أكدت البرلمانية السابقة والناشطة السياسية السورية ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة “هنا هويتي” التنموية والمعمارية، ماريا سعادة، أن الرئيس بشار الأسد يقدر ويثمن عاليا دور الجزائر الكبير في دفع العلاقات العربية مع سوريا، و توقعت زيارة قريبة لرئيس سوريا للجزائر، موضحة أنها ستكون أهم الحبات التي تكمل حلقات المسبحة والتي يجب أن تنتظم وتكتمل مع جميع الدول العربية وأن الجزائر هي الأساس، مشيرة أن الرئيس بشار الأسد يعرف كيف يرتب أولوياته وعلاقاته مع الدول ضمن المنظومة الجديدة لاستعادة سوريا لعلاقاتها.
وأكدت ماريا سعادة برلمانية سابقة وناشطة سياسية سورية في اتصال مع النصر، أن للجزائر دور كبير ومهم في رص صف الدول العربية، وهي التي أشارت للدور الأساسي لسوريا ولضرورة تماسكها ووحدة أراضيها وأهميتها بالنسبة لنسيج العالم العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مشيرة أن للجزائر دورا مهما في التأسيس لرؤية عمل عربي مشترك في المستقبل القريب.
و اعتبرت أن هذا أمر بالغ الأهمية بالنظر للتغيرات التي تحدث اليوم على المستوى العالمي وإعادة هيكلة ميزان القوى الدولي، فالعالم بأسره، وفق المتحدثة، يشهد تغيرات سياسيا و اقتصاديا أيضا، فيما أدرك الجميع أن هيمنة القطب الواحد لا تتوافق مع مصالح كل دولة على حدة أو المصالح الوطنية للدول، وبالتالي فإن مخالفة طبيعة العلاقات العضوية بين الدول بالإكراه يؤدي لانهيار طبيعة الميزان الاقتصادي والتوازن الدولي، تضيف الناشطة السياسية السورية.
ومن هذا المنطلق، بدأت دول العالم، تضيف ماريا، في إعادة بناء علاقاتها مجددا على أسس أكثر واقعية وأكثر توافقا مع مصالحها العضوية مع الدول المجاورة متجاوزة كل الخلافات التاريخية والحديثة، مشيرة إلى أن الدول العربية أيضا أدركت هذه الحقيقة، وعليه “فهي اليوم تعيد بناء وهيكلة علاقاتها بعد أن أدركت أهمية سوريا وأهمية موقعها الجيوسياسي وأنه لابد من رؤية عربية مشتركة”، مبرزة في حديثها أن الجزائر الرافضة للهيمنة والمتمسكة بقراراتها و رؤيتها، عارضت منذ البداية وخالفت قرارات إبعاد سوريا من الجامعة العربية، واليوم وبعد الجهود الجبارة التي بذلتها الجزائر سعيا لعودة بلدنا لحضن الجامعة العربية بعد 12 سنة من الغياب، أدرك العالم العربي أنه لا استقرار ولا سلام دون سوريا، مشيدة بأن الإصرار على المسار السليم لابد أن ينتصر في النهاية، ويتجلى هذا في أن الدول العربية أيقنت اليوم أن تفكك صفوفها يرفع درجة الخطر عليها.
وقالت محدثتنا أن سوريا ليست فقط مستفيدة من العودة لجامعة الدول العربية، بل هي سبب في إعادة بناء العلاقات العربية واستفادة الدول العربية من الموقع المركزي لسوريا لإعادة بعث العلاقات الاقتصادية لمصلحة جميع الأطراف، مردفة أن الاقتصاد السوري يعتمد على الزراعة التي هي أهم الركائز وعلى الصناعة الزراعية والبترول والقمح والقطن، وأن هذه الثروات توجه أغلب منتجاتها للتصدير، واليوم قد يؤدي مسار إعادة بناء العلاقات الاقتصادية لتكامل عربي بيني على المستوى الزراعي والغذائي، ويمكن أن ينجم عنه إعادة الميزان الاقتصادي للتبادلات العربية، ولانتعاش المنطقة بهذا التكامل الذي هو أساسي.
وفي ردها على أسئلة النصر، ركزت البرلمانية السورية السابقة، على أن بشار الأسد كان واضحا قبل وبعد الحرب، بأن سوريا تتمسك بوحدة أراضيها وبالقضية الفلسطينية التي تعتبر أحد الأسباب التي خاضت بشأنها سوريا الحرب لمدة 12 سنة، مضيفة أن موقف سوريا في الدفاع عن حقها في الجولان لن يتغير، كما لن يتغير تمسكها بالقضية الفلسطينية، فصمود سوريا وإصرار شعبها على البقاء، حصنها من الرضوخ لسياسات الهيمنة ومكنها من التحالف مع الدول الشقيقة والصديقة.
بن ودان خيرة