السبت 8 فبراير 2025 الموافق لـ 9 شعبان 1446
Accueil Top Pub

مقاهٍ ومطاعم عصرية و فضاءات عائلية للتسلية: علي منجلي تكسر روتين الصيف بقسنطينة

تحوّلت المدينة الجديدة علي منجلي في الفترة الأخيرة، إلى وجهة مفضلة للقسنطينين وغيرهم من زوار الولاية، حيث تدب الحياة في الشوارع طوال النهار و تبلغ الحركية ذروتها في الفترة المسائية وبالأخص ليلا وذلك لتعدد و تنوع المرافق الخدماتية مثل المطاعم و المقاهي، وصالات اللعب، و الفضاءات ذات الطابع العائلي، ناهيك عن التجارة الناشطة والمزدهرة طوال الأسبوع، ما يوفر بدائل مناسبة للتحرر من روتين الصيف الخانق.

« كوفي شوب» موضة تستقطب الجنسين
وتعد المقاهي المختلطة « كوفي شوب»، أكثر الأماكن التي يرتادها الأصدقاء و حتى العائلات للاستمتاع بأجواء مريحة، حيث تقدم هذه الفضاءات المكيفة و المجهزة بديكورات عصرية، مجموعة متنوعة من المشروبات والأطعمة، وذلك حسب ما وقفنا عليه خلال جولة ميدانية بين عدد من المقاهي المتواجدة بعلي منجلي، و لاحظنا بأن جميعها كانت مكتظة بزبائن قدموا من مختلف الولايات، منهم من جاء إليها للالتقاء بأصدقائه والترفيه عن نفسه، ومن هم من اعتبرها مكانا اجتماعيا للتبادل ومناقشة جوانب الحياة العامة، وهو ما أكده لنا مسؤول مقهى «لاكالاش» وليد سعدي. قال محدثنا، إن زبائن محله من جميع فئات المجتمع، بينهم مثقفون ورجال سياسة وفنانون، بالإضافة إلى طلبة جامعيين وحتى تلاميذ.
وأضاف المتحدث، أن نشاط المقاهي المختلطة بقسنطينة، انتعش في الفترة الأخيرة، كما تضاعف الإقبال عليها عكس السنوات السابقة، حيث كانت الفكرة عن هذه المقاهي مشوشة في البداية قبل أن تتضح مع مرور الوقت.
متابعا، بأن كل من يزور « الكوفي شوب» يشعر بالجو العائلي، و مؤكدا أن ما ضاعف الإقبال هي الخدمات النوعية وثراء قائمة الأطعمة الخفيفة والعصائر و التحليات.وحسبه، فإن المقهى يعرف توافدا كبيرا في جميع مواسم السنة وبالأخص في فصل الصيف، أين يبحث الأشخاص عن مكان مريح تتوفر فيه جميع الخدمات مثل الأكل و الإنترنت و التلفاز، إلى جانب الديكور الجميل والكراسي المريحة.
زرنا مقهى آخر مخصص للنساء، وقد شدنا حجم الإقبال الكبير طوال فترة تواجدنا في المكان، تقدمنا من زبونات للسؤال عن خصوصية هذه الفضاءات الجديدة نسبيا، فقالت إحداهن، إن المقهى جميل و مريح و متعدد الخدمات و تكمن خصوصيته في الهدوء الذي تمنحه فكرة أنه مخصص للنساء فقط.
وبحسب مسيرته السيدة إيمان، فإن المرأة الجزائرية أصبحت بحاجة إلى مرافق خاصة بها، تستطيع اللجوء إليها للتخلص من ضغط اليوميات و روتين الصيف خصوصا وأن الأماكن الأخرى المختلطة تكون أقل أريحية في العادة بالنظر إلى كثرة الحركة و الضجيج.
وقالت، بأن زبوناتها رحبن بفكرة مقهى منذ البداية، خصوصا من يفضل الأماكن غير المختلطة، أو من يرفض محيطهن الأسري تواجدهن في تلك المقاهي، ولذلك فإن فضاءها يعتبر بديلا مثاليا للراحة و التسلية و اللقاء.
وقد أجمع عدد ممن تحدثنا إليهم من مواطنين، بأن المقاهي المختلطة أو النسائية، تعد تجربة قارة في برنامج الأسبوع، إذ يخصصون يوما أو أمسية على الأقل، للخروج و التحرر من الروتين وارتشاف فنجان قهوة وشيء لذيذ آخر و الاستمتاع بالهدوء أو برفقة طيبة.
قابلنا خلال جولتنا، أناسا قالوا المقاهي المختلطة إضافة مهمة للمدينة لأنها تضاعف الحركية و تسمح بضمان أماكن جديدة للجلوس دون الحاجة إلى إنفاق الكثير من المال كما في المطاعم، حيث بات من الممكن الخروج لصبيحة أو أمسية و دعوة أحدهم لشرب القهوة أو الشاي و قضاء وقت ممتع بعيدا عن مراكز التسوق أو الحدائق العامة الذي يصبح التردد عليها صعبا في الصيف بسبب الحر.

