يؤكد العقيد لعلاوي فؤاد مدير دراسات مكلف بالديوان بالحماية المدنية، أن الكوارث المتكررة والتي تحدث أضرارا جد جسيمة ببلادنا هي الزلازل و الفيضانات، و حرائق الغابات والأخطار الصناعية، موضحا في حوار للنصر أن الطبيعة في ديناميكية مستمرة وأن جهاز الحماية المدنية يتكيف لمجابهة هذه الكوارث.
ما هي الأخطار الكبرى المحدقة ببلادنا بشكل أكبر انطلاقا من تجربة الحماية المدنية؟
العقيد لعلاوي فؤاد: القانون 04-20 يذكر كل الأخطار الكبرى المسجلة على المستوى الوطني، لكن الكوارث المتكررة والتي تحدث أضرارا جد جسيمة هي الزلازل، الفيضانات، حرائق الغابات والأخطار الصناعية.
وهل جهاز الحماية المدنية وانطلاقا من تجربته في الميدان متكيف كما يجب في التعامل مع هذه الكوارث والأخطار من حيث الوسائل والكفاءة البشرية في الساعات الأولى لوقوعها؟
صحيح ردود الفعل الأولية مهمة جدا وهو ما نسميه نحن «الاستعداد للاستجابة»، وكما يدل عليها اسمها لابد أن تحضر هذه الاستجابة من قبل، لأنها لابد أن تكون فورية وفعالة ولا يمكن أن تكون كذلك إن لم تكن محضرة من قبل. ولكن حتى الطبيعية اليوم هي أيضا في ديناميكية مستمرة، ونحن نحضر للمخاطر الكبرى بناء على التجربة والأخطار المصنفة في الجزائر ولكن مع التغيرات المناخية مؤخرا أصبحت هناك ظواهر أخرى، على سبيل المثال موسم حرائق الغابات في سنوات سابقة كان يبدأ من شهر 7 إلى شهر 10، مع التغيرات المناخية أصبح يمتد من شهر 5 إلى شهر 12، أي قفز من أربعة أشهر إلى ثمانية أشهر. بالنسبة للفيضانات مثلا، وكما تعرفون الجنوب معروف بالحر والجفاف اليوم أصبحنا نسجل فيضانات في أقصى الجنوب، في سنوات ماضية سجلنا في نفس الولاية في نفس اليوم فيضانات و حرائق للغابات، من المفروض هاتان الظاهرتان تقعان في موسمين مختلفين، لكن التغيرات المناخية فعلت ذلك، وهذا حدث لنا في ولايات تبسة، جيجل وسكيكدة. وعليه فإن التغيرات المناخية تفرض علينا تغيير الإستراتيجية كل مرة للتكيف معها.
كيف هو مستوى التنسيق بينكم وبين القطاعات الأخرى المعنية بمثل هذه الكوارث؟
في الواقع التنسيق بين مختلف المتدخلين خاضع للقانون، وعلى المستوى المحلي لما تقع هناك كارثة على مستوى البلدية رئيس البلدية هو الذي يقوم بالتنسيق، وعلى مستوى الولاية الوالي هو من يقوم بدور المنسق ، وهناك مراكز قيادية في الميدان ومركز قيادة ثابت على مستوى الولاية، حقيقة هناك تنسيق واتصال في هذا الشأن.
وكما تلاحظون في كل سنة تقع عندنا كوارث مثل الفيضانات و حرائق الغابات وغيرها، وكثرة هذه الكوارث لديها حقيقة جانب سلبي يتمثل في الخسائر البرية والمادية ، لكن لديها جانب إيجابي آخر يتمثل في القدرة على تحسين وتطوير منظومة التعامل معها.
إلياس –ب