كشف رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والبيئي، سيدي محمد بوشناق خلادي، أن الجزائر قد صنفت على رأس دول شمال إفريقيا وفق تصنيف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
و أبرز بوشناق خلادي، في كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح يوم دراسى نظمه المجلس بقصر المعارض '' صافيكس'' تحت عنوان "الصحة غدا"، أن هذا التصنيف يعكس الجهود التي تبذلها السلطات العمومية في مجالات عدة بما فيها قطاع الصحة، سيما الإصلاحات التي قامت بها لبناء نظام صحي ناجع، إلى جانب الاستثمارات الكبيرة المنجزة من أجل تحقيق التغطية الصحية اللازمة والفعالة و التأطير البشري الجيد.
وشدد بوشناق خلادي في هذا السياق على ضرورة تثمين هذه الإنجازات والسعي إلى تحسين النظام الصحي الوطني بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي انضمت إليها الجزائر، من أجل الارتقاء إلى مستوى التحديات الكبيرة التي تتطلبها صحة الغد. و أشار المتحدث خلال هذا اللقاء الذي تم التطرق فيه إلى ''الاستعمال المتزايد للتطبيقات التكنولوجية في مجال الصحة''، أن هذا اليوم الدراسي يأتي استجابة لبرنامج المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول تنظيم جلسات تفكير وتشاور حول كيفية تحسين المنظومة الصحية لكي تتماشى مع احتياجات البلاد في المستقبل، كما لفت إلى أن هذا اليوم يأتي تزامنا مع المعرض الدولي للمختبرات الطبية والتصوير "إيملاب"، وذلك للتأكيد على اهتمام المجلس بالتقنيات الجديدة المستخدمة في مجال الصحة والتي باتت تشهد تطورا مستمرا.
و أضاف رئيس المجلس أن مجال الصحة يشهد اليوم "تحولا عميقا" بفعل التقنيات الجديدة مثل تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية وعلم الجينوم والصحة الإلكترونية والعلوم المعرفية وكذا الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الاهتمام بالذكاء الاصطناعي "أصبح ضرورة ملحة"، نظرا للتأثير الكبير على الخدمات الطبية بما يمهد لممارسات جديدة في طب الغد. و دعا بالمناسبة، إلى ضرورة "تكييف برامج التدريب الخاصة بإطارات قطاع الصحة، وإعادة تأسيس العلاقة بين الطبيب والمريض بوسائل جديدة"، لافتا إلى أن الهدف من اللقاء يتمثل في إيجاد تصورات مشتركة حول خصائص ومهام مستشفى المستقبل وبصفة أهم صحة الغد في ظل هذا التطور التكنولوجي. و من جهته، ذكر رئيس لجنة الديموغرافية والصحة والأقاليم بالمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، البروفيسور مصطفى خياطي، أن الهيئة التي ينتمي إليها فتحت الباب في مجال الصحة، في انتظار دخول قطاعات أخرى معنية بهذا الأمر لتنصيب أفواج لدراسة قضية الصحة غدا والتفكير فيها.
و اعتبر السيد خياطي أن قطاع الصحة "سيشهد في غضون الـ 15 سنة المقبلة تغييرات في نوع المستشفيات، حيث ستزول اختصاصات وتأخذ مكانها اختصاصات جديدة خاصة في الإعلام الآلي لمتابعة المرضى".
ق.و