rالجزائـــر أصبحــت لاعبا أساسيـا في منظومــة القــرار الاقــــتصادي الدولــــي
اعتبر الخبير الاقتصادي، البروفيسور عبد اللطيف بلغرسة، أمس، أن التحاق الجزائر بمجموعة «بريكس»، سيساهم في تقوية الاقتصاد الوطني وتعريف العالم بالقدرات الاقتصادية للجزائر، لافتا إلى توفر مختلف الشروط للالتحاق بهذه المنظمة، ويرى أن الجزائر أصبحت لاعبا أساسيا في منظومة القرار الاقتصادي الدولي، على أساس أنها دولة بترولية و غازية.
ما هي شروط الالتحاق بمجموعة «بريكس» في رأيكم؟ وماذا عن فرص انضمام الجزائر لهذه المنظمة؟
uعبد اللطيف بلغرسة: الشروط الواجب توفرها في الدول التي ستنخرط في هذه التكتلات الاقتصادية الدولية، المحلية والإقليمية تتعلق بالجانب السياسي وشروط متعلقة بالجانب الاقتصادي، أما المتعلقة بالجانب السياسي، فهي أن تكون دولة ديموقراطية و يسود فيها التداول على السلطة ديموقراطيا عبر وسيلة الانتخاب وكذلك أن تكون دول تمتاز باستقرار سياسي، عكس الدول التي لديها استقطاب وتذبذبات سياسية وصراعات إيديولوجية وكذلك تكون من الدول التي تحترم حقوق الإنسان وبالتالي لديها تقارير إيجابية من طرف المنظمات ذات الشأن، أما على المستوى الاقتصادي، أن تكون من الدول الصاعدة، يعني من الاقتصادات الصاعدة التي تخرج من دائرة الدول النامية إلى الدول التي تحاول أن تفتك رتبة في الدول المتطورة من خلال القدرات الاقتصادية.
و الجزائر تعتبر الدولة القارة وتمتلك مساحة شاسعة جدا وثروة متنوعة، فضلا عن الموقع الجغرافي الذي يتوسط الخريطة العالمية، أضف إلى ذلك رأس المال البشري، لأن الجزائر لديها من الكفاءات الفكرية ما تستفيد منه هذه الدول المنضوية تحت منظمة «بريكس» وكذلك من المهارات العملية والتي يمكن أن نصدرها لتلك الدول في إطار تبادل العمالة، ضف إلى ذلك أن الجزائر سوق رائجة للمنتجات الأجنبية، لأن هناك طلب كبير والمداخيل مرتفعة مقارنة بباقي الدول، كما أن الجزائر أصبحت لاعبا أساسيا في منظومة القرار الاقتصادي الدولي، على أساس أنها دولة بترولية و غازية وقد أفرزت الحرب في أوكرانيا ظهور لاعبين جدد مثل الجزائر وقطر وإيران وروسيا اللاعب التقليدي في هذا المجال.
فكل الشروط متوفرة في الجزائر، من حيث الاستقرار السياسي في إطار الجزائر الجديدة وكذلك السلم الاجتماعي موجود أيضا، فكل هذه الشروط تجعل من انضمام الجزائر لمنظمة بريكس وشيك، بل أكثر من ذلك سوف يعطي هذا الانضمام لهذه المنظمة دفعا قويا بحيث يمكن لهذه المنظمة أن تدخل إلى إفريقيا على أساس أن الجزائر هي بوابة إفريقيا من الجهة الشمالية.
وماذا ستستفيد الجزائر من انضمامها لهذه المجموعة؟
uعبد اللطيف بلغرسة:الامتيازات تستفيد منها جميع الدول المنضوية ومنها الإعفاءات الجمركية ما بين الدول الأعضاء وكذلك عدم تسقيف الحصص فيما يخص الصادرات والواردات ما بين الدول، كما أن الدينار سوف يرتفع، لأنه سيتم التصدير أكثر و الاستيراد أقل ومنه إنعاش قيمة الدينار مقارنة بالعملات الأجنبية، كذلك أنها تمثل فضاء للتعريف بالجزائر والاقتصاد الجزائري وفق ما يسمى بالدبلوماسية الاقتصادية، وهذا باب سيفتح لنا ويجب علينا أن نستغل ذلك و نجني الثمار ونستفيد من هذه الامتيازات. وسيساهم دخول الجزائر إلى مجموعة «بريكس» في تقوية الاقتصاد الوطني وتعريف العالم بالقدرات الاقتصادية للجزائر.
تسعى الجزائر لجذب استثمارات أجنبية متنوعة، كيف يمكن استقطاب هذه الاستثمارات ؟
uعبد اللطيف بلغرسة:الجزائر وفرت جميع المزايا الاستثمارية لجذب الاستثمار الأجنبي ونقصد به رؤوس الأموال الأجنبية وكذلك التكنولوجيا الأجنبية والخبرات البشرية الأجنبية وقد وضعت الجزائر قانون استثمار جديد و الذي صودق عليه مؤخرا والذي يلغي البيروقراطية والفساد ويلغي المحسوبية ويلغي تغول الإدارة على الاقتصاد.
ويمكن للجزائر أن تستقطب الاستثمارات، لأن الدول المنافسة لنا في جذب الاستثمار بها عدم استقرار سياسي وكذلك تراجع على المستوى الاقتصادي .
كما تعتبر البنية التحتية من الشروط القبلية لتحقيق نقلة استثمارية كبيرة، والبنية التحية هي أكبر جاذب مرئي للمستثمرين الأجانب، الذين يلاحظون وجود مطارات وموانئ وفق المعايير الدولية وكذلك سكك حديدية و الطرقات والاتصالات، فضلا عن شبكة البنوك المنتشرة عبر التراب الوطني وكذلك حرية إيداع وسحب الأموال، فكل هذه الشروط القبلية، تدخل في إطار ما يسمى بالبنية التحتية والتي يمكن من خلالها أن ننمي الاقتصاد الوطني وأن نعمل على تحسين الوجهة الاستثمارية للجزائر ، على اعتبار أن الجزائر سوق استثماري كبير، ولكن في إطار الشراكة العادلة رابح رابح.
مراد –ح