يقبل بعض الجزائريين على حج الامتياز الذي توفره الوكالات السياحية لفائدة رجال الأعمال والإطارات والتجار، لما يتضمنه من خدمات راقية ورحلات قصيرة المدة، لا تتجاوز كأقصى تقدير 15 يوما، مقابل تسديد مصاريف قيمتها 120 مليون سنتيم للشخص الواحد.
اختصت حوالي 10 وكالات سياحية هذا الموسم في تنظيم حج الرفاه إلى جانب الحج العادي، عبر تقديم عروض مغرية لفئة معينة من الحجاج، من بينها الإقامة في أبراج مطلة على الحرم المكي، وفنادق تبعد بمسافة 50 مترا فقط عن الحرم، فضلا عن الإطعام الذي يكون في الغالب عبارة عن قائمة مفتوحة من الوجبات المتنوعة والغنية.
ويستفيد الحاج ضمن هذه الصيغة من الإقامة المريحة بمشاعر منى أيضا، في خيام تتوفر على عدة خدمات، وتتربع على مساحة واسعة توفر للشخص كل الشروط للإقامة في أريحية تامة خلال أداء مناسك الحج، مقابل تسديد مبالغ إضافية مقارنة بالحج العادي، غير أن تأخر إطلاق موسم الحج حال دون تمكن الديوان الوطني للحج والعمرة من كراء هذا النوع من الخيام لفائدة حجاج الامتياز.
وقفزت مصاريف حج الرفاه هذا الموسم إلى 120 مليون سنتيم للشخص الواحد، وفق ما كشف عنه المدير التجاري لوكالة زمزم للسياحة والأسفار «للنصر»، مضيفا بأن أقل التكاليف تقدر بحوالي 84 مليون سنتيم، بحسب طبيعة الخدمات التي يطلبها الحاج، وموقع الفندق مقارنة بالحرم المكي.
وأفاد المتدخل بأن الحجاج المعنيين بحج الرفاه كانوا يستفيدون في السابق من نفس الامتيازات بمشعر منى، من خلال الإقامة بخيام واسعة ومميزة تقع بالقرب من موقع رمي الجمرات، وتحتوي على أسرة مريحة، وتوفر للمقيمين بها وجبات غذائية، ومختف وسائل الراحة.
وأرجع المصدر اقتصار الخدمات المميزة التي توفرها الوكالات للمعنيين بحج الرفاه، على فترة الإقامة بمكة المكرمة فقط، إلى الظروف الخاصة التي أحاطت بإطلاق الموسم، الذي كان متأخرا مقارنة بالمواسم التي سبقت جائحة كورونا، مما حال دون تمكن الديوان الوطني للحج والعمرة من التعاقد مع المطوفين لتأجير خيام مميزة بمشعر منى.
وأفاد المتدخل في رده على سؤال «للنصر» بخصوص حجم الإقبال على حج الامتياز من طرف رجال الأعمال والإطارات، في ظل الظروف الاقتصادية الناجمة عن الوضعية الوبائية، بأن الطلب عليه تراجع بنسبة 50 بالمائة، مقارنة بسنوات سابقة.
وساهم تقليص حصة الجزائر من حيث عدد الحجاج، في تراجع عدد الحجاج المعنيين بحج الامتياز، الذي يقبل عليه من لا تسمح لهم الظروف المهنية بالإقامة أكثر من 15 يوما بالمملكة العربية السعودية.
وستنطلق الرحلات الجوية نحو البقاع المقدسة الخاصة بحج الامتياز يوم 5 جويلية المقبل، وستكون العودة يوم 15 من نفس الشهر، مباشرة بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج، ليلتحق حجاج الرفاه بأرض الوطن عبر أولى رحلات العودة، لاستئناف مهامهم ومسؤولياتهم من جديد.
وأطلق الديوان الوطني للحج والعمرة لأول مرة حج الرفاه سنة 2017، بعد أن سجلت الوكالات السياحية طلبا على الخدمات المميزة التي يقابلها دفع مصاريف إضافية من قبل فئة معينة من المواطنين، الذين لا تسمح لهم انشغالاتهم وارتباطاتهم المهنية بالإقامة لمدة شهر كامل بالمملكة العربية السعودية، خلافا للحجاج العاديين. لطيفة بلحاج