مطاعم تقليدية وأخرى راقية تقترح سهرات عائلية
توفر علي منجلي كذلك، قائمة عناوين طويلة للمطاعم وبالأخص الفضاءات الراقية و هو ما حولها إلى مقصد للزوار من خارج الولاية أيضا، فهذه المرافق تطورت و ابتعدت عن التقليد وأصبحت تعتمد هندسة خارجية جذابة و ديكورات داخلية عصرية، إضافة إلى تجربة تذوق ممتعة يضمنها التنافس المتزايد فيما بينها، كما أن بينها مطاعم تقترح برنامجا ترفيهيا من خلال إقامة سهرات عائلية لفناني المالوف القسنطيني.
وإلى جانب الخدمات النوعية للمطاعم الراقية، توجد في المدينة كذلك فضاءات إطعام عائلية أبسط من حيث قائمة الطعام و أكثر مرونة من ناحية الأسعار، وهي مطاعم تعرف حركية كبيرة خلال ليالي الصيف.
وبحسب أحمد نادل بمطعم بعلي منجلي، فإن المطاعم الراقية بالمدينة الجديدة علي منجلي، لم تعد تستقطب سكان قسنطينة فحسب، بل زبائن من ولايات مجاورة عديدة على غرار سكيكدة ميلة، سطيف، أم البواقي وغيرها، وذلك بالنظر إلى خدماتها المتنوعة.
وقال، بأن أصحاب هذه المطاعم، أصبحوا يعتمدون على الصالونات العصرية، كديكور بدلا من الكراسي والطاولات، لأن ذلك بحسبه يضمن جوا مريحا وعائليا في المحل. ويعتمد جل أصحاب المطاعم على لائحة أطباق متنوعة تجمع بين العصرية و التقليدي و الشعبي، إلى جانب تشكيلة من المشروبات والتحليات لإرضاء أذواق الزبائن على اختلافها.
وما لا يجب إغفاله حسب محدثنا، هو ظهور عدد من المطاعم الشعبية التي نجحت في استقطاب عدد كبير من الزبائن أيضا، فرغم حرارة الصيف إلا أن أكلات مثل الزفيطي و الكرنطيطة، و الكبدة المشرملة صارت علامات مسجلة في علي منجلي.
وقد لاحظنا خلال جولتنا بين عدد من هذه المطاعم، أنها تتميز بديكور  أصيل يحتفظ بأدق تفاصيل الزمن الماضي، حيث  يختار أصحابها اللمسة التقليدية المتناسقة مع الأطباق لضمان الراحة للزبائن و كسبهم بصفة دائمة، و هناك مطاعم استبدلت فيها الطاولات والكراسي بمفروشات أرضية وموائد بما يعكس الطابع العربي و يسمح بالجلوس بأريحية أكثر.
وبحسب سيد علي، صاحب محل «الخيمة»، فإن المدنية الجديدة تعرف كثافة سكانية  كبيرة خاصة في ظل التوسع العمراني  الحاصل و المستمر وهو ما يزيد الحاجة إلى عدد أكبر من المطاعم التي تلبي جميع الأذواق، خصوصا وأن هذه المرافق تعتبر من العناوين المهمة للعائلات لقضاء ليالي الصيف الطويلة.
من جانبه يؤكد هشام، صاحب محل «القعدة»، أن الطلب على الأكل التقليدي صار كبيرا، خصوصا هذه السنة وذلك راجع إلى تغير ملموس في نمط غذاء، وهو ما يفسر حسبه، تضاعف عدد المحلات  التي تحولت نحو الاستثمار في هذه التجارة التي وصفها بالمربحة.
وكشف أن الأطباق التي يكثر عليها الطلب في محله هي الشخشوخة والتريدة و الشواط و الشوربة، إلى جانب السلطات والمشويات والأطباق الخفيفة، مشيرا إلى أن الإقبال لا يقتصر على الجزائريين بل يشمل السياح كذلك.
فضاءات للعب و التسوق
وتوفر المراكز التجارية الكبرى بالمدينة الجديدة فضاءات للعب خاصة الأطفال والكبار، تستقطب كل صيف أعدادا كبيرة من المواطنين من قسنطينة ومن ولايات مجاور كما يؤكده عاملون على مستوى واحدة من قاعات اللعب بعلي منجلي.
محدثونا قالوا، إن المكان مقصد أول للعائلات في الصيف، وذلك لأنه يتواجد على مستوى مركز تجاري كبير و متعدد الخدمات، مشيرين إلى أن القاعة تكتظ بشكل كبير كل مساء إذ يلعب الأطفال بمتعة و يراقبهم الأولياء على مقاعد المقاهي المقابلة للقاعدة في نفس الطابق.
أخبرنا عون أمن بالقاعة، أنه و بالرغم من أن المدينة بحاجة إلى عدد أكبر من المرافق بالنظر إلى تعداد سكانها الكبير، إلا أن ما يتوفر فيها حاليا يحقق الاستقطاب فعلا، مؤكدا أن توافد العائلات لا يتوقف ولا يقتصر على سكان قسنطينة فحسب.
وقد استحسن مواطنون تحدثنا إليهم، هذا التنوع في الفضاءات العائلية و المرافق الخدماتية في علي منجلي، وأكدوا أنها تحولت إلى مدينة لا تنام ولا تهدأ، ما يسمح لهم بالخروج ليلا و الاستمتاع بنهايات الأسبوع حتى وإن لم يقصدوا الشواطئ، مؤكدين بأن هناك تحسنا ملموسا في مستوى المشاريع الاستثمارية ذات الطابع الترفيهي و الخدماتي.
كما أوضحوا لنا، بأن تجهيز بعض المساحات بألعاب للأطفال، يسمح باستيعاب الصغار و يمكن من إبقائهم منشغلين ومستمتعين بعيدا عن خطر الشارع و السيارات.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com