاية تحقيق المناعة الجماعية ضد الوباء و الذي يبقى مطمح كل العاملين و المعنيين بالقطاع الصحي بالجزائر.
تخصيص فنادق عبر المدن الكبرى لاستقبال مرضى كورونا
وأمام الارتفاع المتواصل في عدد المصابين بكورونا تم الشروع رسميا في استغلال هياكل فندقية لاستقبال المصابين بالفيروس، حيث أعلن الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن، الاثنين، عن إطلاق عملية لتخصيص هياكل فندقية عبر المدن الكبرى لاستقبال المصابين بفيروس كوفيد-19 من أجل تخفيف الضغط عن الهياكل الاستشفائية، مؤكدا أن الدولة ستقتني «الآلاف من مكثفات الأكسجين عبر دفعات».
وعلى هامش إشرافه، رفقة وزير الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد و والي العاصمة، يوسف شرفة، على تخصيص فندق «مازافران» لاستقبال المرضى المتواجدين في خمسة مستشفيات بالعاصمة، قال السيد بن عبد الرحمن في تصريح للصحافة، إن هذه العملية «الأولى»، من شأنها «التخفيف من الضغط المسجل على مستوى المستشفيات وعلى الأطقم الطبية» نتيجة تزايد عدد الإصابات، كما ستسمح بــــ«تسهيل عملية التكفل بالمرضى».
وأوضح أن هذه العملية تدخل في إطار «تطبيق التعليمات الصارمة لرئيس الجمهورية وآخرها تلك التي أسداها لدى ترؤسه الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء»، كما تندرج ضمن «الجهود التي تقوم بها الدولة في إطار دعم وتجهيز المستشفيات إلى جانب مختلف الإجراءات التي تهدف إلى مكافحة الوباء». وأضاف الوزير الأول بأنه تم «اتخاذ قرارات بتخصيص بعض الهياكل الفندقية على مستوى المدن الكبرى من أجل استقبال المصابين بفيروس كوفيد-19، خاصة أولئك الذين يعانون من نقص في الأكسجين»، مشيرا إلى أن العملية الأولى التي أشرف على إطلاقها ستعمم عبر ولايات أخرى.
وفي ذات السياق، أشار السيد بن عبد الرحمن إلى أن «الدولة قامت بتوفير كل التجهيزات الطبية اللازمة وقامت باقتناء الآلاف من مكثفات الأكسجين ووضعتها تحت تصرف وزارة الصحة»، مضيفا أن أول دفعة من هذه المكثفات «وصلت ليلة أمس إلى الجزائر في انتظار دفعات أخرى ستصل خلال الأيام المقبلة».
وجدد الوزير الأول التأكيد على عزم الدولة على «بذل كل الجهود من أجل مجابهة وباء كوفيد-19 وذلك تنفيذا للتعليمات الصارمة لرئيس الجمهورية الذي يتابع الوضعية الوبائية ساعة بساعة»، مبرزا أن هناك إجراءات أخرى للتكفل بمرضى كوفيد-19 سيتم الكشف عنها «في الأيام المقبلة».
وبذات المناسبة، دعا السيد بن عبد الرحمن المواطنين للتوجه «بقوة» إلى مراكز التلقيح، مشددا على أن الوقاية الحقيقية تكمن في التلقيح الذي قال إنه «سيساهم في مجابهة الوباء»، كما توجه بالشكر لكافة الأطقم الطبية وإطارات وعمال قطاع الصحة نظير الجهود المبذولة لمكافحة الوباء.
يذكر أنه تم بفندق «مازافران» تخصيص 712 سريرا موزعة عبر 446 غرفة لاستقبال المصابين بفيروس كوفيد-19 الذين أنهوا مرحلة العلاج الأولى على مستوى مستشفيات ولاية الجزائر ويحتاجون إلى أجهزة تنفس لاستكمال عملية الاستشفاء. وتخص هذه العملية، المرضى المتواجدين في مستشفيات نفيسة حمود، مصطفى باشا، لمين دباغين (باب الوادي)، بالإضافة إلى كل من مستشفى جيلالي بونعامة (الدويرة) و إسعد حساني (بني مسوس). وقد تم تجهيز الغرف بكل المستلزمات الطبية وأجهزة التنفس ومكثفات الأوكسجين، كما تم تخصيص جناح للأطقم الطبية المكلفة بمرافقة المرضى. ع سمير