تباينت أراء المترشحين لنيل شهادة البكالوريا أمس حول موضوع الرياضيات، الذي اعتبر كثير من الممتحنين بأنه كان في متناول الطلبة الذين حضروا جيدا لاجتياز هذه المادة الأساسية بالنسبة للشعب العلمية، وسهلا بالنسبة لطلبة شعبة الآداب والفلسفة، وصعبا في نظر مترشحي شعبة اقتصاد وتسيير، الذين أكد كثير منهم بأن الأسئلة كانت صعبة وغير متوقعة.
اجتاز صبيحة أمس المترشحون لنيل شهادة البكالوريا في اليوم الثاني لمجريات هذه الامتحانات، مادة الرياضيات في الفترة الصباحية، وتباينت مواقف الطلبة بشأن موضوع هذه المادة ما بين السهل والمتوسط والصعب بحسب كل شعبة، ورأى مترشحو شعبة التسيير والاقتصاد، بأن الموضوع كان صعبا نوعا ما، لكونه تمحور حول المتتاليات والدوال مخالفا توقعات الطلبة، في حين أكد مترشحو باقي الشعب، خاصة شعبة الرياضيات والعلوم التجريبية، بأن الأسئلة كانت في المتناول بالنسبة لمن راجع وحضر بجد للامتحان.
وأكد من جهتهم طلبة شعبة اللغات بأن الأسئلة كانت في المتناول، في حين لم يثر المترشحون إشكالات كبيرة بالنسبة لامتحان اللغة الإنجليزية، الذي جرى في الفترة المسائية بالنسبة لجميع الشعب.
ارتياح مترشحين بقسنطينة
لأسئلة اليوم الثاني
أكد مترشحون على مستوى مركز الإجراء بثانوية الأختين سعدان بشارع الكدية بقسنطينة، أن أسئلة مادة الرياضيات كانت في المتناول، كما لمس مترشحو شعبة الآداب والفلسفة الذين اجتازوا الامتحان على مستوى متوسطة بوغابة رقية، نفس السهولة في الامتحان، وأكدوا لنا في حديث معهم، بأن الموضوع الأول كان أسهل، وقال مترشحون إن الإجابة على جميع الأسئلة التي تضمنها موضوع الرياضيات، لا تستدعي أكثر من التحضير الجيد ومراجعة جميع الدروس، منبهين بأن المشاكل تسجل فقط مع الأسئلة التي تستدعي أشكالا متعددة من الإجابات.
و أوضح أحد المترشحين في شعبة العلوم التجريبية ممن التقت بهم «النصر» أنه اختار الإجابة على الموضوع الأول، إلا أنه استصعب بعض الأسئلة التي وردت فيه، مؤكدا أن السؤالين المتعلقين بالتكامل وبالمناقشة البيانية، كانا عصيين على الحل بالنسبة إليه، لا سيما وأنه كان يتوقع أن يرد سؤال عن الاحتمالات، التي اعتبرها سهلة.
وقال مترشح آخر اجتاز الامتحان على مستوى ثانوية العيد سلطاني بالوحدة الجوارية 20 من المقاطعة الإدارية علي منجلي، إن أحد المترشحين قرر المغادرة بسبب عدم قدرته على مواصلة الامتحان، وفي حديثنا مع تلاميذ آخرين من نفس الشعبة، أجمع أغلبهم على صعوبة الموضوع الأول والثاني.
وسجلت الفترة المسائية من اليوم الثاني ارتياحا بين الممتحنين، حيث اجتازوا امتحان مادة اللغة الإنجليزية، وأبدى تلاميذ شعبة الآداب والفلسفة واللغات الأجنبية ارتياحا للأسئلة مثلما لمسناه خلال حديثنا معهم بمحيط ثانوية الأختين سعدان، كما أوضح تلاميذ شعبة العلوم التجريبية أنهم وجدوا الأسئلة سهلة مقارنة بأسئلة مادة الرياضيات التي اجتازوها خلال الفترة الصباحية. وتحدث مؤطرون لنا عن تسجيل بعض حالات الغش في بعض المراكز، على غرار اليوم الأول، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتورطين في هذه التجاوزات.
وأكد من جهته مدير التربية لولاية قسنطينة، عبد المجيد منصر، الذي تحدثنا إليه عقب انتهاء امتحان مادة اللغة الإنجليزية الخاص بشعبة اللغات الأجنبية، بأنه لم يطلع بعد على حصيلة حالات الغش المسجلة في اليوم الثاني، مشيرا إلى أن ضبط عددها يتطلب وصول التقارير من مختلف المراكز، لكنه أكد أنها حالات معزولة مسجلة مع عدد قليل جدا من المترشحين، مشددا على أن امتحانات شهادة البكالوريا اتسمت بالهدوء عبر مختلف المراكز التي خصصت لاستقبال المترشحين عبر الولاية.
