أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، عبد الكريم خضري، أن الاهتمام بالذاكرة يعتبر مناعة للأجيال القادمة، في ظل الرهانات التي تعيشها الجزائر، من أجل مجابهة محاولة ضرب استقرار ونخر مجتمعها من خلال الزج بشبابها للغرق في عالم المخدرات وتوريطه في الجرائم السيبرانية.
وقال، عبد الكريم خضري أمس، في تصريح لوسائل الإعلام، على هامش الندوة الوطنية الموسومة "التحولات الفكرية والثقافية للجزائر إبان الفترة الاستعمارية"، التي نظمتها المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، تحت إشراف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وبرعاية والي ولاية سطيف، والمحتضنة من طرف المكتب الولائي لذات المنظمة بسطيف، وبالتنسيق مع متحف المجاهد الذي كان مسرحا لانعقادها، أن المنظمة ستواصل العمل على إبراز كل المحطات التاريخية للجزائر، قصد تبليغها للأجيال اللاحقة، معتبرا بأن الجيل الراهن هو حلقة وصل بين جيل الثورة، والأجيال اللاحقة، عبر شباب عايش من صنعوا التاريخ من مجاهدين، حتى تستمر الذاكرة، التي أكد أنها تعتبر مناعة للمجتمعات، على غرار الجزائر التي تعتز بشهدائها، رموزها وتاريخها المجيد، مشددا على ضرورة نشرها في أوساط الشباب، خاصة أن الجزائر تعيش اليوم تحولات ورهانات في العديد من المجالات، سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا وإعلاميا، وتواجه تهجمات وطعنات من أعداء الأمس واليوم.
وتابع الأمين العام، أن المنظمة المنتشرة عبر 49 ولاية والمكتب المخصص للجالية في الخارج، والمجلس العلمي الذي يضم 40 باحثا مختصا في التاريخ، تعمل على الاهتمام بالذاكرة، خاصة أن الدولة الجزائرية أعطت في السنوات الأخيرة أهمية بالغة للذاكرة الوطنية، من خلال إنشاء قناة الذاكرة، و ترسيم 8 ماي يوما وطنيا للذاكرة، و تنصيب مستشار رئيس الجمهورية المهتم بالذاكرة، و كذا تنصيب لجنة لمعالجة الملفات الأربعة المعلقة بين الجزائر وفرنسا، وهي الأرشيف الوطني، المفقودون، التعويضات والجماجم، والتي تعمل الجزائر على حلحلتها بوتيرة سريعة مع الجانب الفرنسي.
كما دعا خضري، كل فعاليات المجتمع المدني بمختلف أطيافها وتخصصاتها إلى المساهمة في المحافظة على الذاكرة الجماعية، داعيا الشباب بالأخص إلى العودة للتاريخ والاطلاع عليه لأن "الذاكرة الوطنية تبقى مناعة للمجتمعات، من أجل مجابهة الحروب والتحديات، التي تحاول أن تنخر المجتمع الجزائري من خلال ضرب شبابه، وهذا عبر محاربة انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية، ومجابهة الجرائم الإلكترونية، وهو التحدي الذي يوجب وضع اليد في اليد لمرافقة مؤسسات الدولة"، مثمنا الدور الكبير الذي يقوم به رجال الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية، لكبح جميع الجرائم بما فيها الجريمة السيبرانية.
خ. ل