n تدابير جديدة لتخفيف برنامج الطور الأول ابتدائي
حدّدت وزارة التربية الوطنية يوم الأحد المقبل 22 سبتمبر، موعدا لالتحاق تلاميذ الأطوار الثلاثة بمقاعد الدراسة عبر الوطن، وقررت الوزارة أن يتناول الدرس الافتتاحي للسنة الدراسية 2024 - 2025، موضوع "السلامة المرورية".
وأوضح بيان لوزارة التربية الوطنية أنه «بعد استئناف الموظفين الإداريين لعملهم يوم الأربعاء 28 أوت صباحا، وموظفي التعليم (الأساتذة) يوم الثلاثاء 10 سبتمبر صباحا، تعلن وزارة التربية الوطنية أن الدخول المدرسي للسنة الدراسية 2024-2025 لجميع المناطق سيكون يوم الأحد 22 سبتمبر صباحا».
ومثل ما دأبت عليه في مطلع كل سنة دراسية من خلال تقديم درس افتتاحي يتناول موضوعا ذا بعد وطني أو إقليمي أو عالمي، من أجل تكثيف الإعلام و التحسيس وتوسيع الاستفادة من الرسالة التربوية التي ترغب في نقلها إلى كافة أعضاء الجماعة التربوية والأولياء والمجتمع قاطبة، قررت وزارة التربية الوطنية أن يتمحور الدرس الافتتاحي للسنة الدراسية الجديدة، حول موضوع السلامة المرورية.
وفي هذا الصدد وجهت المديرية العامة للتعليم ، مراسلة إلى مديريات التربية تعلمها بقرار الوزارة، بأن يتناول الدرس الافتتاحي للسنة الدراسية 2024/2025 موضوع السلامة المرورية لتلاميذ مراحل التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط والتعليم الثانوي.
وأوضحت المراسلة أن اختيار هذا الموضوع "تم بالنظر إلى الظاهرة المتنامية لحوادث المرور التي استفحلت في السنوات الأخيرة، والتي تشهدها طرقاتنا عبر العديد من مناطق الوطن، والخسائر البشرية التي تخلفها من وفيات وجرحي، ناهيك عن الخسائر المادية التي تنجر عنها، وآثارها الجانبية التي تنعكس على الأسر والمجتمع".
وأضافت " واعتبارا إلى رسالة المدرسة ودورها الجوهري في التنشئة الاجتماعية، فلابد لها أن تساهم في المجهود الوطني للتوعية و التحسيس بمخاطر حوادث المرور، والتقليل منها ومن نتائجها الوخيمة، ونقل الرسالة التربوية إلى كل المواطنين".
وأعدت لهذا الغرض مذكرة بيداغوجية لمرحلة التعليم الابتدائي وأخرى لمرحلتي التعليم المتوسط والتعليم الثانوي يستأنس بها الأساتذة في تحضير الدرس وتقديمه، على أن تكيف حسب كل مستوى تعليمي وحسب الأنشطة التي يقترحها كل أستاذ.
وتأتي الأهداف التعليمية من هذا الدرس – حسب ذات مضمون المذكرة البيداغوجية، تعزيز قدرات التلاميذ للتعامل مع الفضاءات المرورية، وترسيخ المفاهيم والسلوك المروري الآمن لديهم، إلى جانب تربية التلاميذ على احترام قواعد المرور والوصول بهم إلى سلوك مروري صحيح من خلال إكسابهم مهارات تساعدهم وتحميهم من حوادث الطرقات.
وكان وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، قد أسدى مؤخرا توجيهات «صارمة» لإطارات القطاع لإنجاح الدخول المدرسي المقبل 2024/2025، من بينها ضرورة التقيد بمدونة الأدوات المدرسية، ومتابعة عملية بيع الكتب المدرسية وتوزيع اللوحات الإلكترونية، وتكثيف الزيارات التفتيشية للمؤسسات التعليمية.
وشدد السيد بلعابد مؤخرا خلال إشرافه على ندوة وطنية، على ضرورة الانتهاء من توزيع اللوحات الإلكترونية على المؤسسات المعنية في الآجال المحددة، أي قبل 15 سبتمبر المقبل، "تجسيدا لبرنامج تحديث طرق التدريس من خلال اعتماد التكنولوجيات الحديثة من بينها الكتاب الرقمي، الذي يرمي أيضا إلى تخفيف ثقل المحفظة". من جهة أخرى قررت وزارة التربية الوطنية، الشروع في إدراج تعديلات على هيكلة مواد وتوقيت الطور الأول للتعليم الابتدائي، أي السنتين الأولى والثانية ابتداء من الدخول المدرسي الجديد الذي ينطلق يوم الأحد 22 سبتمبر، "بهدف تنمية قدرات التلميذ في المواد الأساسية".
