أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة يوم الخميس بأن قطاعه يسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب في سنة 2025، فيما يعوّل على بلوغ هذا الهدف بالنسبة للذرة والشعير في العام 2026، داعيا الفلاحين للاستعداد التام لإنجاح حملة البذر التي تنطلق شهر أكتوبر المقبل.
أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة في لقاء عقده بمقر اتحادية تعاونيات الحبوب والبقول الجافة لتحضير حملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي الجديد، عن الإمضاء على عقود التزام مع تعاونيات الحبوب ومديريات المصالح الفلاحية على المستوى الوطني لبذر مساحة إجمالية تقدر بأكثر من 3 مليون هكتار من الحبوب بكافة أنواعها خلال الموسم الفلاحي 2024/2025، إلى جانب توفير 4.2 مليون قنطار من البذور المعتمدة.
وكشف المصدر عن توفير حوالي 4 مليون قنطار من الأسمدة، بهدف إنجاح الموسم الفلاحي الجديد ورفع كميات المحاصيل من الحبوب، مؤكدا في ذات اللقاء الذي حضره مدراء تعاونيات الحبوب والبقول الجافة، على ضرورة الاستعداد التام من قبل كافة الفاعلين في القطاع مع تسخير الوسائل والإمكانيات الضرورية تحسبا لانطلاق حملة البذر في شهر أكتوبر المقبل.
وشدد المتدخل على الأهمية التي توليها السلطات العمومية لتنمية الزراعات الاستراتيجية، سيما شعبة الحبوب تجسيدا لسياسة الدولة في مجال تحقيق الأمن الغذائي وتقليص فاتورة الاستيراد، كاشفا عن تعليمات أسداها لتوفير البذور في جميع الولايات لتموين الفلاحين بصفة مباشرة على مستوى التعاونيات وتجنب التأخر الناجم عن تحويل البذور من منطقة إلى أخرى، معلنا أيضا عن رفع مقدار البذر في الهكتار، أي كمية البذور حسب خصوصية كل ولاية، وذلك استجابة لمطالب رفعه مهنيون.
وألح يوسف شرفة على ضرورة التجنيد الميداني للفاعلين في المجال الفلاحي، واعتماد سياسة استباقية والسلاسة في معالجة الملفات الخاصة بالمنتجين، مع الحرص على تموينهم بالمدخلات من بذور وأسمدة والعتاد اللازم لإنجاح حملة البذر والحرث التي تتأهب لها المصالح الفلاحية على مستوى الولايات المعنية، على رأسهم الولاة.
ويذكر بأن الحكومة أطلقت عديد الإجراءات التحفيزية لفائدة المنتجين للاستثمار في مجال الزراعات الاستراتيجية تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية، الذي أكد على ضرورة تنسيق الجهود لتحقيق الأمن الغذائي، وتشمل هذه الإجراءات تكفل الدولة بشراء الحبوب من الفلاحين، ورفع المساحات المخصصة للحبوب سنويا بـ 130 ألف هكتار، إلى جانب دعم الأسمدة بنسبة 50 بالمائة، وحفر الآبار المخصصة للري، وإنشاء بنك للبذور، وتعزيز المكننة والسماح باستيراد العتاد الفلاحي المستعمل لفائدة المناطق الجنوبية على وجه الخصوص.
وتعيش هذه الأيام مختلف الولايات ذات الطابع الفلاحي على وقع الحركية التي يعرفها القطاع تحضيرا للموسم الفلاحي، وذلك بتنظيم أيام تحسيسية حول تنمية الزراعات الاستراتيجية، في وقت تقترب الجزائر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بعد وفرة الإنتاج هذا العام، ويتم ضمن هذه الحركية شرح التسهيلات الموجهة للفلاحين الذين يساهمون في تطوير وتوسيع الزراعات الاستراتيجية التي تضم عدة شعب.
وتعمل من جهتها وزارة الفلاحة على ضمان المتابعة اليومية للمخطط المتعلق بتوسيع الزراعات الاستراتيجية، بالوقوف على مدى تجسد المشاريع الاستثمارية من طرف المستفيدين من الأوعية العقارية في إطار تنمية الزراعات الاستراتيجية والزراعة الصناعية في الجنوب لإنتاج الحبوب والنباتات الزيتية والسكرية والبذور والبقوليات والحليب واللحوم الحمراء في آفاق 2025/2027.
ويشار أيضا إلى أن تقييم حملة حصاد الحبوب للموسم المنصرم كشفت زيادة في إنتاج الحبوب سمحت بتوفير 1.2 مليار دولار لصالح الخزينة العمومية، بفضل الإنتاج الوفير المحقق من القمح الصلب الذي وضع الجزائر على مقربة من تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتغطية العجز المسجل في هذه الشعبة.
لطيفة بلحاج