* منح صفة الضبطية القضائية لحراس الغابات بموجب تشريعات ستصدر
أكد وزير الفلاحة و التنمية الريفية عبد الحفيظ هني أمس الأحد، بأن إجراءات عملية جديدة ستتخذ في المستقبل لحماية الثروة الغابية الوطنية من الحرائق المدمرة، و كل أشكال الاعتداء عليها حتى تتعافى و تنمو و تتوسع، مؤكدا خلال زيارته للمناطق المتضررة من حرائق الأربعاء الماضي بولاية قالمة، بأن الإمكانات المالية و البشرية متوفرة للقيام بهذه الإجراءات التي تخص الأقاليم الغابية و موظفي قطاع الغابات.
و حسب الوزير فإنه تقرر إعادة النظر في هندسة الخنادق المضادة للحرائق حتى تتمكن من صد النيران و منعها من التوسع، حيث أوضح مدير محافظة الغابات بقالمة متحدثا للوزير بأن الخنادق ذات العرض 50 مترا لم تتمكن هذه المرة من صد النيران المندلعة بمحمية جبال بني صالح بسبب قوة الرياح، مؤكدا بأنه بات من الضروري إعادة النظر في المواصفات الهندسية لهذه الحواجز الطبيعية، و هو ما وافق عليه مسؤول القطاع، مشددا على ضرورة الاستفادة من التجارب المكتسبة من الحرائق التي تعرفها الغابات الوطنية في السنوات الأخيرة.
و أوضح عبد الحفيظ هني بأنه أصبح من الضروري أيضا إعادة النظر في عمليات التشجير و خاصة بالمساحات المحروقة، مؤكدا بأن الغابات الاقتصادية ستحل محل الغابات القديمة المستوطنة التي تعرضت للحرق.
و نزولا عند طلب الحراجيين أوضح وزير الفلاحة بأن قوانين جديدة ستصدر في المستقبل لتعزيز القوة القانونية لحراس الغابات، و تمكينهم من صفة الضبطية القضائية كما طالبوا بذلك، حتى يتمكنوا من اتخاذ الإجراءت القانونية في الميدان و التصدي لمشعلي الحرائق و كل المعتدين على الثروة الغابية.
و قال المتحدث بأن مشاريع القوانين الخاصة بتنظيم عمل الحراجيين توجد لدى الهيئات المعنية لدراستها و إدخالها مرحلة النقاش و الإثراء و التفعيل بعد المرور على مختلف المراحل.
وجدد وزير الفلاحة و التنمية الريفية عزم الدولة على مساعدة و دعم الفلاحين و سكان المناطق الجبلية الذين يعيشون على قطاع الزراعة و تربية المواشي، و أوضح في رده على انشغال منتجي حليب الأبقار و جامعي الحليب بأنه لا ضريبة على هذا النشاط كغيره من الأنشطة الفلاحية الأخرى، داعيا مديريات الفلاحة
لتسهيل عمل جامعي الحليب و مربي الأبقار الحلوب و منتجي أغذية المواشي، و الفلاحين إلى تأمين ممتلكاتهم ضد مختلف المخاطر المحدقة بهم.
و لدى زيارته إلى مزرعة محترقة ببلدية وادي الشحم الواقعة شرقي قالمة، وعد عبد الحفيظ هني بتعويض كل المتضررين من الحرائق، عندما تنتهي التحقيقات و عمليات الإحصاء التي تقوم بها اللجان الولائية، داعيا المسؤولين المحليين إلى مواصلة برامج تنمية المناطق الريفية و التكفل بمطالب السكان، في مجال الكهرباء و الغاز و المياه و فك العزلة، مؤكدا بأنه لا ينبغي أن يترك هؤلاء السكان يعيشون القلق و الحرمان، و يجب أن تتوفر لديهم كل شروط العيش الكريم حتى يتفرغوا للإنتاج الفلاحي و يحسنوا وضعهم المعيشي.
و طلب الوزير من مدراء تعاونيات الحبوب و البقول الجافة بقالمة، و بغيرها من ولايات الوطن بإنشاء ملحقات جديدة مدعمة بأنظمة الشباك الموحد، بالأقاليم الزراعية النائية، لتقريب الخدمات من المزارعين و توفير البذور و الأسمدة لهم و إيصالها لهم في الوقت المحدد.
و قد استمع وزير الفلاحة إلى عرض حول الحرائق بولاية قالمة، قدمه محافظ الغابات بمحمية جبال بني صالح، التي فقدت ما لا يقل عن 150 هكتارا من غطائها الغابي، في حرائق 17 أوت 2022، و قال محافظ الغابات بادي بوبكر بأنه و منذ بداية الصيف اتلفت الحرائق أكثر من 400 هكتار من الغابات بولاية قالمة، بالإضافة إلى مساحات واسعة من الأدغال و الأحراش و المحاصيل الزراعية.
فريد.غ