أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، يوم أمس الأحد، عن الشروع في تحضير الرزنامة الخاصة بوصول التجهيزات و العتاد الخاص بالمشروع المتكامل لإنتاج الحليب المجفف بالشراكة بين شركة «بلدنا» القطرية و الصندوق الوطني الجزائري للاستثمار.
وأوضح بيان للوزارة أن التحضيرات لوصول التجهيزات الخاصة بمشروع إنتاج الحليب المجفف بالشراكة مع شركة «بلدنا» القطرية، شكلت محور لقاء جمع يوم أمس، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، بمستشار مجلس إدارة الشركة القطرية «بلدنا»، علي العلي.
ويأتي التحضير لوصول التجهيزات والعتاد الخاص بهذا المشروع الضخم في أقل من أسبوع من انطلاق أشغال تجسيد أولى مراحل إنجازه، وهو المشروع الذي جرى التوقيع على اتفاقية إطار لتنفيذه في 24 أفريل الماضي بين وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و شركة «بلدنا»، و التي تنص على إنجاز منظومة متكاملة زراعية صناعية لتربية الأبقار وإنتاج الحليب المجفف بقيمة 3,5 ملايير دولار، خصصت له مساحة 117 ألف هكتار.
وقد أشرف الثلاثاء الماضي على إعطاء إشارة انطلاق حفر الآبار الاستكشافية الخاصة بالمشروع والي ولاية أدرار السيد العربي بهلول، و سفير دولة قطر بالجزائر، السيد عبد العزيز علي النعمة، و السيد حميد بن ساعد، الأمين العام لوزارة الفلاحة و التنمية الريفية، بحضور السيدة سعاد عسعوس ، مديرة الاستثمار و العقار الفلاحيين بالوزارة، و السيد كمال منصوري، مدير الصندوق الوطني للاستثمار، إضافة إلى ممثلين عن وزارة المالية، و السيد علي العلي ممثلاً عن شركة بلدنا القطرية، والسيد إيدن تينان عضو مجلس إدارة الشركة.
وكان الأمين العام لوزارة الفلاحة قد ذكر في كلمة ألقاها خلال مراسم انطلاق الأشغال، بأهمية هذا المشروع، منوها بأن السلاسة و السرعة التي ميزت تفعيل اتفاقية الشراكة المبرمة بين شركاء المشروع ما هي إلا دليل على الأهمية التي توليها السلطات العليا للبلاد لمسألة ترقية الاستثمار من أجل إنتاج الاحتياجات الوطنية من المواد ذات الاستهلاك الواسع و تقليص الواردات.
من جهته كان ممثل شركة «بلدنا» علي العلي، قد أعرب بذات المناسبة عن سعادته لانطلاق أولى مراحل إنجاز أكبر مزرعة متكاملة في العالم تضم أكثر من 270 ألف رأس من الأبقار و تنتج نحو 1,7 مليار لتر سنويا، مما سيحول المشروع إلى منارة للتميز و الابتكار في مجال تربية الأبقار و إنتاج الحليب.
ويتكون مشروع بلدنا لإنتاج الحليب المجفف بولاية أدرار من ثلاثة أقطاب، تحتوي كل منها على مزرعة لإنتاج الحبوب و الأعلاف، مزرعة لتربية الأبقار و إنتاج الحليب و اللحوم ، و مصنع لإنتاج مسحوق الحليب.
وسيسمح هذا المشروع – حسب بنود الاتفاقية - بإنتاج 50 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من مسحوق الحليب محليا، إضافة إلى تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء، و خلق 5000 منصب شغل مباشر، ناهيك عن المساهمة في رفع عدد رؤوس القطيع الوطني من الأبقار.
ومعلوم أن خط الإنتاج - حسب ما سبق الإعلان عنه - سيتم تنفيذه على أربعة مراحل، أولاها ستكون في آفاق 2026، وآخرها بعد تسعة سنوات من انطلاق المشروع على أن تكون الشركة المختلطة التي ستدير المشروع مملوكة من طرف الصندوق الوطني للاستثمار بنسبة 49 بالمائة مقابل 51 بالمائة للجانب القطري.
وسيسمح المشروع بإنتاج قرابة 194 ألف طن من الحليب المجفف سنويا، على أن يتم في المرحلة الأولى استصلاح مزرعة خاصة بتوفير احتياجات الأعلاف، وتصميم مزرعة بطاقة 50 ألف رأس من الأبقار، وكذا خطوط إنتاج متطورة لإنتاج الحليب المجفف.
و ينص الاتفاق على أن تستثمر شركة «بلدنا» في إنشاء مجمعات في مختلف أرجاء البلاد، يحتوي كل منها على مزرعة للأعلاف، مزرعة لتربية الأبقار ومصنع للحليب المجفف، على أن تعتمد الشركة على مزارع حديثة لتوفير العلف والذرة والقمح، وكذا نظام متقدم لإدارة صحة الأبقار.
عبد الحكيم أسابع