وفي هذا الصدد أكدت الوزارة في منشور صدر مؤخرا، بأن إدخال تعديلات على هيكلة مواد ومواقيت الطور الأول من التعليم الابتدائي يندرج ضمن تنفيذ مخطط الحكومة وكذا التزام الوزارة بإطلاق مراجعة بيداغوجية وتخفيف البرامج لفائدة الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية من أجل تنمية قدرات التلاميذ.
وتضمنت التعديلات المدرجة على برامج السنة الأولى والثانية ابتدائي إضافة ساعة واحدة لتوقيت مادة التربية البدنية والرياضية، ليصبح توقيتها ساعتين في الأسبوع، بهدف تعزيز الصحة البدنية والنفسية والعقلية للتلاميذ، وتطوير مهاراتهم الحركية، فضلا عن مساعدة التلاميذ على التفاعل الاجتماعي، وتنمية قيم التعاون، وبناء الثقة في النفس وتعزيز مهارات التواصل.
كما شملت التدابير الجديدة للوزارة تثمين مادة التربية الفنية بإضافة 45 دقيقة لتوقيت المادة، ليصبح ساعة ونصف أسبوعيا، لتمكين التلاميذ من أدوات التعبير عن الأفكار والمشاعر والعواطف بطريقة إبداعية، وتحسين مهاراتهم الحركية الدقيقة، وكذا تعزيز الوعي البصري والحسي لديهم.
كما تم تدعيم مادة الرياضيات بإضافة حصة ذات 30 دقيقة أسبوعيا، تخصص للألعاب الرياضياتية بشكل مبتكر ومحفز عن طريق اللعب، وبموجب التعديلات المعلن عنها من قبل الوصاية فإن الحجم الساعي لمادة اللغة العربية سيصبح 11 ساعة أسبوعيا، بمعدل 14 حصة في الأسبوع، من بينها 8 حصص ذات ساعة واحدة، و6 حصص ذات 30 دقيقة.
وفي ذات السياق تم تخصيص 5 ساعات لمادة الرياضيات موزعة على 7 حصص أسبوعيا، وساعة ونصف بالنسبة لمواد التربية الإسلامية، والفنية، وساعتين أسبوعيا للتربية البدنية والرياضية، وترمي مراجعة برامج الطور الأول للمرحلة الابتدائية إلى تحسين جودة التعليم وتلبية احتياجات التلاميذ المختلفة، وخلق بيئة تعليمية محفزة ومتنوعة تسمح بتعزيز النمو الشامل، كما تهدف إلى التركيز أكثر على التعلُمات الأساسية، من أجل تنمية المهارات اللغوية والرياضيات القاعدية، وكذا المهارات اليدوية والفنية والبدنية لدى التلميذ.
وأوضحت الوزارة الوصية، بأن تعديل برنامج الطور الأول الابتدائي يسعى أيضا إلى تعزيز القيم الدينية والخلقية التي تشكل السمات الشخصية والقيم الإنسانية لدى تلاميذ هذه المرحلة العمرية، فضلا عن تمكينهم من أن يعيشوا طفولتهم عبر تدعيم الأنشطة الفنية والبدنية والرياضية، مبرزة بأن الترتيبات الجديدة تقتضي إعادة توزيع أساتذة التربية البدنية والرياضية لضمان تغطية كافة المدارس الابتدائية، مع الاستغلال الأمثل للحصة المخصصة للألعاب الرياضياتية عن طريق الاستعانة بالدليل الذي أعده مختصون في المجال لفائدة الأساتذة.
كما شددت الوزارة على أن إعادة هيكلة مواد ومواقيت الطور الأول من التعليم الابتدائي يتطلب مرافقة المفتشين للأساتذة، عبر برمجة وتنظيم دورات تربوية وتكوينية وأيام دراسية حول الجوانب المتعلقة بالعملية وذلك مباشرة بعد الدخول المدرسي المقبل. تجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية الوطنية، كانت قد أعلنت، منذ أيام عن فتح المنصة الرقمية لتوظيف الأساتذة عن طريق التعاقد، بهدف سد المناصب الشاغرة على مستوى المؤسسات التعليمية للأطوار الثلاثة استعدادا للدخول المدرسي الجديد، وهي العملية التي استمرت إلى غاية يوم 14 من شهر سبتمبر الجاري. وأوضحت الوزارة بأن اللجوء إلى الاستعانة بأساتذة متعاقدين تم بعد التكفل بجميع المسارات المهنية للأساتذة، وتعيين منتوج التكوين من خريجي المدارس العليا للأساتذة، وذلك في سياق التحضيرات القائمة تحسبا للدخول المدرسي المقبل بهدف ضمان التأطير الشامل للمؤسسات التعليمية، سيما فيما يتعلق بتوفير العدد الكافي لأساتذة اللغة الإنجليزية والتربية البدنية بالمدارس الابتدائية. عبد الحكيم أسابع