قررت العديد من الأحزاب السياسية عقد مؤتمراتها هذه السنة لتجديد قياداتها السياسية و هذا بعد تحسن الوضع الصحي ورفع القيود التي فرضتها جائحة كوفيد 19 على مدى العامين الماضيين.
ستكون السنة الجارية موعدا نظاميا و تنظيميا هاما بالنسبة للعديد من الأحزاب السياسية التي قررت عقد مؤتمراتها العادية على طول أشهر هذه السنة، وهذا استعدادا لمرحلة جديدة في عمر الحياة السياسية الوطنية بما تتميز به من مبادرات ورهانات جديدة.
فبعد التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي عقد مؤتمره السادس قبل أسبوعين و الذي انتهى إلى انتخاب رئيس جديد للحزب ممثلا في شخص، عثمان معزوز، بعدما قرر الرئيس السابق محسن بلعباس الانسحاب وعدم الترشح لعهدة جديدة، عقد حزب التجديد الجزائري بدوره مؤتمره الخامس يوم أول أمس السبت وتوج بإعادة الثقة في أمينه العام السابق كمال بن سالم لعهدة جديدة.
كما سيعقد حزب «جيل جديد» مؤتمره الثاني يومي 24 و 25 من شهر جوان الجاري بالجزائر العاصمة، وقد سبق لأحزاب أخرى أن أعلنت عقد مؤتمراتها هذه السنة، على غرار حزب جبهة التحرير الوطني الذي أعلن عن عقد مؤتمره الحادي عشر خلال السنة الجارية، وكان أمينه العام أبو الفضل بعجي قد أعلن قبل أسابيع قليلة على تنصيب لجنة تحضير هذا المؤتمر، وحين سئل عن موعده قال إنه لن يعقد خلال الصيف وسيكون بعدها، علما أن هذا المؤتمر قد تأخر بعامين كاملين عن موعده القانوني، حيث عقد المؤتمر العاشر في مارس من العام 2015.
كما أعلنت جبهة القوى الاشتراكية في أكثر من مناسبة على عقد مؤتمرها السادس هذا العام ومن المرجح أن يكون في شهر سبتمبر القادم حسب ما يدور في كواليس الحزب وهو المؤتمر الذي تعول عليه القيادة الحالية كثيرا من أجل لم شمل أبناء الأففاس. كما ستعقد جبهة العدالة والتنمية مؤتمرها الثاني قبل نهاية السنة الجارية، وقال القيادي بالحزب لخضر بن خلاف في تصريح للنصر أمس أن المؤتمر الأول انعقد في 18 فيفري من العام 2018 بمعنى أن الآجال القانونية لعقد المؤتمر الثاني ستنتهي في 18 فيفري من العام 2023 لكننا –يضيف « عازمون على عقده في نوفمبر أو ديسمبر من هذا العام، حتى يتسنى لنا تقديم الوثائق الخاصة به و ترسيم نتائجه قبل 18 فيفري من السنة القادمة».
فبعد جائحة كوفيد 19 التي أخلطت كل الحسابات، وبعدما تم الانتهاء من كل المواعيد والاستحقاقات السياسية الخاصة بتجديد المؤسسات المنتخبة تتجه الأحزاب السياسية اليوم نحو تجديد قياداتها استجابة للقوانين المنظمة للشأن السياسي أولا، وأيضا استعدادا للمرحلة القادمة في مسار الحياة السياسية الوطنية، وهي المرحلة التي تتميز في الوقت الحالي بمبادرة لم الشمل التي طرحها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والتي يجري بشأنها في الوقت الحالي مشاورات مع الأحزاب السياسية ومختلف الفاعلين من المجتمع المدني والشخصيات الوطنية.
إلياس -ب
