تسعى شركة "بلدنا" القطرية لإنتاج الحليب لإطلاق "مشروع ضخم" لها في الجزائر، بمنطقة بوقطب في البيض، حيث قام وفد من خبراء الشركة القطرية المختصة في مجال إنتاج الحليب بزيارة إلى ولاية البيض، لبحث إمكانية إطلاق مشروع استثماري في مجال تربية الأبقار وإنتاج الحليب في الجزائر.
تواصل الشركات القطرية توسيع استثماراتها في الجزائر، لتشمل قطاعات جديدة تكتسي أهمية كبيرة في الاستراتيجية التي وضعتها الدولة لضمان الأمن الغذائي، حيث قام وفد من الخبراء التابعين لشركة بلدنا القطرية المختصة في إنتاج الحليب بزيارة إلى ولاية البيض في إطار إنجاز مشروع استثماري كبير بالمنطقة.
وأفاد بيان لولاية البيض أن الوالي فريد محمدي استقبل يوم الخميس وفدا من خبراء من شركة “بلدنا “القطرية المختصة في مجال إنتاج الحليب، وإطارات من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية قاموا بزيارة معاينة للمزرعة النموذجية ببوقطب. وأشار البيان بأن الوفد تلقى كل الشروحات والتوضيحات اللازمة بشأن إقامة المشروع الضخم والهام على مستوى ولاية البيض، حيث سجلوا ارتياحا كبيرا واهتماما بالغا لتجسيد هذا المشروع.
ويمتد المشروع القطري المزمع إقامته على مساحة تفوق العشرة آلاف هكتار، ويمكن أن يخلق الآلاف من مناصب الشغل في مجال صناعة وتوفير الأعلاف وتربية الأبقار وإنتاج الحليب، ويرتقب أن يبدأ في إنجازه بداية العام المقبل.
وتعد شركة بلدنا القطرية واحدة من أكبر شركات تربية الأبقار في الخليج وتملك استثمارات تمتد مساحتها على 2.4 مليون متر مربع وبقدرة استيعابية لتربية 24000 رأس من البقر. ومن شأن المشروع الاستثماري لشركة «بلدنا» القطرية دعم مسعى الحكومة لحل أزمة الحليب ومشتقاته والحد من واردات البلاد من مسحوق الحليب والتي تبلغ 1.4 مليار دولار سنوياً.
من جهته كشف رئيس منظمة حماية المستهلك، زبدي مصطفى، أن شركة «بلدنا القطرية» لإنتاج الحليب وتربية الأبقار ستقوم قريبا باستثمار كبير بولاية البيّض. وأوضح زبدي عبر صفحته الرسمية في الفايسبوك، أن الشركة القطرية التي تعد من أكبر شركات إنتاج الحليب بالخليج العربي تعتزم الاستثمار بمنطقة بوقطب شمال ولاية البيّض. وأضاف أن الشركة تهدف إلى توفير الأعلاف والأبقار لتوسيع نشاط الشركة الأم بقطر وتصدير الحليب لوجهات دولية. وحسب ذات المصدر، المشروع مرتقب انطلاقه بداية السنة القادمة إن تم تطابق الدراسات التقنية التي يعتزم فريق الخبراء القيام بها حول التربة والمناخ مع تطلعات المشروع.
ويعد هذا المشروع الثاني الذي يجرى تنفيذه منذ زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الدوحة بداية العام الجاري، حيث جرى التوقيع بين الجزائر وقطر على اتفاق لبدء تنفيذ مشروع إنجاز مستشفى عصري، بسعة 400 سرير، يستوفي المعايير الدولية في مجال الهندسة الاستشفائية والتسيير العصري. وجاء تنفيذا للتعليمات التي وجهها رئيس الجمهورية إلى الحكومة نهاية شهر فيفري الماضي عقب زيارته إلى الدوحة، بإنشاء لجنة متابعة لتنفيذ ورفع العراقيل عن المشاريع الاستثمارية القطرية، وتوفير مناخ مرافق لتنفيذ المشاريع الاستثمارية التي جرى الاتفاق عليها.
قطر تضخ استثمارات
بمليارات الدولارات
وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد أشرف، رفقة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على هامش القمة العربية التي احتضنتها الجزائر، على إطلاق مشروع بناء المستشفى الجزائري-القطري-الألماني، وكذا مشروع توسعة مركب الشركة الجزائرية-القطرية للحديد والصلب بمنطقة بلارة، بولاية جيجل.
