أكد خبراء ومحللون، أمس، أن المقاومة الفلسطينية، هزمت الكيان الصهيوني والذي فشل على كامل الأصعدة وهذا ما يفسر الهجمات البربرية والهمجية التي راح ضحيتها المدنيون، كما اعتبروا أن المقاومة اعتمدت تكتيكات حديثة تتماشى مع قدراتها الذاتية و امكانياتها وقد استطاعت أن تدير المعركة سيبرانيا وعلى مستوى الفعل الميداني وانتصرت أخلاقيا وتغلبت على الدعاية الصهيونية ووقفت بمفردها أمام القوة العسكرية برؤية استراتيجية، تم الإعداد لها منذ زمن طويل.
و أوضح أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة ورقلة الدكتور مبروك كاهي في تصريح للنصر، أمس، أن المقاومة الفلسطينية بمختلف أطيافها، تعلمت خلال سنوات عديدة وأخذت تجربة وقامت بتطوير أسلحة للمواجهة وأسلحة الردع ، سواء بإمكانياتها الذاتية أو جلب هذه الأسلحة لمواجهة الكيان الصهيوني.
وأضاف أن المقاومة اعتمدت تكتيكات حديثة تتماشى مع قدراتها الذاتية و مع امكانياتها وكما نعرف أن قطاع غزة هو محاصر من جميع النواحي من الجو والبر والبحر، لافتا إلى أن هذه التكتيكات ناجمة عن التجارب السابقة، لاسيما بالنسبة للصواريخ وحصولها على أسلحة مضادة للمدرعات وتطوير أسلحة ذاتية مضادة للمدرعات و قد استخدمت المقاومة كل ما لديها وكل طاقاتها من أجل انتاج هذه الأسلحة الرادعة والتي مكنتها من الصمود إلى غاية هذه اللحظة.
وأكد الدكتور مبروك كاهي، أن الكيان فشل على كامل الأصعدة وهذا ما يفسر الهجمات البربرية والهمجية التي راح ضحيتها المدنيون ولاحظنا أن الكيان بات يقصف حتى المستشفيات ويمنع المساعدات الطبية و الإغاثات الإنسانية للوصول للفلسطينيين وهذا ما يفسر جنونه وحجم الهزيمة التي تلقاها على مختلف الأصعدة وهو يحاول أن يوقع أكبر قدر ممكن من الإصابات في صفوف المدنيين.
ومن جانب آخر، أوضح أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية، أن المقاومة الفلسطينية، أدركت أن المسار السياسي وحده لا يمكن أن يحقق السلام وأن يحقق مطالب الفلسطينيين ولهذا زاوجت بين أدوات الكفاح السياسي وبين الأسلحة الرادعة، لافتا إلى صمودها، حيث أنها أدركت أهم نقاط ضعف العدو الصهيوني والمتمثلة في بنيته العسكرية الهشة سهلة الاختراق وكذلك ضعفه في المفاوضات، سيما إذا كانت تملك أوراقا رابحة مثل ورقة الأسرى الذين حصلت عليهم في عملية طوفان الأقصى في السابع أكتوبر.
كما طورت المقاومة الفلسطينية، أدوات كفاحها السياسي وأصبحت تحظى بعديد الدعم الدولي وحتى داخل الدول الحليفة للكيان الصهيوني، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.
وذكر المتدخل، أنه بعدما كان الكيان يحاول أن يجهز على القضية الفلسطينية ويقفز فوقها من خلال عمليات التطبيع مع دول عربية وهي عمليات تطبيع مجانية و كانت تتم على حساب القضية الفلسطينية، لكن المقاومة أعادت الكيان الصهيوني إلى نقطة الصفر وأنه لا حل لمنطقة الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية وحصول الفلسطينيين على دولتهم كاملة السيادة وفق الشرعية الدولية وحدود عام 1967.
الكيان الصهيوني تلقى العديد من الهزائم
وأكد أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة ورقلة الدكتور مبروك كاهي، أن الكيان الصهيوني تلقى العديد من الهزائم وتتمثل الهزيمة الأولى في صمود المقاومة الفلسطينية وبقائها على أرض الواقع بالرغم من عمليات التدمير الواسعة التي قادها الكيان منذ سنوات ولكنها بقيت صامدة الى غاية اليوم ووجهت ضربات موجعة للكيان الصهيوني.
والهزيمة الثانية تتمثل في العديد من الأسرى و خسائر وضحايا وذلك لم يحصل على مدى 7 عقود كاملة وهي ضربة موجعة هزت الكيان الصهيوني وما تكالب الدول الغربية و تقديمها الدعم اللامحدود له من أسلحة ودعم سياسي وحماية قانونية إلا دليل على أن المقاومة الفلسطينية هزمت هذا الكيان.
و الهزيمة الأخرى هي بقاء المقاومة الفلسطينية صامدة إلى غاية هذه اللحظة، رغم أطنان المتفجرات والقنابل التي ألقاها الكيان على رؤوس السكان وراح ضحيتها العديد من الضحايا المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ لا ذنب لهم. ومن جهة أخرى، بدأ الكيان الصهيوني يفقد ثقته بنفسه ولاحظنا العديد من المستوطنين حزموا حقائبهم وعادوا إلى البلدان التي جاؤوا منها.
