الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

مشاركون في المؤتمر السنوي للمجلس الإسلامي الأعلى بوهـران: تجربة الجـزائر رائدة ومقارباتها ناجعة لمواجهة التحولات العالميـــة


أكّد، أمس، عدد من المشاركين في المؤتمر السنوي للمجلس الإسلامي الأعلى، المقام بوهران، أن التصدي للتحولات الفكرية والتكنولوجية والسياسية التي يعيشها العالم اليوم، ليست بالأمر الهين بل أن الوضع يستدعي البدء في التطبيق الميداني الفعلي لكل الإستراتيجيات والمقاربات المتوصل إليها على أكثر من صعيد، كما أثنى الجميع على دور الجزائر الرائد و اعتبروا أنها هي القادرة على أن تكون القوة المنشودة لدعم البلوغ للأهداف والإستراتيجيات المسطرة.  
و قال، أبكر ولر مدو، رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، أن الرابطة تسعى لتجسيد مقارباتها الشمولية التي تركز على التنمية التي هي مشكلة معقدة تضاف للمشكلة الإيديولوجية، والعمل يتجه كذلك نحو ما يحتاجه الشباب الذين غرر بأغلبهم من طرف الجماعات المتطرفة، وتمكين الأئمة من شبكات التواصل الاجتماعي التي تستقطب شباب منطقة الساحل، فالإمامة في المسجد لم تعد تكفي وحدها، مثلما أضاف، بل دور الإمام اليوم يتعدى مخاطبة المُضللين بل يخاطب أيضا الذين ضللوهم. موضحا أن الأحداث التي تعيشها منطقة الساحل تحتاج لمقاربات ناجحة وتظافر جهود الجميع والاستفادة من خبرات الآخرين، وبما أن الجزائر رائدة في مجال محاربة التطرف فقد استفادت دول الساحل كثيرا من تجربتها، يقول ذات المتحدث، سواء في الإطار الأمني أو الفكري وحتى التنموي، لأن دول المنطقة تحتاج لنقل الخبرات وتقوية المهارات وهذا ما ستستقيه الرابطة خلال فعاليات المؤتمر السنوي للمجلس الإسلامي الأعلى الذي حضره علماء من مختلف القارات، يضيف الشيخ أبكر، الذي أكد أن لكل واحد بيئته وواقعه وظروفه وبالتالي لازال صعبا اليوم هدم الهوة بين المعتقدات والسلوكات، وبين النصوص والقيم، وبالتالي فالعمل يجب أن ينصب على التوعية لتميكن شعوب المنطقة من تجاوز هذه الأمور والانتقال لمرحلة أكثر نضجا بعيدا عن الفهم المؤدلج الذي تتبناه جهات من خارج منطقة الساحل ولأغراض شيطانية تغرر بالشباب وأدخلت المنطقة في دوامة لم تجد مخرجا، داعيا لضرورة العمل على إعادة هؤلاء الشباب لواقعهم وللقيم التي تتوافق مع بيئتهم، ولن تخرج المنطقة، مثلما قال، من الوضع السيئ الذي تتخبط فيه إلا برجوعها لحضارتها.
“الجزائر لديها أفضال كثيرة على الشعوب العربية و الإسلامية”
من جهته، أفاد الدكتور أحمد عبد الحليم عطية، أمين اتحاد الفلاسفة العرب، أن الجزائر بإمكانها أن تقوم بدور هام وهو حمل المسلمين على الانتباه لما يثار من اتهامات غربية للوقيعة بين الدول العربية، وأنه يمكنهم أن يخلقوا من المنطقة العربية والمنطقة الآسيوية والشعوب المسلمة، فضاءات للوحدة وتجاوز الأزمات، مبرزا أنه منذ أكثر من 30 سنة وهو يتردد على الجزائر لحضور الفعاليات العلمية والأكاديمية المختلفة، ووجد أنها تنمو وتكبر، منوها بأن لهذا البلد أفضالا كثيرة على الشعوب العربية والإفريقية، حيث ذكر بما قامت به الجزائر في نصرة المصريين في حرب أكتوبر وفي غيرها من الأحداث، داعيا لضرورة أن يعبد العرب والمسلمين طرقا جديدة و يجدوا قوة كبرى تضم الشعوب مع الاعتراف بالتفرد والتنوع والاختلاف، والإسلام الذي تقطع أواصره بين إسلام معتدل وآخر متطرف وإسلام ذو صبغة أوروبية بينما الإسلام واحد.
