الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

خبراء يبرزون آفاق المشروع الزراعي الجزائري الإيطالي: تكريـــس للسيـــــادة الاقتصاديـــــة والأمـــن الغذائـــــــي

أكد خبراء زراعيون واقتصاديون الأهمية الاستراتيجية لمشروع الشراكة الجزائرية - الإيطالية المتكامل في مجال الزراعات الاستراتيجية الموجه لإنتاج الحبوب والبقوليات والعجائن الغذائية في ولاية تيميمون، باعتبار أن الأهداف المرسومة تتوخى أن يساهم هذا المشروع في إنتاج بـ170 ألف طن سنويا من الحبوب، بالإضافة إلى إنتاج كميات معتبرة من البقوليات والعجائن، وهو ما من شأنه أن يرفع من حجم الإنتاج الوطني من القمح الصلب والمساهمة بالتالي في تحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني من هذه المادة، لاسيما بعد المردود المعتبر المحقق السنة الجارية والذي سمح بتلبية أكثر من 80 بالمائة من الطلب الوطني. و أشاد الخبراء الذين تحدثوا للنصر بالعلاقات التاريخية بين الجزائر وإيطاليا والتي كان لها على مر التاريخ الحديث صفحات مشرقة للتعاون ، ما يرشح العلاقات بين المؤسسات الجزائرية والإيطالية و بين المتعاملين الاقتصاديين للبلدين أن تبنى على الثقة الكاملة ما يمنحها قاعدة صلبة.

عبد الحكيم أسابع

* الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني
مشروع واعد مبني على نظرة تشاركية
اعتبر الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني، أن مشروع الشراكة الجزائرية - الإيطالية المتكامل في مجال الزراعات الاستراتيجية بولاية تيميمون، مؤهل لأن يكون نموذجا ناجحا للشراكات الثنائية بين الجزائر وإيطاليا، سيما وأنه سيستحدث نسيجا اقتصاديا صناعيا في هذه الولاية وما جاورها.
وقال بأن ما يؤكد أن هذا المشروع سيحقق نتائج واعدة، هو كونه مبني في إطار نظرة تشاركية قائمة على التعاون والتكامل في مختلف المجالات: نقل التكنولوجيا، ورؤوس الأموال والخبرات، والمعرفة، باعتبار أن إيطاليا تراهن للدخول إلى إفريقيا عبر بوابة الجزائر لتجسيد مشروع "خطة ماتيي من أجل إفريقيا".
وأكد الدكتور سليماني في هذا السياق، أن المشروع ثمرة عمل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خصوصا في قمة السبعة الكبار التي التأمت قبل فترة في إيطاليا، وكان حضور الجزائر فيها مميزا، كما يدخل التعاون في إطار "خطة ماتي" لتنمية إفريقيا التي سيتم الاستثمار فيها بما يفوق 6 ملايير دولار في دول إفريقيا، مضيفا بأن "الجزائر تعتبر ركيزة أساسية لهذه الخطة حيث تعوّل إيطاليا على الشريك الجزائري لدخول القارة السمراء، لما تتوفر عليه من مؤهلات وقدرات إلى جانب مناخ أعمال يتيح للشركات الإيطالية الاستثمار في الجزائر، على غرار صناعة السيارات، الصناعة التحويلية، الفلاحة أو الخدمات".
ويتوقع الخبير الاقتصادي، أن التعاون الثنائي المشترك بين البلدين من شأنه السماح بتكريس السيادة الاقتصادية والأمن الغذائي، من خلال هذا المشروع وغيره من المشاريع الأخرى الكفيلة بتكوين نسيج من الشركات الناشئة والمصغرة في مجال الزراعات الاستراتيجية والصحراوية للرقي بالاقتصاد الوطني إلى مصاف الاقتصاديات المتطورة في العالم.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن هذا المشروع هو محصلة شراكة استراتيجية تم الاتفاق عليها بين شركة بونيفيكي فيراريزي " بي أف" الايطالية ووزارة الفلاحة ممثلة في الصندوق الوطني للاستثمار، وذكر بأن الشركة المختلطة التي ستدير المشروع مملوكة من طرف الصندوق الوطني للاستثمار بنسبة 49 بالمائة مقابل 51 بالمائة للجانب الإيطالي.

