تجاوزت الاستجابة لنظام المداومة يومي العيد من قبل التجار المعنيين نسبة 99 بالمائة على المستوى الوطني، مما مكن المواطنين من اقتناء الحاجات الضرورية في أريحية تامة، لا سيما ما تعلق بمادة الخبز التي كانت متوفرة بكميات لا بأس بها، بفضل فرض نظام جديد للمداومة على الخبازين المقيمين بالولاية، فيما ستعود جميع الأنشطة التجارية إلى العمل اليوم بعد إلزام المتعاملين بذلك.
تراجعت ظاهرة غلق المحلات التجارية بحجة التفرغ لإحياء مناسبة العيد من قبل التجار، وهو ما تم الوقوف عليه خلال يومي عيد الفطر في جل الولايات، بفضل تحلي التجار المعنيين بروح المسؤولية، والتزامهم بالإبقاء على محلاتهم مفتوحة لتلبية طلبات الزبائن.
وبحسب الحصيلة التي قدمتها مصالح وزارة التجارة و ترقية الصادرات، فإن الاستجابة لنظام المداومة تجاوز يومي العيد نسبة 99 بالمائة عبر كافة الولايات، فقد حرص التجار المسخرين لضمان الخدمات على فتح المحلات منذ الساعات الأولى للصباح إلى نهاية الفترة المسائية، باستثناء ما تعلق بالتفرغ لأداء صلاة العيد خلال اليوم الأول.
وسخرت وزارة التجارة أكثر من 49 ألف متعامل تجاري للمداومة يومي العيد بناء على قوائم مضبوطة ومحددة تم نشرها عبر المصالح البلدية والدوائر، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي لنقابات التجار، مع التذكير بالإجراءات العقابية التي تطال المخالفين لنظام المداومة، بناء على ما ينص عليه القانون رقم 04/08.
ويذكر بأن نظام المداومة يضمنه حوالي 50 ألف تاجر خلال اليوم الأول لعيد الفطر، ليتفرغوا في اليوم الثاني لإحياء هذه المناسبة وأداء الزيارات العائلية، ليتم استخلافهم بنفس العدد من التجار الذين أحيوا هذه الشعيرة الدينية في يومها الأول في ظل أريحية تامة.
استجابة كاملة للمداومة ببعض الولايات
واحتلت ولاية الجزائر المرتبة الأولى من حيث استجابة التجار المسخرين لنظام المداومة، ببلوغ نسبة 100 بالمائة، على غرار ولاية بشار، في حين تراوحت النسبة ما بين 99.98 بالمائة و99.73 بالمائة بباقي الولايات، من بينها سطيف وباتنة وعنابة ووهران والبليدة وورقلة وسعيدة، وفق إحصائيات المديريات الجهوية للتجارة وترقية الصادرات.
وتم تسجيل يومي عيد الفطر المبارك وفرة في مادة الخبز على مستوى المخابز المناوبة وكذا الخبازين الذين تطوعوا لمواصلة النشاط عبر عديد البلديات، مما قضى بشكل شبه نهائي على أزمة الخبز خلال إحياء الأعياد الدينية، فقد تمكن المواطنون من اقتناء هذه المائدة مباشرة بعد أداء صلاة العيد، وكذا خلال الفترة المسائية.
وساهم اتحاد التجار بالتنسيق مع وزارة التجارة في إعداد قوائم الخبازين المداومين، وفق ما كشف عنه العضو القيادي في الاتحاد العام للتجار والحرفيين عصام بدريسي «للنصر»، عبر انتقاء المخابز التي يقطن كافة العاملين بها بنفس الولاية وليس خارجها، بعد أن تم الوقوف على إخلال بنظام المداومة في سنوات سابقة من قبل الخبازين الذين كانوا يضطرون للتنقل إلى مناطقهم للاحتفال بالمناسبة بين ذويهم.
