حذّر أخصائيون من الإفراط في تناول المكملات الغذائية، والانسياق وراء الصفحات الإشهارية التي تروّج لهذه المواد شبه الصيدلانية، بدعوى تقوية المناعة وتنشيط الذاكرة، وأكدوا بأن تناول مكملات مجهولة المصدر يؤدي إلى مشاكل صحية عدة، منها الفشل الكلوي والتليف الكبدي والخلل الهرموني.
سجل الصيادلة ارتفاعا في مستوى الطلب على المكملات الغذائية منذ بدء جائحة كورونا، لا سيما بعض الأصناف التي تعمل على تقوية جهاز المناعة، ومساعدة الجسم على التصدي للفيروس، وأكدوا بأن الطلب عليها لم يتوقف رغم استقرار الوضع الوبائي، بسبب الإقبال عليها من طرف الطلبة المقبلين على اجتياز الامتحانات.
وأفاد بهذا الشأن عضو النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مراد شابونية بأن الكثير من الأولياء يقصدون الصيدليات لاقتناء المكملات الغذائية لفائدة أبنائهم المقبلين على اجتياز الامتحانات الفصلية، لمساعدتهم على تقوية الذاكرة خلال عملية المراجعة، بعد أن كان الأمر يقتصر على المقبلين فقط على اجتياز امتحانات البكالوريا. ونبه المتدخل إلى خطورة الإفراط في تناول هذه المواد، لأنها لا يمكن أن تصبح بديلا عن الغذاء الطبيعي، مؤكدا بأن رواج المكملات الغذائية يظهر أكثر خلال فترات الامتحانات، موضحا بأن أغلب ما هو معروض في السوق من هذه المنتجات عبارة عن إنتاج محلي، في ظل قرار تقليص فاتورة استيراد الأدوية.
وتخضع المواد شبه صيدلانية، من بينها المكملات الغذائية لرقابة وزارة التجارة، وهي تمثل اليوم رقم أعمال هام على غرار سوق الأدوية بالنظر إلى مستوى الإقبال عليها، لا سيما منذ ظهور جائحة كورونا، وما صاحبها من استهلاك عشوائي لهذه المواد.
ونبه السيد بن شابونية في هذا الصدد أولياء التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات الفصلية والرسمية إلى أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية يؤدي مشاكل صحية عديدة، من بينها القصور الكلوي والقرحة المعدية ورفع مستوى السكر في الدم.
وأضاف من جهته الدكتور امحمد كواش المختص في الصحة العمومية بأن اقتناء المكملات الغذائية دون استشارة طبية يمثل خطرا حقيقيا على الصحة العمومية، لا سيما وأن تركيبة أغلب هذه المواد غير معروفة ومجهولة المصدر، ومعظمها غير أصلية، وهو ما يدعو حسبه وزارة التجارة إلى التحقيق في مكوناتها ومصادرها. وأكد المتدخل « للنصر» بأن تناول المكملات الغذائية دون وصفة طبية، يؤدي إلى الإخلال بالوظائف الحيوية للجسم، بسبب أخذ جرعات تزيد عن الحاجة، وأن اللجوء إلى تقوية المناعة عبر تناول مواد غير طبيعية يعتبر خطأ فادحا، لأنه لا بديل عن النوم لساعات كافية، والطعام الصحي والمعنويات المرتفعة.
وانتقد الدكتور كواش بشدة الأولياء الذين يلجأون إلى تدارك التأخر في المراجعة لدى أبنائهم بتحفيزهم على استهلالك المكملات الغذائية، قائلا إن هذا الأمر على قدر كبير من الخطورة، بسبب الأضرار الناجمة عن تناول مواد غير طبيعية بطريقة عشوائية وبكميات غير مدروسة.
وأضح المختص في الصحة العمومية بأنه من بين المشاكل الصحية التي تلاحق المدمنين على المكملات الغذائية، التليف الكبدي والفشل الكلوي والخلل الهرموني، والقرحة المعدية واضطراب غدد النمو والغدة الدرقية، مؤكدا بأن كثيرا من الأشخاص تعرضوا إلى مشاكل صحية خلال أزمة كورونا جراء الإفراط في تناول هذه المواد.
وتوجه المتحدث إلى الأولياء والطلبة، قائلا إن الاستعداد الجيد للامتحانات مرتبط بالتغذية السليمة والمتوازنة، محذرا من الانسياق وراء الصفحات الترويجية للمكملات الغذائية لما تسببه من مشاكل صحية معقدة يجهلها الكثيرون.
لطيفة بلحاج