* الخبير الفلاحي عبد المجيد صغيري
آفـــــاق واعـــدة لنقـــل التكنولوجيـا و تدريـب المهنييـن الجزائرييـــن
اعتبر الخبير الفلاحي عبد المجيد صغيري، أن مشروع الشراكة الجزائرية الإيطالية، الذي ستحتضنه ولاية تيميمون ذو أهمية مزدوجة إن على الصعيد الاقتصادي باعتبار أنه سيساهم في تحقيق الأمن الغذائي في البلاد وتقليص فاتورة الاستيراد المتعلقة بسلة الغذاء، وتطوير الصناعة التحويلية، أو عن طريق نقل الخبرة والتكنولوجيا في المجال الزراعي.
وأكد السيد صغيري وهو عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، في تصريح للنصر، أن الاتحاد يشجع مثل هذه الاستثمارات ذات الأهمية الكبرى التي تأتي
-كما ذكر - في إطار استراتيجية الدولة لتوسيع الزراعات الاستراتيجية خاصة على مستوى الجنوب، نظرا لأهميتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج الحبوب الصلبة والبقوليات والمواد الزيتية، والأمن الغذائي، وخلق آلاف مناصب الشغل (حوالي 6700 منصب عمل)، من مهندسين زراعيين وتقنيين وكذلك عمال عاديين وإطارات وإداريين.
وأشار المتحدث إلى أن أهمية المشروع في الجانب التقني تكمن في أنه وكجزء من الاستثمارات في الميدان، فإن مشروع "بونيفيكي فيراريزي" في الجزائر، يتضمن سلسلة من الإجراءات والبرامج لتدريب المهنيين الجزائريين الحاليين والمستقبليين وهو ما يساهم في تحسين جانب التعليم العلمي المطبق في مجال الزراعة والأعمال التجارية الزراعية، من خلال تطوير مشاريع بالتعاون مع المؤسسات البحثية والأكاديمية الجزائرية.
وأفاد بهذا الخصوص إلى أن الجانب الإيطالي تعهد في الاتفاقية التي تم إبرامها مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية. بنقل التكنولوجيا الحديثة المتأقلمة مع التغيرات المناخية إلى الجزائر واستفادة الإطارات الجزائرية من تكوينات على مستوى مقر الشركة في إيطاليا، التي تتوفر على قاعدة تكوينية كبيرة في مصانعها أين سيتمكن المهندسون الجزائريون من الوقوف عن كثب على التطور التكنولوجي الحاصل في المجال الفلاحي وتطوير الزراعات الاستراتيجية.

* الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي
ترجمـــــة للعلاقـــــات الاستراتيجيــــة وفـــق مبــدأ رابح- رابح
أكد الخبير الاقتصادي، أحمد حيدوسي، أن أهمية مشروع الشراكة الجزائرية – الإيطالية في مجال الزراعات الاستراتيجية المتعلق بإنتاج الحبوب والبقوليات على مساحة 36 ألف هكتار بولاية تيميمون بقيمة 455 مليون دولار، والذي سيتم إنجازه في الفترة الممتدة بين 2024 و 2028، على مراحل، يدخل في إطار التشبيك الاقتصادي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في إطار مشروع الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بنقل الاستثمارات الأوروبية نحو الجزائر كما تنص عليه هذه الاتفاقية.
كما تكمن أهمية هذا المشروع – حسب الأستاذ حيدوسي، في أنه يكتسي أهمية استراتيجية واقتصادية كبرى، كونه سيخصص لزراعة الحبوب والبقوليات، إلى جانب إدراج محاصيل زراعية أخرى استراتيجية ضمن الدورة الزراعية، خاصة النباتات الزيتية مثل الصويا، بالإضافة إلى تشييد وحدات تحويلية لتصنيع العجائن الغذائية، وصوامع للتخزين وهياكل حيوية أخرى، وهو ما يجعل تحقيق الجزائر لاكتفائها الذاتي من إنتاج القمح الصلب قريب المنال.
كما أن الأهمية الاقتصادية والاجتماعية المتوخاة من هذا المشروع – كما قال ذات الخبير في تصريحه للنصر، تكمن في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب ودعم الصادرات خارج المحروقات من خلال تصدير الفائض، إذ أنه حسب الأهداف المسطرة لهذا المشروع فإن 60 بالمائة من القمح الصلب المنتج في إطار هذا المشروع، سيتم توجيهه مباشرة نحو المخزون الاستراتيجي، على أن يتم توجيه 40 بالمائة من الإنتاج نحو التحويل والتصدير، ضف إلى ذلك آلاف مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة التي سيتم استحداثها في إطار المشروع.
و في ذات الصدد فإن المشروع الذي وصفته الشركة الإيطالية بأنه يمثل حتى الآن أكبر وأهم استثمار إيطالي في مشروع زراعي متجدد عالي التقنية في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، والذي ستشرف على تنفيذه شركة جزائرية – إيطالية مختلطة بين الصندوق الوطني للاستثمار و شركة " بي .أف " سيشمل أيضا سلسلة من البرامج لتدريب المهنيين الجزائريين، مع العمل على تطوير المشاريع بالتعاون مع المؤسسات البحثية والأكاديمية الجزائرية.
ويشير ذات الخبير إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا، استراتيجية مبنية وفق مبدأ رابح- رابح، معتبرا أن الاتفاقية الموقعة، بين البلدين لإنشاء مشروع ضخم لإنتاج القمح والبقوليات الجافة والبذور في تيميمون، ترجمة للعلاقات المتميزة في المجال الاقتصادي، كما يعدّ مكسبا للجزائر، على مسار تحقيق الأمن الغذائي.

* الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة
ترجمــــة لاهتمــــام الدولـــة بالفلاحة كقطـــاع حيــوي مستــدام
أشاد الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة بالأهمية الكبرى التي أعطتها السلطات العمومية للقطاع الفلاحي الذي تراهن عليه لتعزيز التنوع الاقتصادي و تحقيق السيادة الغذائية، والتي تترجمها التسهيلات والامتيازات التي منحتها للفلاحين والمستثمرين الفلاحيين خلال السنوات الأخيرة قبل أن تتوج هذا التوجه باتفاقيات الشراكة مع دولتي قطر وإيطاليا في مجال الإنتاج الفلاحي
و الزراعات الاستراتيجية.
وأكد بوخالفة في تصريح للنصر، أن الاتفاقية المبرمة مع شركة "بي .أف " الإيطالية خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن الغذائي في قطاع الحبوب والبقوليات وتقليل اعتماد البلاد على الواردات، ممّا يُقلّل من مخاطر نقص الغذاء والتقلب الحاصل في الأسواق الدولية، كما يعكس المشروع مستوى التعاون الإقليمي المثمر في حوض المتوسط، واستغلال الموارد الطبيعية الوفيرة في الجنوب الجزائري. وثمّن لعلى بوخالفة التوجهات الاقتصادية التي عبّر عنها الرئيس والتي تسير نحو الترجمة فعليا في أرض الواقع سيما اهتمامه بالفلاحة كقطاع حيوي مستدام وقاعدة للاقتصاد، والتي تمت مرافقتها بمنظومة تشريعية جذابة.
وسجل الخبير الفلاحي في هذا الصدد الرغبة الواضحة من قبل العديد من الدول والشركات الأجنبية للاستثمار في الجزائر في مشاريع صناعية و فلاحية كبرى لاسيما في مجال إنتاج القمح الصلب وإنتاج الحليب واللحوم، خاصة في ظل التسهيلات الكبيرة التي تمنحها الدولة الجزائرية اليوم للمستثمرين الأجانب.
وفي سياق ذي صلة أشاد باهتمام الجزائر بتشجيع الاستثمار الأجنبي في مجال إنتاج الحبوب الصلبة ذات القيمة الغذائية العالية، والمردود الاقتصادي، ومختلف فروع الإنتاج الفلاحي.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com