كما حرصت الملبنات المداومة من جهتها على إنتاج حليب الأكياس المدعم، على غرار ملبنة بئر خادم بالعاصمة، التي قامت بإنتاج كميات هامة من هذه المادة الغذائية الأساسية، لتموين المحلات عن طريق الموزعين الذين ضمنوا بدورهم استمرار النشاط لمواجهة الطلب على حليب الأكياس في مثل هذه المناسبات، علما أن وزارة التجارة قامت بتسخير 230 ملبنة يومي العيد.
وشهد اليوم الثاني لعيد الفطر عودة تدريجية للتجار غير المداومين، الذين بادروا إلى فتح المحلات التجارية لاستقبال الزبائن، بهدف دعم جهود التجار المعنيين بالمداومة أمس، على غرار محلات الخدمات الهاتفية والأكل السريع ومحلات بيع، المواد الغذائية العامة والفواكه، فضلا عن المخابز والمقاهي.
وذكرت وزارة التجار كافة التجار والمتعاملين بضرورة العودة التامة والشاملة إلى ممارسة مختلف الأنشطة التجارية ابتداء من اليوم الأربعاء المصادف لليوم الثالث لعيد الفطر، تزامنا مع التحاق العمال والموظفين بمناصبهم، وكذا التلاميذ بمقاعد الدراسة، بهدف تسهيل استئناف الحياة الاجتماعية العادية بعد انقضاء الشهر الفضيل.
وينتظر أن يستأنف المتعاملون التجاريون على مستوى مختلف أسواق الجملة والتجزئة النشاط العادي، فضلا عن الناقلين الخواص والموزعين والتجار الذين يضمنون وفرة مختلف المنتجات الاستهلاكية والخدماتية وتيرة العمل المعتادة، بعد انقضاء مناسبة عيد الفطر، التزاما بنظام العطل الذي تحدده مديريات التجارة عبر الولايات، الذي يفرض بدوره نفس العقوبات المسلطة على التجار المخالفين لنظام المداومة.
محلات بيع الملابس تستقبل الزبائن أول أيام العيد
وبادر عدد من التجار المختصين في بيع الملابس الجاهزة إلى فتح محلاتهم صبيحة أول أيام عيد الفطر لاستقبال طلبات الزبائن الراغبين في استبدال بعض المقتنيات، أو من تعذر عليهم شراء حاجيات العيد بسبب عدم توفر المبالغ الكافية، لا سيما الأسر التي استفادت من زكاة الفطر، وبحسب عضو الاتحاد العام للتجار والحرفيين، فإن العملية تهدف إلى إدخال فرحة العيد إلى كافة الأسر الجزائرية.
وأوضح المتدخل بأن نظام المداومة تحول بفضل صرامة الإجراءات القانونية ووعي التجار إلى سلوك عادي، مع تسجيل عديد المبادرات الطوعية، على غرار محلات الملابس التي فتحت أبوابها صبيحة أول أيام العيد لتلبية طلبات الزبائن .
2265 مراقبا سهروا على تطبيق نظام المداومة
وكانت المحلات التجارية المداومة تحت رقابة مشدد من قبل 2265 عون مراقبة تابعين لمصالح مديريات التجارة، بزيادة قدرها 11 بالمائة مقارنة بمواسم سابقة، تم تسخيرهم للقيام بجولات ميدانية إلى شتى البلديات للسهر على إنجاح نظام المداومة، الذي شمل هذا العام خدمات إصلاح العجلات والمركبات.
وتم إعداد قوائم مفصلة للتجار المداومين قبل 30 يوما قبل حلول عيد الفطر، بغرض القضاء التام على ظاهرة ركود الأنشطة التجارية خلال المناسبات الدينية، جراء تفرغ كافة التجار والمتعاملين للاحتفال بها، مما كان يقضي بشكل شبه تام على مظاهر الحياة بعدة مدن وأحياء. وتحولها إلى مناطق أشباح.
لطيفة بلحاج