أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، أن الجزائر لن تتخلى عن أبنائها مهما كانت الظروف ومهما كانت الصعوبات، وقال أن كل الرعايا الجزائريين الموجودين في السودان عادوا سالمين إلى أرض الوطن إلا من فضل البقاء هناك لسبب أو لآخر.
أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، رفقة وزيرة التضامن الوطني والمرأة وقضايا الأسرة، كوثر كريكو، و الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عمار بلاني، مساء أول أمس بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة، على استقبال الرعايا الجزائريين العائدين من السودان، الذين قامت طائرة تابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي بإجلائهم من مدينة بور سودان تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية بعد تدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد الشقيق.
وقال مراد في تصريح له بالمطار أن «الجزائر لن تتخلى عن أبنائها مهما كانت الظروف ومهما كانت الصعاب إلا وتأتي بهم وليست هذه هي المرة الأولى»، وأشاد وزير الداخلية بقرار رئيس الجمهورية القاضي بإجلاء الرعايا الجزائريين من السودان وقال «رئيس الجمهورية لن يتخلى أبدا عن الجالية الوطنية وخاصة عندما تعيش ظروفا صعبة، كما عهدناه دائما».
وفي نفس السياق أضاف بأن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، حريص كل الحرص على التكفل بالمواطنين حيثما كانوا وحيثما وجدوا، و كان من الطبيعي أن يتدخل فورا، و نحن كنا دائما من الأوائل الذين يقومون بإجلاء رعاياهم مهما كانت الصعوبات، وقد وصلوا اليوم والحمد لله إلى أرض الوطن رغم أن الرحلة كانت شاقة.
و أضاف الوزير يقول بأن رئيس الجمهورية «أبى إلا ان نأتي إلى هنا لنستقبلهم ونطمئن على صحتهم»، مؤكدا عودة كل أفراد الجالية أو معظمهم بسلام إلا من أراد البقاء هناك لسبب أول لآخر، وقد وصلوا إلى أرض الوطن وهم سعداء بذلك رغم بعض التعب الذي أصابهم بسبب طول مدة الرحلة، حيث تنقلوا من بورسودان إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ثم إلى الجزائر، وسيلتحقون بذويهم بعد ذلك.
ووجه مراد شكرا خاصا لرئيس الجمهورية وللذين يشرفون على عملية الإجلاء وللجيش الوطني الشعبي الذي يتجاوب دوما في مثل هذه العمليات، كما قال بأن وزارة الشؤون الخارجية سخرت بدورها كل الإمكانيات اللازمة للتكفل بهؤلاء الرعايا من خلال حجز فنادق مخصصة لإقامتهم وتوفير كل وسائل النقل المتاحة ومرافقتهم حتى منازلهم في مختلف أنحاء الوطن.
من جانبه قال سفير الجزائر في السودان، مراد إسعد، أن عملية الإجلاء هذه شملت 60 مواطنا جزائريا إضافة إلى 21 فردا من أعضاء السفارة الجزائرية في الخرطوم، كما شملت رعايا فلسطينيين وسوريين، وقد تمت العملية بالتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة، وهو ما يبين اهتمام الجزائر بأمن مواطنيها ورعاياها حيثما وجدوا.
وأضاف بأن نجاح العملية تحقق بفضل الخبرة التي اكتسبتها الجزائر في مجال حماية أمن مواطنيها في أصعب الظروف وفي كل الأمكنة.
ولم يفوت الرعايا العائدون ببدورهم الفرصة للإشادة بما قامت وتقوم به السلطات العليا في البلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية من أجل ضمان أمنهم وسلامتهم و عودتهم السريعة إلى أرض الوطن في مثل هذه الظروف.
وكان رئيس الجمهورية السيد ، عبد المجيد تبون ، قد أمر أول أمس الثلاثاء بإجلاء أعضاء الجالية الوطنية الراغبين في العودة، وكل رعايا الدول الشقيقة والصديقة الراغبين في ذلك، بعد تدهور الأوضاع الأمنية في السودان.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أنه « في إطار متابعته الدقيقة والمستمرة لأوضاع جاليتنا في السودان، وفور تدهور الأوضاع الأمنية المؤسفة في هذا البلد الشقيق، أعطى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمرا بإجلاء أعضاء جاليتنا الراغبين في العودة، في ظروف جيدة، حرصا منه على أمنهم وسلامتهم».
كما أمر الرئيس –يضيف ذات البيان- بأن تشمل عملية الإجلاء والمساعدة، كل رعايا الدول الشقيقة والصديقة الراغبة في ذلك، في مقدمتهم أشقاءنا الفلسطينيين المقيمين في السودان، حيث مست العملية 13 مواطنا فلسطينيا، و 22 مواطنا سوريا.
إلياس -ب