ورأى ممتحنون في شعبتي الرياضيات والعلوم التجريبية، الذين تحدثت إليهم «النصر» بولاية جيجل بأن أسئلة مادة الرياضيات، كانت متوسطة على العموم، وتتطلب الدقة في الإجابة، لكنهم أكدوا صعوبة حل التمارين ضمن الحيز الزمني المحدد، معتقدين بأن الأمر يسهل أكثر على النجباء والممتازين في الرياضيات.
واعتبر طلبة شعبة التسيير والاقتصاد خلافا لذلك، بأن الامتحان كان صعبا، ومحبطا للمعنويات، في حين رأى طلبة الشعب الأدبية، بأن نوعية الأسئلة المقدمة كانت جيدة، في حين اشتكى غالبية المترشحين ممن تقربت منهم «النصر» من تأثير درجات الحرارة المرتفعة على مستوى تركيزهم.
وبولاية تبسة، أجمع مترشحو شعب العلوم التجريبية والرياضيات والاقتصاد، على صعوبة أسئلة مادة الرياضيات، فيما أبدى طلبة الشعب الأدبية ارتياحا لسهولة الأسئلة، وفي جولة استطلاعية قامت بها «النصر» عبر عدد من مراكز الامتحان، سجلت بعض القلق لدى مترشحين في شعبة العلوم التجريبية، بسبب صعوبة مواضيع الرياضيات.
وكانت توقعات المترشحين تدور حول إمكانية إدراج سؤال يتعلق بدرس الاحتمالات، أملا في الحصول على عدد من النقاط، في حين جاء الموضوع خاليا من هذا المحور، وهو ما أحبط معنويات كثير من المترشحين، خاصة أن الرياضيات تعد مادة أساسية بالنسبة لهذه الشعبة نظرا لمعاملها المرتفع.
وأبدى عكس ذلك طلبة الشعب الأدبية، ارتياحا لنوعية الأسئلة، مؤكدين أنها كانت مقبولة وفي المتناول، علما أن الولاية شهدت هبة تضامنية من قبل جمعيات أولياء التلاميذ لا سيما ببلدية بئر العاتر للتكفل بالمترشحين القادمين من مناطق بعيدة.
ضبط حالة غش بولاية تبسة
وفي سياق مكافحة الغش، تمكنت فرقة مكافحة الجرائم المعلوماتية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية تبسة، من ضبط حالة غش بأحد مراكز الإجراء على مستوى بلدية الشريعة، وبحسب بيان لخلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن الولاية، فإن التحريات التقنية المنجزة من قبل ذات المصلحة، مكنت من استرجاع رقم صاحب الحساب، المسجل بهوية طالب ثانوي يبلغ من العمر 19 سنة، مقيم في بلدية الشريعة، كان يحوز على هاتف نقال أثناء اجتياز الامتحان.
وبينت التحقيقات أن المعني قام بتصوير ورقة امتحان مادة اللغة العربية ونشرها على مستوى المجموعة الإلكترونية، من أجل مساعدته على حل الامتحان، وبعد إتمام كافة الإجراءات، تم تقديم المعني بالأمر على أساس المساس بنزاهة الامتحانات، من خلال نشر موضوع امتحان مادة اللغة العربية الخاص بامتحان شهادة البكالوريا، عبر مواقع التواصل.
تباين الآراء بالوادي
حول مستوى المواضيع
وبولاية الوادي، أجمع عديد التلاميذ وبعض أساتذة مادة الرياضيات على أن نمط الأسئلة لم يكن متوقعا، لا سيما بالنسبة لشعبة التسيير والاقتصاد، المستمد جلها من دروس الفصل الأول، وهو ما ضيق من هامش اختيار الممتحنين لمواضيع تم التحضير لها بشكل أفضل، مؤكدين أن أسئلة هذه الدورة كانت بين الصعبة والمتوسطة، خاصة في شعبة العلوم التجريبية والتسيير.
ورأى الممتحنون الذين تحدثت إليهم «النصر» أن أسئلة مادة الرياضيات تضمنت المتتاليات والدوال، فيما غابت الأسئلة المتعلقة بمحور الاحتمالات والأعداد المركبة، فضلا عن عدم تناول محور الهندسة الفضائية.
وأشار المترشحون الذين تحدثنا إليهم، الى أن النمط القديم الذي كان يعتمد على الموضوعين الاختياريين، وإدراج 4 تمرينات في كل موضوع، كان يوفر للطلبة فرصة الاختيار المريح، من خلال انتقاء الموضوع الذي تم التحضير له بشكل جيد خلال العام، لا سيما ما تعلق بالمتتاليات والدوال والاحتمالات، وكذا الأعداد المركبة.
وسارت امتحانات البكالوريا في يومها الثاني في ظروف جيدة، في ظل نفس الإجراءات التنظيمية والأمنية والمرافقة النفسية التي تم تسخيرها لفائدة المترشحين منذ انطلاق هذا الحدث التربوي الهام، الذي ستستمر مجرياته إلى غاية يوم الخميس.
المراسلون/ل/ب