أكد الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، على وجوب تطوير العمل العربي المشترك و الارتقاء به في ظل التحديات الراهنة التي تفرضها الظروف الإقليمية والدولية و التي تتطلب التكاثف لمجابهتها.
وفي كلمة افتتاحية أمام أشغال الجمعية العامة الاستثنائية لاتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية والهيئات المماثلة لها، حيث تم خلال الجمعية تغيير اسم "الرابطة" الى "الاتحاد"، دعا الوزير الأول إلى توحيد الجهود وحشد القدرات البشرية والمادية والاستثمار في الطاقات الشبابية التي تزخر بها الدول العربية للاستفادة منها في "إثبات الوجود العربي ككتلة واحدة متضامنة".
واعتبر السيد بن عبد الرحمان الاتحاد من "بين الآليات التي يمكن الاعتماد عليها، في مساعي بعث العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، من أجل تحقيق النهضة المنشودة في الأقطار العربية".
و يأتي تنظيم هذه الجمعية العامة الاستثنائية، حسب الوزير الأول، في وقت تستعد فيه الجزائر لتنظيم القمة العربية والتي تندرج ضمن المساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في سبيل "لم الشمل العربي حول قضاياه المصيرية المشتركة في شتى المجالات السياسية والأمنية خدمة للاستقرار في الوطن العربي، وكذا قضايا التنمية الاقتصادية و الاجتماعية أو تلك المرتبطة بالتغيرات المناخية والبيئية".
و أكد السيد بن عبد الرحمان على الأهمية البالغة لهذه الدورة المستمدة من أهمية هذه المجالس و "دورها المحوري" ضمن البنية المؤسساتية للدول، وفي تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
و تابع بان هذا اللقاء سيعزز المساعي المشتركة لإعادة احياء الاتحاد بعد الركود الذي عرفه نتيجة الأزمة الصحية كوفيد-19، وتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، لاسيما في مجال تشجيع ثقافة الحوار بكل أشكاله والعمل على تحقيق تنمية اقتصادية و اجتماعية متوازنة قادرة على تجسيد العدالة الاجتماعية والتماسك الاجتماعي المنشود.
ودعا بالمناسبة الوفود الحاضرة ل"الاستلهام من التجربة الجزائرية الرائدة في مجال تشجيع ثقافة الحوار والتواصل التي يعمل رئيس الجمهورية على تحقيقها منذ توليه سدة الحكم في الجزائر"، خاصة فيما يتعلق بأهداف الاتحاد لتشجيع ثقافة الحوار بكل أشكاله وتعميق الديمقراطية التشاركية وتحقيق السلم و الاستقرار الاجتماعي.
وحث الوزير الأول بالمناسبة القيادة الجديدة للاتحاد على ضرورة السعي من أجل توسيع التمثيل فيه ليشمل كل الدول العربية غير الممثلة حاليا، حتى يتسنى له تحقيق الغاية والأهداف النبيلة التي أنشئ من أجلها.
ولفت الى أهمية تبادل الرؤى حول المسائل الجوهرية المشتركة، التي أصبحت تفرض نفسها كأولويات على غرار الأمن الغذائي و الأمن الطاقوي ومعالجة المخلفات الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن جائحة كورونا والتغيرات المناخية والبيئية وآثارها المحتملة على العالم العربي في الحاضر والمستقبل.
وأكد التزام الدولة الجزائرية بتقديم الدعم والمرافقة للاتحاد ليصبح هيئة فاعلة تضاهي المنظمات الإقليمية والدولية المماثلة، و يتمكن من لعب دوره و تحقيق أهدافه بما يصب في مصلحة الشعوب العربية.
و قد تم خلال الدورة تزكية الجزائر، ممثلة في رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي، سيدي محمد بوشناق خلادي، كرئيس لاتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية والهيئات المماثلة لها، مع احتضان الجزائر مقر الاتحاد.
وأج