ورغم التطور التكنولوجي لدى العدو الصهيوني والدعم اللوجيستي و رغم المتخاذلين والمتعاونين مع هذا العدو، سواء في الداخل الفلسطيني أو خارج فلسطين، لكن المقاومة هزمته نفسيا و جعلته يرتب أوراقه من جديد.
كما أثبتت المقاومة، أن القضية الفلسطينية هي بيد الفلسطينيين وهم وحدهم من سيقررون مصيرهم ووحدهم من يثبتون عدالة قضيتهم وحقهم في إقامة دولة كاملة السيادة.
المقاومة استطاعت أن تدير المعركة سيبرانيا وعلى مستوى الفعل الميداني
من جانبه أوضح المحلل السياسي البروفيسور بوحنية قوي في تصريح للنصر، أمس، أن صمود المقاومة الفلسطينية يمكن أن يقرأ من عدة جوانب ، الزاوية الأولى هي عنصر المباغتة والمفاجأة، مؤكدا أن الحدث الزلزالي الذي وقع في 7 أكتوبر لم يكن حدثا عاديا، فهي أكبر هزيمة تلقاها الجيش الصهيوني في مقتل بعد ادعائه بوجود قبة حديدية تتصدى لأي هجومات مهما كان نوعها.
كما أن المقاومة استطاعت، أن تدير المعركة سيبرانيا وعلى مستوى الفعل الميداني و أنها لم تضع بيضها في سلة واحدة بل وفرت وأعدت عنصر المفاجأة، إضافة إلى التحضير والإعداد النفسي، موضحا أنه عندما تواجه جيشا هشا نفسيا ومنهزما أخلاقيا ، فأنت تقوم بتعريته أمام العالم وهذا الذي تم من خلال التعامل مع مقاومة مسلحة تسليحا لا يمكن أن يقارن بالتسليح الصهيوني ولكنها استطاعت نظرا لارتفاع المعنويات، أن تقهر وأن تطيل من عمر هذه العمليات وأن توقف التوغل الصهيوني في قطاع غزة وهذا الذي سيستمر.
واعتبر المحلل السياسي، أن المعركة غير متناظرة وغير متكافئة ولكن المقاومة استطاعت أن تنتصر أخلاقيا في تعاملها ، سواء مع الأسرى وأن تتغلب على الدعاية الصهيونية والتي حاولت أن تضع المقاومة في الزاوية مضيفا أن المقاومة انتصرت أخلاقيا وأظهرت للعالم قدرتها على إدارة العمليات بطريقة أخلاقية وعرت القانون الدولي الإنساني ووقفت بمفردها أمام القوة العسكرية برؤية استراتيجية، تم الإعداد لها منذ زمن طويل.
ويرى المتدخل، أنه ليس أمام الكيان الصهيوني، إلا أن يرضخ لمطالب المقاومة وربما سيوافق على مطالب و سيرفض بعضها ولكن في كل الحالات فإن ذلك سيعد انتصارا للمقاومة.
إذلال الكيان الصهيوني خلال أيام
و من جانبه، اعتبر الخبير في الشؤون الأمنية بن عمر بن جانة في تصريح للنصر، أمس، أن المقاومة الفلسطينية وبعد تدريب عميق لمدة معينة وصلت إلى هذا المستوى، حيث قامت بالتحضير وجعل كل إمكانيات النصر إلى جانبها وقد تمكنت من إذلال الكيان الصهيوني خلال هذه الأيام.
وأضاف ان الفلسطينيين لم يتركوا لا صغيرة ولا كبيرة إلا و كانت لها دراسة معمقة حول الكيان الصهيوني، معتبرا أن « طوفان الأقصى»، هي عملية مدروسة، أتت بعد دراسة طويلة لكل مكامن ضعف الكيان الصهيوني، حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تشل هذا الكيان الذي لم يتمكن من الرد عليها، لافتا في السياق ذاته، إلى المحاولات الفاشلة للكيان في التقدم ولو خطوة بسيطة بريا في غزة.
واعتبر الخبير في الشؤون الأمنية، أن الفلسطينيين اليوم، لهم قوة كبيرة جدا و فطنة وعمليات تكتيكية مهمة جدا واستراتيجية هادفة وبالتالي مهما حاول الكيان وجلب إلى جانبه الولايات والمتحدة وفرنسا وبريطانيا والدول الغربية لمساندته، فقد باءت كل محاولاته بالفشل، أمام عزيمة هؤلاء الأبطال الفلسطينيين الذين يقاومون بكل شراسة وهم متمكنون بشجاعتهم وعزمهم وقدراتهم و قادرون على دحر كل محاولات الكيان ومسانديه من الدول الغربية.
من جانب آخر أوضح المتدخل أن التغيرات التي بدأت تظهر ملامحها فيما يخص النظام العالمي، أكدت للفلسطينيين، أنه من الضروري الوقوف ضد هذا الكيان وكسر شوكته.
وأضاف أن قرار الإخوة الفلسطينيين لا رجعة فيه و قرار المقاومة حازم، وأن النصر سيكون لهم ، فيما يواصل الكيان لعدة أيام استهداف المدنيين وتهديم المباني وقد فشل فشلا ذريعا والدليل على ذلك جبنه، حيث أن القدرات التي كان يتغنى بها ويتشدق بها أصبحت واهية.
مراد - ح