اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن الكيان الصهيوني الذي يقوم بحرب إبادة ضد السكان وارتكاب المجازر المروعة، وينتقم بشكل جنوني، يحاول تفريغ غزة من ساكنيها وتهجيرهم خارج القطاع ، وأبرزوا بالمقابل الصمود المنقطع النظير في غزة والخسائر التي ألحقت بقوات العدو الصهيوني، و أوضحوا من جهة أخرى، أن طوفان الأقصى وضع حدا للتطبيع وأن ملحمة غزة، سينجم عنها نتائج إيجابية بالنسبة للنضال الوطني الفلسطيني .
وأوضح الباحث والمحلل السياسي الدكتور عامر رخيلة في تصريح للنصر، أمس، أن المجموعات الصهيونية المدعومة أوروبيا وأمريكيا في المقام الأول، تقوم بحرب إبادة ضد مواطنين فلسطينيين آمنين مسالمين موجودين بيوتهم وهي جريمة نكراء، يعاقب عليها القانون الجنائي الدولي و كل القوانين الوضعية وهي مستنكرة ومستهجنة ومرفوضة في الشرائع السماوية.
وأضاف أن هذه المجموعات الصهيونية، تستغل الصمت الأوروبي والتخاذل العربي، لتحقق رزنامة محددة وهي محاولة تفريغ غزة من ساكنيها ، وطردهم ، إما بتهجيرهم نحو مصر أو إعادة إحياء الشتات .
وقال أن استمرار الكيل بمكاييل في العلاقات الدولية واستمرار الهيمنة الأمريكية على العديد من المؤسسات الأساسية والفرعية المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة، كله يجعلنا أمام حقيقة معينة وهي هذا العبث للكيان الصهيوني.
من جانب آخر، أشار المتدخل، إلى الهبة الشعبية التي يعرفها الشارع الأوروبي، من خلال تنظيم مظاهرات حاشدة في الدول الأوروبية، تأييدا للشعب الفلسطيني وهذا مكسب لم يسبق للفلسطينيين وأن حققوه على صعيد الرأي العام العالمي.
وأضاف في هذا السياق، أن الأنظمة في الدول الأوروبية تأخذ بعين الاعتبار اتجاهات الرأي العام، لذلك فإن هذا الذي يجري في الشارع الأوروبي الآن، من شأنه أن ينعكس على الشارع السياسي في الدول الأوروبية التي تؤيد تأييدا مطلقا العصابات الصهيونية .
و قال أنه بدأت ترتع أصوات الآن حتى داخل الأنظمة في أمريكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها من الدول المدعمة للكيان الصهيوني ، بل أن هناك استقالات العديد من المسؤولين في الدول الغربية، احتجاجا على استمرار دولهم في تبني الطروحات المؤيدة للكيان.
وأضاف أن الثورة والصمود المنقطع النظير في غزة والخسائر التي ألحقت بقوات العدو الصهيوني، ماديا وبشريا، تمثل انتصارا عربيا في القرن ال21 ودرس عالمي، حيث ستدرس ملحمة غزة في المجامع الدولية والجامعات ومراكز الدراسات والبحث ، لاسيما الدراسات الاستراتيجية بالنسبة للحروب.
كما أكد الدكتور عامر رخيلة، أنه لا توجد إرادة دولية للضغط على الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار وإحداث هدنة، حيث يترك الفلسطينيين يموتون تحت رصاص القوات الصهيونية وفي نفس الوقت هم محرومون من مختلف الوسائل الحياتية بما فيها الماء والغذاء والكهرباء والوقود، في صمود جبار لم يسبق في التاريخ، لافتا إلى أن الغزاويين لن يستسلموا .
وأضاف أن طوفان الأقصى وضع حدا للتطبيع وأن ملحمة غزة وهذه الثورة، سينجم عنها نتائج إيجابية بالنسبة للنضال الوطني الفلسطيني وأيضا زوال هذا البعبع الموجود حول الاحتلال وأنه هو القوة التي لا تقهر ، حيث ستكسر شوكة الكيان، كما ستهتز علاقاته مع الغرب وهذا مهم جدا .
من جهة أخرى، أوضح الباحث، أن الكيان الصهيوني، سيواصل قمع الفلسطينيين في مختلف الجهات التي يوجدون فيها و متابعتهم والتضييق عليهم وملء السجون و الالتفات كذلك إلى دول الجوار، فحتى البلدان العربية المحيطة لن تسلم من الاعتداءات الصهيونية ومنها لبنان -كما أضاف-.
من جانبه اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور علي محمد ربيج في تصريح للنصر، أمس، أن التصعيد الجنوني غير المبرر للاحتلال الصهيوني، يكشف عن فشل الكيان من الناحية العسكرية و موقفه الضعيف أمام المجتمع الدولي وأمام الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت في موقف حرج تجاه الرأي العام الأمريكي والصحافة الأمريكية.
من جهة أخرى ، أشار المتدخل ، إلى تزايد الضغوطات على رئيس وزراء الكيان الصهيوني والذي ينتقم بشكل جنوني ويعطي رسائل للمجتمع في الكيان الصهيوني، لاسيما اليميني المتطرف، أنه هو الوحيد الذي يمكن أن يقف ضد سكان غزة وكتائب القسام .كما يوجد منطق آخر يريد أن يفرضه وهو فكرة تغيير الخارطة السكانية في المنطقة من خلال تهجير عدد كبير من السكان نحو خارج غزة وهذه مخططات، لا يمكن أن تنجح، إلا من خلال إسقاط عدد كبير من الضحايا، خاصة في صفوف الأطفال والنساء لجعل الناس تعيش حالة من الرعب ولا تفكر في العودة إلى المنطقة -كما قال-، مضيفا أن الخطة الصهيونية، الآن بعد الفشل العسكري هي تطبيق هذه المقاربة وهي تدمير ما يمكن تدميره بشكل كبير وواسع لنشر الرعب
والخوف. مراد - ح