باشرت المؤسسات التعليمية تنفيذ قرارات مجالس الأقسام بإعادة إدماج التلاميذ الراسبين لتمكينهم من فرصة ثانية لتحقيق النجاح، في إطار الترتيبات التي وضعتها الوزارة الوصية، لتشمل العملية أكبر عدد ممكن من التلاميذ المعنيين، في ظل توجيهات مشددة من الأساتذة بضرورة التحلي بالانضباط وتفادي التغيب عن الأقسام، سيما بالنسبة لطلبة البكالوريا
أكد الناطق باسم نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة في تصريح «للنصر» بأن عملية إدماج تلاميذ الطور المتوسط والثانوي ما تزال مستمرة على مستوى المؤسسات المعنية، تجسيدا لقرارات مجالس الأقسام المنعقدة يوم 8 أكتوبر الجاري، بهدف إعطائهم فرصة أخرى لإعادة السنة وتجسيد حلم النجاح في شهادتي التعليم المتوسط والثانوي للدورة القادمة. وأوضح المتدخل بأن التفاوت في عملية إعادة الإدماج يعود إلى عدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة على مستوى كل مؤسسة تربوية، سيما التي تواجه إشكالية الاكتظاظ، لذلك تم اعتماد معايير مضبوطة وموحدة في دراسة التماسات إعادة الإدماج التي تم حجزها على فضاء الأولياء للنظام المعلوماتي لوزارة التربية الوطنية، من بينها شرط السن وحسن السلوك وعدم إعادة السنة منذ الالتحاق بمقاعد الدراسة. وشدد المصدر على ضرورة التحلي بالجدية التامة من قبل التلاميذ من طالبي الإدماج، خاصة طلبة أقسام السنة الثالثة ثانوي الذين يرغبون في اجتياز شهادة البكالوريا دورة جوان 2025 كنظاميين، موضحا بأن العديد من طالبي إعادة السنة يعمدون إلى مغادرة الأقسام فور استلامهم قرارات الإدماج، وهي الإشكالية التي تواجهها في كل مرة جل إدارات المؤسسات التربوية، سيما مؤسسات التعليم الثانوي.
واقترح الأستاذ زبير روينة اعتماد تدابير مشددة لإلزام التلاميذ المدمجين بالحضور اليومي إلى الأقسام لمتابعة الدروس التي يقدمها الأساتذة بجدية تامة، من أجل تدارك النقائص ومعالجة الخلل الذي حال دون تمكنهم من النجاح الموسم المنصرم، موضحا بأن مجالس الأقسام تدرس سنويا عددا لا بأس به من طلبات إعادة الإدماج، غير أن الأسبقية تكون لمن تتوفر فيهم الشروط، في حدود الإمكانات المتوفرة، وذلك من مجموع عدد معتبر من الملفات المحالة على هذه المجالس.
وأضاف المصدر بأن قبول التماسات إعادة الإدماج هو فرصة سانحة بالنسبة للتلميذ لتخطي العقبات وتجاوز النقائص التي واجهته، سيما وأن تجسيد هذا القرار يفرض على المؤسسة التعليمية تسخير وسائل إضافية للتكفل بالمعيدين، فضلا عن الجهود المضاعفة التي ينبغي على الأستاذ بذلها لمساعدة هذه الفئة من المتمدرسين على تخطي عقبة الإخفاق.
وقال الناطق باسم ثانويات الجزائر بأنه كلما ارتفع عدد التماسات إعادة الإدماج كلما صعبت المهمة على مجالس الأقسام، نافيا أن يكون الأساتذة عقبة أمام تنفيذ قرار وزارة التربية الوطنية بمنح الفرصة الثانية لأكبر عدد ممكن من التلاميذ، لأن تجسده على أرض الواقع مرهون بعدة شروط، أولها استعداد المؤسسة لفتح أبوابها من جديد أمام الراسبين، وتأطير عدد إضافي من التلاميذ، سيما من الجانب البيداغوجي.
ويؤكد المصدر بأن تلاميذ الثالثة ثانوي الذين يغادرون الأقسام مباشرة بعد انطلاق الموسم الدراسي، هم أنفسهم من يطلبون إعادة الإدماج، وهي ظاهرة وجب حسبه معالجتها بقرارات صارمة من الوصاية، من أجل فسح المجال أمام التلاميذ الأكثر استعدادا للتقيد بالنظام الداخلي للمؤسسة التعليمية.
وأكد المتحدث في سياق ذي صلة السير العادي للدروس عبر المؤسسات التعليمية موازاة مع تطبيق قرارات الإدماج، بفضل التأطير الذي يضمنه مفتشو المواد الذين يسهرون على مرافقة الأساتذة في إطار الندوات والزيارات الميدانية، فضلا عن العمل الذي يقوم به الأساتذة المكونون لفائدة الأساتذة المتربصين الذين تم إدماجهم الموسم الفارط بقرار من رئيس الجمهورية.
ويشار أيضا في هذا الصدد إلى أن وزارة التربية الوطنية حددت تاريخ 14 أكتوبر الجاري كآخر أجل لإلتحاق التلاميذ المقبولة التماساتهم بالمؤسسات التعليمية، وأكدت بأن عدم الالتزام بالموعد يؤدي إلى فقدان فرصة إعادة السنة، كما أقرت الوصاية إمكانية دراسة الالتماسات غير المقبولة على مستوى مديريات التربية على مستوى لجنة مختصة للنظر في إمكانية إعادة إدماج التلاميذ المعنيين في مؤسسات أخرى.
لطيفة بلحاج