ترأس وزير التجارة وترقية الصادرات طيب زيتوني أول أمس اجتماعا تنسيقيا بمقر الوزارة حضره وزير الفلاحة يوسف شرفة، لدراسة آليات ضبط سوق مادة التفاح بعد تسجيل ارتفاع أسعارها في السوق رغم الوفرة، فضلا عن طرح برنامج لتفريغ مادة المخزون من البطاطا بغرض ضبط أسعارها وجعلها في متناول المواطنين.
واستعرض الطرفان في إطار اللقاء وضعية السوق ومستوى أسعار المنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع، من بينها مادة البطاطا التي تعد من بين العناصر الأساسية التي يقوم عليها غذاء أغلب الجزائريين، كما تم عرض نظام ضبط هذه المواد من أجل الحفاظ على استقرار أسعارها، وضمان وفرتها على مستوى الفضاءات التجارية.
وتم الاتفاق خلال الاجتماع على تحضير برنامج خاص بتفريغ مخزون البطاطا لضبط السوق في فترات الفراغ التي يتراجع فيها المحصول على مستوى مناطق الإنتاج، من أجل ضمان تموين الأسواق بصفة مستمرة بهذا المنتوج، مع الحفاظ على المستوى العام للأسعار بما يتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطنين.
ويشار إلى أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أطلقت في الصائفة الماضية برنامجا هاما لتخزين ثلاثة منتجات أساسية وهي البطاطا والبصل والثوم لمواجهة حالات الندرة المحتملة، وذلك بالموازاة مع إطلاق مخطط لإنجاز 350 مركزا جواريا لتخزين هذه المواطن، إلى جانب إنجاز صوامع جديدة لتكوين مخزون استراتيجي من الحبوب تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية، الذي شدد خلال مجالس الوزراء على أهمية ضمان الأمن الغذائي عبر تنمية قدرات التخزين، وكذا مضاعفة وتيرة الإنتاج وتحسينه كما ونوعا.
كما اتفق وزيرا التجارة والفلاحة على وضع آليات مراقبة صارمة ومشتركة على المستوى المحلي لتوزيع المخزون من البطاطا الذي سيشرع في تفريغه قريبا، من أجل الحفاظ على أسعارها في السوق، وضمان وصولها إلى مختلف الفضاءات التجارية عبر مجمل الولايات.
وتناول الاجتماع التنسيقي بين وزارتي التجارة والفلاحة أيضا عرض المعطيات الخاصة بشعبة التفاح على المستوى الوطني، عقب تسجيل ارتفاع ملحوظ في أسعار هذا المنتوج رغم وفرة الإنتاج الذي يعرض في الأسواق بنوعية جيدة تضاهي ما كان يستورد من الخارج.
وأكد الطيب زيتوني ويوسف شرفة في هذا السياق على ضرورة دراسة العوامل والأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار هذه المادة في أوج موسم الجني، ورغم الوفرة التي أكدها المنتجون أنفسهم، بغية اتخاذ الإجراءات الضرورة لتحقيق استقرار الأسعار مع الحفاظ على مداخيل الفلاحين، وكذا القدرة الشرائية للمواطنين.
وتقرر على إثر الاجتماع فتح فضاءات البيع المباشر مجانا لفائدة الفلاحين والمنتجين لمادة التفاح على مستوى أسواق الجملة التابعة لشركة تسيير أسواق الجملة للخضر والفواكه «ماغرو» أي بدءا من اليوم السبت، مع وضع أكثر من 144 نقطة بيع تحت تصرف الفلاحين لتسويق منتوجهم مباشرة للمستهلك، بما فيها الفضاءات التجارية الكبرى.
كما تم تكليف المؤسسات الاقتصادية العمومية المختصة بشراء محصول التفاح من الفلاحين لتكوين مخزون ضبط دون هامش ربح، مع ضمان النقل المجاني لمنتوج التفاح من المستثمرات إلى أسواق الجملة، فضلا عن الشروع في إحصاء مختلف غرف التبريد وفضاءات تخزين التفاح، وتحديد الكميات المخزنة المصرح بها وغير المصرح بها، من أجل محاربة المضاربة وإعداد رزنامة لتفريغ المخزون تدريجيا حسب متطلبات السوق.
ويذكر بأن سعر التفاح بلغ مستويات قياسية، وقد فاقت أسعار بعض الأصناف 500 دج للكلغ، مما أثار استياء المواطنين الذين تساءلوا عن سبب اعتماد هذه الأسعار المرتفعة من قبل التجار في حين أن المناطق المعروفة بإنتاج هذه الفاكهة من بينها باتنة وخنشلة سجلت محاصيل هامة هذا الموسم، فضلا عن تحقيق تحسن كبير في النوعية.
وحققت ولاية باتنة وحدها الموسم الماضي أكثر من 1 مليون قنطار من مادة التفاح، كما حققت وولايتا خنشلة والمدية نفس الكميات، بفضل الدعم الذي يستفيد منه المنتجون لتنمية هذه الشعبة التي تعرف تطورا مستمرا، على غرار باقي الشعب التي تحظى بعناية من قبل السلطات العمومية لأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان الأمن الغذائي.
لطيفة بلحاج