دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أمس المرشدين الدينيين من بين أعضاء بعثة الحج، إلى ضرورة الالتزام بالمرجعية الدينية الوطنية خلال تأطير ومرافقة الحجاج الجزائريين، مشددا على ضرورة توجيههم بالشكل الصحيح لأداء المناسك على أكمل وجه، قائلا إن المرشدين مكلفين بمهمة وطنية لضمان نجاح الموسم والتكفل الأمثل بضيوف الرحمان.
وشدد بلمهدي خلال إشرافه على إطلاق دورة تكوينية لصالح المرشدين الدينيين الذين سيرافقون الحجاج الجزائريين طيلة مدة مكوثهم بالمملكة العربية السعودية، على ضرورة الالتزام بالمرجعية الدينية الوطنية خلال أداء المهام المسندة إليه من بينهم توجيه الحجاج أثناء أداء المناسك، وعدم التهاون في خدمة ضيوف الرحمان، وذلك عبر الاستماع لانشغالاتهم وللأسئلة التي يطرحونها، من بينها المتعلقة بكيفية أداء نسك الحج.
وأكد الوزير على أهمية توجيه الحجاج الجزائريين بالشكل الصحيح من قبل المرشدين الدينيين، موضحا بأن تنظيم الأيام التكوينية يندرج ضمن تنفيذ توجيهات السلطات العليا في البلاد لضمان التأطير الأمثل لموسم الحج الحالي، وتطوير الخدمات المقدمة للحجاج من أجل مساعدتهم على أداء المناسك في أحسن الظروف وبالطرق الصحيحة. كما حث يوسف بلمهدي المرشدين الدينيين على اتباع التعليمات المقدمة لهم، والمندرجة ضمن خارطة الطريق المسطرة من طرف القائمين على تنظيم وتأطير الموسم، سيما في الشق المتعلق بالجانب الإجرائي والإداري والتوجيهي، من أجل التكفل الأمثل بالحجاج الجزائريين بالمدينة المنورة ومكة المكرمة.
وخاطب الوزير المرشدين الدينيين مؤكدا لهم بأنهم بصدد القيام بمهمة وطنية، وأنه يتعين عليهم أداءها بالشكل الصحيح والمطلوب بهدف ضمان التمثيل الأفضل للجزائر، مشيرا في ذات السياق إلى الدور الهام الذي تقوم به المرشدات الدينيات في مجال التأطير والتكفل بالحجاج، خاصة وأن عددهن ارتفع هذا الموسم إلى 20 مرشدة.
كما سخر الديوان الوطني للحج والعمرة 26 أماما مفتيا من أعضاء لجنة الفتوى بمكة المكرمة، إلى جانب 12 مفتيا بالمدينة المنورة بهدف التكفل بانشغالات الحجاج الجزائريين والرد على استفساراتهم المتعلقة بأداء المشاعر، وحث بلمهدي في هذا السياق المرشدين والمرشدات على ضرورة العودة إلى خلايا الإفتاء التي سيتم تنصيبها مع انطلاق موسم الحج، من أجل تقديم التوجيهات الصحيحة للحجاج الجزائريين بما يتماشى مع المرجعية الدينية الوطنية.
ودعا الوزير المرشدين للتقرب من الحجاج الجزائريين والتعريف بأنفسهم، مع الالتزام بلبس السترة الخاصة بالبعثة الجزائرية خلال تأدية مهامهم، بغية تسهيل الوصول إليهم من قبل الحجاج، مضيفا بأن كافة الإمكانات والوسائل تم تسخيرها لتسهيل عمل أعضاء البعثة، من بينهم المرشدين، من أجل تقديم أفضل خدمة ممكنة للحجاج الميامين.
وأكد من جانبه المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة صالح بوطرفة في كلمة له على أهمية الإرشاد الديني خلال موسم الحج، قائلا بأن هذه المهمة تعد من أهم المسؤوليات المسندة لأعضاء البعثة الجزائرية، بالنظر إلى التقارب والاحتكاك الدائم ما بين الحجاج والمرشدين، سيما وأن التواصل بينهم يبدأ قبل التنقل إلى البقاع المقدسة، وذلك خلال الدروس والدورات التكوينية التي تقام في الفضاءات المسجدية ومراكز التدريب والتكوين التي تتواجد عبر مختلف أنحاء التراب الوطني.
وذكر المتدخل بإصدار الدليل العلمي لعضو البعثة، الذي يتضمن شروحات شاملة ومفصلة حول الجوانب التنظيمية ومهام أعضاء البعثة، وكيفية التنسيق مع الجهات المسؤولة عن تأطير موسم الحج، من بينها مكتب شؤون الحجاج الجزائر، علما أن بعثة الحج تتضمن حوالي 800 عضو، من بينهم المرشدين الدينيين، و127 طبيبا في مختلف التخصصات، وكذا أعوان الحماية المدنية، فضلا عن ممثلين عن قطاعات الداخلية والمالية والنقل، يساهمون جميعهم في مرافقة الحجاج الجزائريين وخدمتهم طيلة مكوثهم بالبقاع المقدسة.
لطيفة بلحاج