وبخصوص مشروع توسعة مركب الحديد والصلب ببلارة، يذكر أنه قد تم بالعاصمة القطرية الدوحة في 21 فبراير المنصرم، التوقيع على مذكرة تفاهم تتعلق بإنجاز دراسة جدوى توسيع مركب الشركة الجزائرية-القطرية للحديد والصلب، وذلك على هامش زيارة الدولة التي قام بها الرئيس تبون إلى دولة قطر. ومن المرتقب أن تنتقل قدرة إنتاج المصنع، بفضل مشروع التوسيع، من 2 مليون طن إلى 4 مليون طن سنويا.
وتزايد اهتمام المستثمرين القطريين بالجزائر بشكل لافت منذ الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى الدوحة في فيفري الماضي، والتي تم خلالها تحديد مشاريع هامة يجري التفاهم حولها للشروع في تجسيدها في أقرب وقت، فيما تحرص الجزائر على متابعة يومية ودقيقة لتلك المشاريع وإزالة العراقيل التي تعترضها، حيث تتولى لجنة حكومية، متابعة المشاريع ورفع العراقيل الإدارية وتوفير مناخ مرافق لتنفيذها.
وفي جوان الماضي، استقبل رئيس الجمهورية، رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني. الذي أشاد بتحسن مناخ الاستثمار في الجزائر، بفضل الإطار القانوني الجديد الذي «يخدم المستثمرين». وأكد أن مناخ الاستثمار في الجزائر «مختلف عن السابق»، مشيرا إلى قانون الاستثمار الجديد الذي قال إنه «يخدم المستثمرين». وأعرب عن رغبته في أن تتجسد المشاريع المشتركة على أرض الواقع «في أقرب وقت». وأشاد ذات المسؤول بالمؤهلات الاقتصادية الكبيرة التي تزخر بها الجزائر، مشيرا إلى مشروع توسيع شبكة السكك الحديدية وكذا استراتيجية رفع قدرات الموانئ. وتأتي هذه الاتصالات والزيارات، تنفيذا لتفاهمات بين البلدين تم التوصل إليها خلال المفاوضات الرسمية بين كبار المسؤولين في البلدين، لتنفيذ مشاريع استثمارية قطرية، تشمل مشروع مد خطوط السكة الحديدية، وتوسيع شبكتها من الشمال إلى الجنوب الكبير، بين العاصمة ومدن الشمال، إلى تمنراست وأدرار في أقصى الصحراء، على مسافة تقارب ألفي كيلومتر، وتمتد إلى خارج الوطن باتجاه دول الساحل كالنيجر. إضافة إلى استثمارات قطرية كبيرة في مجال تجديد واجهات المدن وتجديد ميناء جن جن بجيجل، وهو المشروع الذي يهدف لجعله أحد أبرز الموانئ في إفريقيا، فضلا عن مشاريع استثمارية كبيرة في قطاع الزراعة لإنتاج الحليب واللحوم الحمراء والزيوت والسكر.
وتشمل المشاريع القطرية التي جري التفاوض بشأنها، بالإضافة إلى بناء مستشفى عصري، بشراكة جزائرية قطرية ألمانية، مشاريع سياحية تشمل تجديد الواجهة البحرية للعاصمة، وتحديث النسيج العمراني لأربع مدن جزائرية هي سكيكدة وعنابة وقسنطينة ووهران، وهي مشاريع تعهدت قطر بتقديم وضخ استثمارات بشأنها، إضافة إلى مشاريع في قطاع الزراعة.
وتُعدّ قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر، فهي من الوجهات الاستثمارية التي تلقى اهتمام رجال الأعمال القطريين، فقد أنشئ في السنوات الأخيرة عدد من المشاريع الاستثمارية القطرية بالجزائر. كان أبرزها وحدة إنتاج الحديد «بلارة بولاية جيجل، على مساحة تبلغ نحو 216 هكتارا، وبتكلفة ملياري دولار تقريبا، بالإضافة إلى مجموعة «أُوريدو» القطرية للاتصالات، التي حققت وتحقق نجاحا معتبرا في الجزائر.
كما توجد عشرات الشركات القطرية الجزائرية المشتركة العاملة في السوق القطرية، ومن المنتظر زيادة أعدادها في الفترة المقبلة، خصوصا مع توفر العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية، لا سيما الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
ع سمير