الصحافة في الجزائر جدّ حرة و هي بحاجة إلى تنظيم نفسها أكثر
أبدى أمس رئيس المجلس السويسري للصحافة دومينيك فون بورغ إعجابه بالحرية والمهنية التي تتمتع بها الصحافة الجزائرية، ودعا إلى تأطير العمل الصحفي بشكل جيد والتحلي " أكثر" بأخلاقيات المهنة لضمان صحافة ذات مصداقية. وخلال تنشيطه ندوة نقاش في قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة في إطار الدورات التكوينية التي تنظمها وزارة الاتصال لفائدة مهنيي الصحافة، قال فون بورغ " يبدو أن الصحافة في الجزائر جد حرة وتتمتع بفضاء هائل من المهنية، لكنها بحاجة إلى أن تنظم نفسها أكثر، مشددا على أهمية وضرورة تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للصحافيين، مسجلا بأن " العديد من الصحافيين لا يتمتعون على ما يبدو بالإمكانيات المادية الكافية لممارسة مهنتهم" وقال بهذا الخصوص " إن تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للصحافيين ستسمح لهم بالتفرغ لأداء مهمتهم بغية إعطاء معلومة ذات نوعية"
وطالب المتدخل الصحافيين بضرورة الحرص خلال مشوارهم المهني وفي كل الظروف على تقديم المعلومات الدقيقة ذات المصداقية في عهد الانتشار الكبير لتكنولوجيات الإعلام و الاتصال الحديثة حتى تتميز أعمالهم الصحفية عن الأخبار التي يتم بثها عبر شبكات التواصل الاجتماعي"، ودعا الإعلاميين إذا ما أرادوا أن تستمر مهنتهم ضمان التميز من خلال إعطاء معلومة ذات مصداقية تلتزم بأخلاقيات المهنة حتى لا تزول مهنة الصحافة.وأضاف الخبير السويسري أنه ‘’ بالنظر إلى الكم الهائل من الأخبار التي يتم نشرها وبشكل مستمر ومتواصل عبر مواقع شبكة الأنترنيت فإن الصحفي لن ينجح في عمله إلا إذا قدم معلومات بشكل مستقل في ظل الالتزام بالحقيقة و احترام الأشخاص’’، مشددا على ضرورة رفض الصحفي للتوجيهات التي تقدم له أثناء إنجاز عمله الصحفي، باستثناء تلك التي يقدمها له مسؤولو التحرير سيما رئيس التحرير أو مسؤول النشر. كما شدد المتدخل على ضرورة ممارسة الصحفي للرقابة الذاتية على ما ينجزه من عمل صحفي حتى لا تقع تحت طائل الرقابة الخارجية، بالحرص على نشر الحقيقة دون سواها ومهما كان ثمنها والسعي باستمرار إلى تصحيح المعلومات غير الدقيقة، والحفاظ على السر المهني.
وبعد أن أكد على أهمية كشف مصدر الخبر والسعي باستمرار لإقناع المصدر المجهول الذي يريد إخفاء هويته، على الإفصاح عنها، أشار فون بورغ إلى أن من الحقوق الأساسية للصحافيين التي لا يمكن التنازل عنها الحق في الوصول إلى مصدر المعلومة والتعرف على الخط الإعلامي لوسيلة الإعلام التي يعمل بها والشفافية في معرفة الجهة أو الأشخاص المالكين لها، إلى جانب الحق في التكوين المستمر وفي ظروف العمل الملائمة والتأمين على وسائل العمل وما إليها.وبعد أن أشار في المقابل إلى واجبات الصحفي في صيانة كرامة الآخرين وعدم التشهير بهم وحفظ أسرارهم، وكذا عدم نشر صورهم بدون إذنهم فضلا عن واجب إطلاع الطرف المستجوب عن نص الحوار الذي أجري معه قبل نشره، دون تمكينه من مراجعة تصريحاته أو التراجع عن بعضها. من جهة أخرى، استعرض المحاضر الحلول التي أوجدها المجلس السويسري للصحافة لضمان المصداقية و مختلف الآليات التي تؤسس للمصداقية سيما من خلال اعتماد ميثاق لأخلاقيات المهنة.
ع.أسابع