كشف مدير الحظيرة الوطنية للشريعة بولاية البليدة محمد زيار عن إعداد مخطط خاص لحماية الحظيرة من الحرائق هذه الصائفة، مؤكدا إنجاز حوضين مائيين من الحجم الكبير لتموين المروحيات بالمياه، من أجل التدخل السريع والفعال في عملية الإخماد، مشيرا في حوار خص به النصر إلى اتخاذ إجراءات استثنائية هذه الأيام مع ارتفاع درجة الحرارة لحماية الحظيرة من الحرائق، ومنها تجنيد الفرق الميدانية للقيام بدوريات مراقبة بدون انقطاع في الغابات على مدار 24 ساعة.
حاوره: نورالدين عراب
النصر: اندلعت هذه الأيام بعدد من غابات الوطن حرائق مختلفة خصوصا مع موجة الحر التي تعرفها البلاد، ما هي الإجراءات الوقائية والاحترازية التي قمتم بها لحماية الحظيرة الوطنية من الحرائق؟
زيار: تقوم كل الهيئات والإدارات المخولة بإجراءات معينة لمكافحة حرائق الغابات خلال الصائفة، وتكون هذه الإجراءات عملياتية وذات فعالية، كما أنها مبنية على اليقظة والمراقبة والتدخل السريع في حالة نشوب حريق.
وفي هذا السياق قامت ولاية البليدة بالتنسيق مع كل القطاعات بوضع مخطط عملياتي مقسم لعدة مجالات منها المجال التنظيمي والقانوني، حيث سنت عدة إجراءات وقوانين ومقررات من شأنها الحد من اندلاع الحرائق، ومنها منع التخييم أثناء الفترة المسائية ابتداء من التاسعة ليلا إلى السادسة صباحا داخل المساحات الغابية، إلى جانب منع إشعال النيران بصفة عشوائية من أجل الطهي والشواء داخل الغابات، وذلك ابتداء من الفاتح جوان إلى نهاية حملة مكافحة حرائق الغابات.
وفي نفس الوقت هناك جانب توعوي أيضا نقوم به اتجاه الزوار وحتى الساكنة المحلية التي لها عدة نشاطات حول أو داخل الغابة، والتي من شّأنها أن تتسبب في نشوب حريق بصفة لا مسؤولة أو نتيجة لا مبالاة، وقمنا في هذا الإطار بتنظيم قوافل تحسيسية جابت أطراف الأطلس البليدي ، أين قمنا بتقديم رسالة مفادها أن حماية الغابات تبدأ من المواطن المحلي المقيم بجوار الغابة، كما قمنا بحملات تحسيسية داخل تراب الحظيرة الوطنية للشريعة موجهة للزوار و وزعنا مطويات لتوعيتهم وتحسيسهم فيما يخص حماية الغابات، إلى جانب المشاركة بحملات إعلامية في وسائل الإعلام المختلفة في شكل حصص توعوية.
النصر: وماذا عن الجانب العملياتي؟
زيار: ولاية البليدة وضعت مخططا جد فعال لحماية الحظيرة الوطنية من الحرائق، وتضمن هذا المخطط تجهيز حوضين مائيين على مستوى مرتفعات الشريعة من الحجم الكبير للسماح بالتدخل الجوي للمروحيات في حالات اندلاع حرائق، وهذين الحوضين يسمحان للمروحيات بالتزود بالمياه بشكل سريع وفعال، ويقع الحوض الأول على مستوى الشريعة والثاني ببني علي، كما قامت كل القطاعات بالتنسيق مع مصالح الولاية بتهيئة وتجهيز وفتح مسالك غابية تسمح لأن تكون هناك سرعة وفعالية أكبر في التدخل، والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في الغابة، وبذلك نضمن التدخل السريع والفعال لإخماد الحرائق، كما تضمن المخطط تجهيز رتل التدخل التابع لإدارة الغابات ببني علي، وهناك رتل ثان تابع للحماية المدنية موجود على مستوى الشريعة، بالإضافة إلى تواجد فرق التدخل التابعة للحظيرة الوطنية للشريعة التي تجوب المساحات الغابية ومهمتها المراقبة والتدخل الأولي لإخماد الحريق عند بدايته، وفي حالة ما إذا كان هناك انتشار أسرع للحريق يتدخل رتل محافظة الغابات ورتل الحماية المدنية و كذا وحدات الجيش الوطني الشعبي.
النصر: كم عدد الحرائق التي سجلت بالحظيرة الوطنية للشريعة هذه الصائفة ؟
زيار: لحد الساعة لم نسجل اندلاع أي حريق على مستوى الحظيرة ونتمنى أن تستمر الأمور على حالها ولا تسجل حرائق، ونشير في هذا الإطار إلى وجود تنسيق بين القطاعات الأمنية للدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي وأعوان الغابات التي تجوب المساحات الغابية ليلا للمراقبة والردع عند الضرورة خصوصا لمجموعات الشباب الذين ينظمون مواقد الشواء ليلا، ونحن نعلم أن خطر هذه المواقد لما تبقى بدون إطفاء وعند هبوب رياح تكون مصدر خطر نشوب حريق خطير .
النصر: هل قمتم بإجراءات احترازية إضافية هذه الأيام مع ارتفاع درجة الحرارة ؟
زيار: نعم نحن نسير حسب الظروف المناخية، ولما تكون هناك ظروف قاسية وارتفاع في درجة الحرارة مثل هذه الأيام التي فاقت 40 درجة على مستوى جبال الأطلس البليدي مع هبوب رياح جنوبية، ونعرف حاليا طبيعة النباتات والأحراش اليابسة التي تسمح بانتشار الحريق بسرعة، كما هناك إجراءات لتجنيد فرق التدخل الميدانية وحتى في ساعات الليل للقيام بدوريات مراقبة لا تتوقف على مدار 24 ساعة، كما أن هذه الإجراءات تكون أكثر صرامة اتجاه الزوار من أجل احترام الإجراءات السارية المفعول للحماية من الحرائق.
النصر: كيف تصف لنا قيمة الثـروة الغابية والنباتية والحيوانية التي تزخر بها الحظيرة الوطينة للشريعة؟
زيار: الغابة في الجزائر في تقلص والحظائر الوطنية المصنفة كحظائر وطنية ومحميات عالمية مثل الحظيرة الوطنية للشريعة التي لديها تصنيف مزدوج كحظيرة وطنية ومحمية عالمية نجد أنها بقيت تمثل الصورة والمرآة للتنوع البيولوجي والطبيعي في الجزائر، وكل هذا جعل السلطات المحلية والعليا للبلاد تعطيها كل الأهمية من حيث الحماية ومن حيث الإجراءات التنظيمية لكي تساهم في هذا التنوع البيولوجي والطبيعي، ولا تكون هناك خسائر في هذه المحميات نتيجة الحرائق، وهذه الحظائر لما تكون في حالتها الطبيعية ومحمية وثروتها محافظ عليها تقدم صورة أجمل وأبهى، ولهذا يجب أن نحافظ عليها ونبقيها على حالتها الطبيعية.
ن ع