دعت المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين الأسر إلى ترشيد استهلاك الطاقة خلال هذه الأيام التي تشهد ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، وتفادي الاستعمال المفرط للأجهزة الكهربائية خلال فترات الذروة، من أجل عدم الضغط على محطات وشبكات توليد وتوزيع الكهرباء.
وحثت المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين المواطنين على ضرورة التقيد بالتعليمات والتوجيهات التي قدمتها مؤسسة سونلغاز، المتعلقة بترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية خلال فترات الذروة، التي تمتد من الساعة الخامسة إلى العاشرة ليلا، مع الحرص على الاستعمال العقلاني لأجهزة التبريد والتكييف.
وأكد الناطق باسم المنظمة فادي تميم «للنصر» بأن مؤسسة سونلغاز أطلقت حملة تحسيسية بداية شهر ماي المنصرم، تهدف إلى ترسيخ الممارسات الصحيحة فيما يتعلق باستهلاك الطاقة، خاصة الكهرباء التي يزداد الطلب عليها في فصل الصيف، جراء استعمال أجهزة التكييف لا سيما في المناطق الجنوبية والداخلية.
وسجلت مصالح سونلغاز ظهيرة يوم الأحد المنصرم ذروة تاريخية جديدة في استهلاك الكهرباء، قدرت بأزيد من 17 ألف ميغاواط، كما سجلت ذات المصالح أمس ذروة قياسية جديدة بأزيد من 17900 ميغاواط، جراء موجة الحر التي تشهدها جل مناطق البلاد منذ بداية شهر جويلية الجاري، إذ تجاوزت درجات الحرارة الأربعين درجة في عدة ولايات، مما دفع بالأسر إلى الاستعانة بالمكيفات لمواجهة هذه الموجة.
ونبه المصدر إلى ضرورة الحرص على اختيار الأوقات المناسبة لاستعمال الأجهزة الكهرومنزلية، على غرار الغسالات والمكواة وغيرها، بتفادي أوقات الذروة التي يجتمع فيها أفراد الأسرة في البيت، ويتم خلالها تشغيل أجهزة التكييف بشكل مكثف، مما قد يشكل ضغطا على شبكات التوزيع، في حال الإفراط في استهلاك الطاقة.
وأكد الناطق باسم المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين بأن مؤسسة سونلغاز تنتج الطاقة الكهربائية بما يكفي لتغطية الطلب، غير أن عدم ترشيد الاستهلاك قد يضر بشبكات التوزيع، ويؤدي إلى الانقطاعات المتكررة في حال عدم التقيد بالسلوكات الصحيحة، من قبل المواطنين والإدارات والمؤسسات، فضلا عن المستثمرين الفلاحيين الذين يستعملون المكننة الكهربائية.
وأضاف من جهته الخبير الطاقوي مراد برور في تصريح «للنصر» بأن الجزائري يعد من أكبر المستهلكين للطاقة مقارنة بالدخل القومي الوطني، بل إن الفرد الجزائري يستهلك مرتين أكثر مما يستهلكه الفرد الواحد في أمريكا وأوروبا، مرجعا ذلك إلى عوامل عدة، من بينها تغير تقنيات البناء مقارنة بما كان يعتمده أسلافنا.
ويرى الخبير الأستاذ مراد برور بأن الطلب على الطاقة في ازدياد مستمر، وهو ما أضحى يشكل حملا على الاقتصاد الوطني، وعلى مصادر الطاقة المعروفة في بلادنا، لأن كل برميل أو متر مكعب من الغاز يتم استهلاكه في إنتاج الطاقة هو خسارة للاقتصاد، الأمر الذي أضحى يتطلب اعتماد نظرة جديدة في المستقبل.
وانتقد الخبير الطاقوي بشدة بعض السلوكات التي تؤدي إلى إهدار الطاقة، من بينها الإبقاء على أجهزة التكييف في حالة تشغيل خلال 24 ساعة، لأنها تعد مستهلكا قويا للطاقة الكهربائية، وهي من ضمن الممارسات التي ساهمت في رفع مستوى الاستهلاك العام للكهرباء بطريقة غير منطقية في بلادنا وفق المصدر.
وحث المتدخل الأسر على ضرورة التحلي بروح المواطنة والمساهمة في الحفاظ على الطاقة، باعتبارها من الثروات الثمينة التي يجب الحرص على استهلاكها بطريقة عقلانية، من خلال تغيير السلوكات الخاطئة التي أصبحت عادات راسخة لدى الكثيرين، إلى جانب الحرص على انتقاء الأجهزة المقتصدة للطاقة، واستبدال المصابيح العادية بأخرى لا تتطلب نسبة عالية من الطاقة الكهربائية.
كما نصح الأستاذ برورة بتفادي إشعال أنوار البيت في فترات الذروة لغير الضرورة، وتجنب تخفيض درجات المكيفات الهوائية، بحجة تعديل حرارة البيت، مؤكدا بأن التزام كل فرد بالنصائح التي تقدمها مؤسسة سونلغاز وكذا المختصين، سيؤدي إلى تخفيض نسبة استهلاك الطاقة بـ 5 بالمائة على الأقل سنويا.
وأضاف المصدر بأنه مع تعود المواطنين على انتهاج التصرفات الصحيحة في مجال استهلاك الطاقة، سيتم بلوغ الأهداف المرجوة، خاصة ما تعلق بالحفاظ على الأسعار المدعمة لمختلف مواد الطاقة، إلى جانب الكهرباء التي أضحت من متطلبات الحياة العصرية، غير أن إهدارها سيرهن مستقبل الأجيال القادمة.
لطيفة بلحاج
