التقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء اليوم الأحد، بالعاصمة القطرية الدوحة، بممثلين عن الجالية الوطنية بقطر، على هامش زيارة دولة التي يقوم بها لقطر، بدعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
و يدخل هذا اللقاء في إطار حرص رئيس الجمهورية على الاستماع لانشغالات الجالية الجزائرية بالخارج، حيث اعتمد مثل هاته اللقاءات في جميع محطاته الدولية، لتأكيد موقفه على ضرورة الاستماع إلى انشغالات الجالية والتكفل بمشاكلها من قبل كل الممثليات الديبلوماسية الجزائرية بالخارج.
و خلال لقائه بأعضاء من الجالية، الذي جرى في أجواء "عائلية"، استمع الرئيس تبون إلى انشغالات واقتراحات مختلف المتدخلين من الحضور، كما رد على أسئلتهم بخصوص القضايا والمسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالوطن وكذا العلاقات الجزائرية القطرية وسبل ترقيتها.
و بهذا الشأن، أكد رئيس الجمهورية أن العلاقات بين البلدين تملك "آفاقا واعدة و ذات أهمية" في العديد من القطاعات، كالفلاحة وبناء المدن والمنشآت القاعدية والسكك الحديدية، مشيرا إلى محادثات في هذا الشأن تسمح بتطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية ومدها إلى كل من تمنراست وأدرار وحتى إلى خارج الوطن كالنيجر.
وأوضح رئيس الجمهورية أن هاته المشاريع تأتي موازاة مع مشروع توسيع ميناء جن جن بجيجل وهو المشروع الذي يهدف لجعله "ميناء إفريقيا" بربطه بشبكة السكك الحديدية التي تمتد إلى إفريقيا.
وفي مجال النقل، كشف رئيس الجمهورية عن مشروع فتح خط بحري لنقل البضائع والمسافرين بين الجزائر والعاصمة القطرية الدوحة، مؤكدا أن هذا المشروع سيتم تجسيده قبل نهاية السنة الحالية.
وبخصوص القضايا السياسية الوطنية، ذكر الرئيس تبون بأن "الحراك المبارك أنقذ البلاد وسمح بإقامة انتخابات بدون تزوير و بناء مؤسسات جديدة للدولة بمشاركة كل أبنائها"، مشددا على "فتح المستقبل أمام الشباب وتنصيب المجلس الأعلى للشباب قريبا وهذا في إطار الوفاء بالتزاماته بتسليم المشعل للشباب".
وفي الجانب الاقتصادي، ذكر رئيس الجمهورية بأن الجزائر هي البلد الوحيد في المنطقة التي ليست عليه ديون خارجية، مؤكدا أن الصادرات خارج المحروقات "بلغت 4.8 مليار دولار السنة الفارطة و ستبلغ 7 مليار دولار السنة المقبلة مع الطموح إلى الوصول إلى 15 مليار دولار في السنوات المقبلة للتخلص من التبعية للمحروقات".
كما أكد رئيس الجمهورية على مواصلة مكافحة المال الفاسد والدفع بالاقتصاد الوطني نحو الأمام بتبسيط و تحسين مناخ الاستثمار وكذا التكفل بالجانب الاجتماعي للمواطنين، مشيرا إلى أن "منحة البطالة التي تم استحداثها مؤخرا تعتبر من الإجراءات التي أقرتها الجزائر في هذا الشأن دون غيرها من بلدان المنطقة".
وبخصوص الجالية الوطنية بالخارج، دعا رئيس الجمهورية الجزائريين المتواجدين بقطر وفي مختلف الدول عبر العالم إلى "التنسيق والانسجام" من منطلق أن الجالية بالخارج تعتبر "قوة ابتكار" في خدمة للوطن الأم، مؤكدا على تعليماته بضرورة التكفل بكل انشغالاتها و فتح مجال الاستثمار في جميع الميادين بالجزائر أمامها.
يذكر أن اللقاء شهد حضور الوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية خلال زيارة الدولة التي يقوم بها لقطر، وكذا سفير الجزائر بقطر والعديد من الإطارات والوجوه الإعلامية والرياضية الوطنية المقيمة بقطر.
وأج