• مسيرو الفرق رفضوا المصادقة وتحفظوا على "شرعية" المخطط
صادق صبيحة أمس، أعضاء الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم بالأغلبية الساحقة على المشروع الجديد لنظام المنافسة، الذي كان قد اقترحه المكتب الفيدرالي، وحصوله على التزكية يعني دخوله حيز التطبيق مع بداية الموسم الكروي 2022 / 2023، رغم أن "كتلة" رؤساء النوادي كانت قد تحفظت على هذا النمط، وذلك بالامتناع عن التصويت، لكن شرف الدين عمارة نجح في تمرير مشروعه، بعدما كسب أصوات جناح رؤساء الرابطات الولائية والجهوية، والذي يمثل أزيد من نصف التركيبة الإجمالية للجمعية العامة، الأمر الذي كان كافيا لحسم هذه القضية.
هذا المشروع، كان النقطة الوحيدة المدرجة في جدول أعمال الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للفاف المنعقدة أمس بفندق الأوراسي، والتي حضرها 87 عضوا من أصل 103 مسجلا، ولو أن رئيس الإتحادية شرف الدين عمارة فضل افتتاح الأشغال بمحاولة الدفاع عن مشروع نمط المنافسة الذي طرحه على الجمعية العامة، سعيا لامتصاص غضب رؤساء النوادي، والذي كانوا قد أعلنوا عنه مسبقا، إذ أكد في هذا الإطار بأن اللجوء إلى تغيير صيغة البطولة في هذه المرحلة جاء على خلفية الانعكاسات السلبية للنظام الذي كان قدره المكتب الفيدرالي السابق، خاصة في التعامل مع الظروف الاستثنائية التي فرضتها الأزمة الوبائية، وذهب إلى حد الجزم بأن الآثار السلبية لبطولة الرابطة المحترفة للموسم الفارط مازالت تلقي بظلالها على المنظومة الكروية الوطنية، بعد اعتماد منافسة على مدار 38 جولة، في فترة انتقالية.
مبررات عمارة لم تكن كافية لإقناع كتلة رؤساء النوادي بتغيير مواقفهم إزاء هذا المشروع، بدليل أن الأغلبية الساحقة من هذا الجانب رفضت التصويت على المقترحات المقدمة من طرف المكتب الفيدرالي، وذلك بالامتناع عن المشاركة في عملية الاقتراع، والتي كانت برفع الأيدي، عوض اللجوء إلى تصويت "سري"، في الوقت الذي أصر فيه رئيس نجم مقرة عزالدين بن ناصر على الكشف عن موقفه الشخصي الرافض لفكرة تعديل نظام المنافسة في هذه الفترة، وبرر موقفه بعدم شرعية التغيير، سيما وأن الموسم ـ حسبه ـ "انطلق، وكان لزاما على الفاف التفكير في هذا المشروع قبل بداية الموسم، وليس بعد لعب 4 جولات، لأنني أرى بأن مصادقتي على هذا المخطط ستجعل من فريقي أحد المتضررين من هذا الإجراء غير القانوني، لأن الجميع تحسر على "السيناريو" الذي سارت عليه بطولة الموسم المنصرم، وبالتالي فمن الأجدر تشريح الموضوع بإشراك كل الأطراف الفاعلة، وليس حسر باب الاقتراح في بعض أعضاء المكتب الفيدرالي فقط، مقابل وضع مسؤولي النوادي على الهامش، رغم أنهم أهم عنصر في هذه المعادلة".
خروج رئيس نجم مقرة عن صمته رفض عدد الرافضين للمشروع إلى 5، كلهم من رؤساء النوادي، في حين فضل باقي أعضاء هذا الجناح عدم المشاركة إطلاقا في عملية التصويت، وذلك بتسجيل امتناعهم، في موقف اعتبروه بمثابة رسالة مشفرة للطعن في مدى "شرعية" الخطوة التي أصر رئيس الفاف على قطعها في هذه المرحلة، ولو أن الإشكال الذي طرحه بعض رؤساء الفرق يكمن في عدم توازن تركيبة الجمعية العامة للاتحادية، لأن حصة الأسد من مقاعد "العضوية" تبقى من نصيب رؤساء الرابطات، بمجموع 62 عضوا، في حين لا يمثل رؤساء النوادي سوى 31 عضوا، وهو العامل الذي جعل عمارة يراهن مرة أخرى على جناح الرابطات لتمرير المشروع، سيما وأنه كان قد استدعاهم لجلسة عمل يوم الأربعاء الماضي، كانت قد خصصت للبحث عن تزكية مسبقة لمشروع النمط الجديد للمنافسة، لتمر هذه الخطوة إلى مرحلة التجسيد الميداني في دورة الأمس، حيث كانت المصادقة لرؤساء الرابطات كافية لصنع الفارق، وبالتالي اعتماد المشروع، رغم تحفظ رؤساء النوادي.
أفواج بـ 16 فريقا وسقوط
4 أندية من كل فوج
ويرتكز النمط الجديد للمنافسة، على تقليص تركيبة الرابطة المحترفة من 18 إلى 16 فريقا، بداية من الموسم المقبل، مما يعني سقوط الرباعي الأخير في سلم الترتيب إلى الرابطة الثانية، مقابل اعتماد الصعود المباشر لبطل كل فوج من القسم الثاني، وهو الجانب الذي كان محل احتجاج رؤساء الأندية، لأن السقوط سيكون المصير الحتمي لأربعة فرق للموسم الثاني تواليا.
وفي سياق متصل فإن النظام الجديد للمنافسة يستوجب اعتماد تركيبة متوازنة في جميع المستويات، وذلك بضم كل فوج 16 فريقا، مع الاحتفاظ بنفس الهرم المعتمد حاليا، وعليه فإن بطولة الرابطة الثانية ستبقى ب 32 ناديا، موزعين على مجموعتين، لكن السقوط في نهاية الموسم الجاري سيكون مصير 4 فرق من كل فوج، بينما ستبقى بطولة ما بين الجهات بنفس التركيبة، بحصة إجمالية تقدر ب 96 فريقا، موزعين على 6 مجموعات، وشبح السقوط سيجر في نهاية هذا الموسم 4 أندية من كل مجموعة، خاصة وأن المسودة التي كانت الفاف قد أرسلتها إلى الرابطات تتضمن قرار إلغاء لقاءات "السد" في الجهوي، واعتماد الصعود الأوتوماتيكي لبطل كل فوج من الجهوي الأول إلى قسم ما بين الرابطات، مما يعني منح كل رابطة جهوية مقعدين من "كوطة" الصعود، كتعويض عن الموسم الأبيض.
على صعيد آخر فإن حصيلة مخلفات السقوط ستكون أثقل في القسم الجهوي، لأن النمط الذي تمت تزكيته أمس يلزم العودة إلى النظام "التقليدي" في الجهوي الأول، وذلك بخوض بطولة من فوج واحد، يتشكل من 16 فريقا، الأمر الذي يرفع حصة السقوط من 7 إلى 14 في كل رابطة، بمراعاة إفرازات التدحرج من قسم ما بين الرابطات.
ص / فرطــاس