و أوضح الدكتور عطية أن المسلمين بعد أن كانوا مبدعين للفلسفة أصبحوا مستوردين ومستهلكين لها وبالتالي عليهم اليوم أن يصنعوا فلسفتهم ويمهدوا لرؤية جديدة للتعامل مع العالم، مشيرا أن له عدة أعمال علمية أنجزها تسمح بالانتقال من التلقي عن الغرب وعن القدماء، إلى اللقاء معهم من خلال التأسيس والنقد.
بدوره، أكد الشيخ راميل صاديقوف، الإمام الخطيب للمسجد التاريخي في موسكو، أنه بعد الحرب الروسية الأوكرانية تغيرت عدة أفكار منها المتعلقة بالمسلمين الذين يشكلون 15 بالمائة في روسيا خاصة بعد أن أظهروا مساندتهم ووفاءهم للدولة وتمسكهم بانتمائهم.
و أضاف المتحدث أن السلوك الحضاري مهم ومفيد جدا، ولكن الحضارة الغربية لا تستجيب لسياسة الإنجاب عكس المسلمين الذين يشجعون الولادات وهم اليوم يحدثون التوازن الديمغرافي في روسيا، ولكن أطروحات الغرب تحذر دائما من ارتفاع عدد المسلمين وتعتبرها خطرا يهدد بلدانها، بينما وفق المتحدث فإن الأمر يختلف في روسيا التي هي أكثر وعيا وتعاملا مع المسلمين، فهؤلاء في روسيا يعيشون الحضارة الإسلامية وسط الحضارة العالمية الروسية والحضارة شبه الفرنسية، والشباب المسلمون الذي يعيشون في موسكو يقومون بكل أركان الإسلام وهم يتحصنون بالإسلام ويحافظون على سلوكهم لتجنب الانسياق نحو الحضارة الغربية والعالمية التي غالبا ما تؤدي للهلاك والخطر.
على الجزائر أن تبقى قلعة شامخة لا تقهر
أما الدكتور جلول صديقي، الأمين العام لمؤسسة ابن سينا التابعة لليونسكو ورئيس فرع مؤسسة سيدي الشيخ بأوروبا، فجاء في محاضرته التي ألقاها أمس، أنه يأمل في أن تبقى الجزائر قلعة شامخة لا تقهر في ظل الغزو الغربي الحالي للدول العربية والإسلامية، والذي يهدف أساسا، مثل ما قال، للحد من نفوذ و اتساع رقعة الإسلام والقضاء قضاء تاما على المسلمين، مدفوعا بغرور ما وصل إليه من اختراعات جعل هدفها الأول القضاء على الحياة البشرية، ووفق المحاضر، فإن هناك من يقودون حملات عدوانية حاقدة يهاجمون بها أصول الفكر العربي الإسلامي، ولكن الكون في الرؤية الإسلامية قائم على العدل والحق و أنه على الإنسان أن يكون عادلا في سلوكه ومنسجما مع الكون، وإلا فهو جسم غريب في هذا الوجود، وأن “العدو لا يتسلل من حدودنا بل يتسرب من عيوبنا”، كما أن الله ربط موضوع النصر والغلبة والسيطرة والرقي بالمؤمنين وليس بالمسلمين والفرق كامن في السلوكات.
و تختتم اليوم الاثنين فعاليات المؤتمر السنوي للمجلس الإسلامي الأعلى الذي جاء تحت شعار “السلوك الحضاري : وعي، فعل، تعايش”، حيث شارك فيه علماء ومشايخ ودعاة من 40 دولة من مختلف القارات، وقد شهدت الجلسات نقاشات وأطروحات علمية تباينت ما بين الدينية والفلسفية والأنثروبولوجية، وينتظر أن يحمل البيان الختامي عدة نقاط من شأنها أن تكون أرضية عمل للرقي بالسلوك الحضاري للشعوب العربية والإسلامية وهذا بنشر الوعي وضمان التعايش.
بن ودان خيرة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com