احتلت جامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس المرتبة الأولى مغاربيا وإفريقيا حسب الترتيب العالمي للميادين الأكاديمية لشنغهاي نسخة 2024، كما احتلت المؤسسة مرتبة مرموقة كأفضل مؤسسة جامعية على المستوى العالمي في الهندسة المدنية والميكانيكية وعلوم المواد.
ويعد هذا التصنيف تتويجا لنتائج الاستراتيجية التي تبناها القطاع لترقية مرئية الجامعة الجزائرية وتصنيفها عالميا، عبر حث الأساتذة والباحثين على النشر في المجلات العلمية المرموقة من أجل ضمان مكانة للمؤسسات الجامعية ضمن التصنيفات العالمية المعروفة التي تقوم على معايير مضبوطة، من بينها جودة التعليم ونوعية التكوين وبيئة البحث العلمي وعلاقته بالمحيط الاقتصادي.
ومكنت هذه الاستراتيجية التي تبناها القطاع من إدراج عدة مؤسسات جامعية في مراتب متقدمة ضمن التصنيفات المعروفة عالميا، كان آخرها تصنيف جامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس في المرتبة الأولى مغاربيا وإفريقيا حسب الترتيب العالمي للميادين الأكاديمية شنغهاي نسخة 2024.
ويعد ترتيب شنغهاي بحسب المدير العام للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي محمد بوهيشة من أبرز التصنيفات للجامعات التي تعتمد على جودة الأبحاث والمقالات العلمية ذات مرئية ومقروئية التي يتم نشرها في مجلات ذات تأثير عالمي، على غرار مجلة «ناتور» و»ساينس» المعروفتين.
وأضاف بوهيشة «للنصر» بأن تصنيف المؤسسات الجامعية يعتمد أيضا على معيار آخر هام، ويتعلق بالأساتذة الذين يفتكون جائزة نوبل في مجال البحث والاكتشافات العلمية، موضحا بأن جامعة سيدي بلعباس تمكنت للمرة الثانية على التوالي من احتلال الصدارة مغاربيا وعربيا وإفريقيا في بعض التخصصات من بينها الهندسة المدنية والميكانيك.
وافتكت جامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس فيما سبق مرتبة مرموقة من بين أحسن 200 جامعة في العالم في الهندسة المدنية والميكانيك وعلم المواد في إطار نفس تصنيف شنغهاي نسخة 2023، بما يدل وفق المصدر على أن هذه المؤسسة الجامعية لديها من المقومات التي تجعلها في ريادة الجامعات ذات الصدى في مجال البحث العلمي.
وأضاف الأستاذ بوهيشة بأن تصنيف شنغهاي يعتمد بالدرجة الأولى على جودة الأبحاث، خلافا لتصنيفات أخرى تعتمد في الأساس على معايير مغايرة، من بينها عدد الأساتذة والطلبة الجامعيين، ومدى تأثير الجامعة في محيطها وصداها محليا، مما يؤكد حسبه على حجم الجهود التي تم بذلها من قبل الطاقم البيداغوجي للجامعات الجزائرية المصنفة عالميا من أجل ترقية مرئيتها وتحسين ترتيبها عالميا.
وأشار المصدر بأنه من بين مرامي تحسين مرئية الجامعات الجزائرية ما يتعلق بالجانب التجاري، من خلال الأموال التي يمكن أن تجنيها الجامعات ذات الريادة عالميا عن طريق استقطاب طلبة أجانب من مختلف البلدان للتكوين في التخصصات التي تمكنت من افتكاك مراتب مرموقة.
ويذكر بأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وضعت برنامج «أدرس بالجزائر» لجعل الجامعة الجزائرية وجهة للطلبة الدوليين سيما من إفريقيا وأسيا والبلدان العربية، عبر توفير الشروط والظروف لاستقطاب طلبة من خارج الوطن، مع توفير الخدمات الجامعية للوافدين على القطاع من الطلبة الدوليين، مع ضمان مرافقتهم ومساعدتهم للتكيف مع النظام التعليمي في الجزائر.
وأوضح المدير العام للبحث العلمي بالوزارة بأن الترتيبات العالمية التي أظهرت المستوى العالي للجامعة الجزائرية سيما في بعض التخصصات يحمل أبعادا سياسية أيضا، فضلا عن الأهداف التجارية المراد تحقيقها، لأنها تعكس أيضا حجم المقومات التي تحظى بها الجزائر بصفتها دولة تسعى لتحقيق التقدم والتطور سيما في الميدان العلمي والتكنولوجي.
وأشار المتدخل إلى وجود عدة تصنيفات عالمية للمؤسسات الجامعية، في وقت تسعى البلدان الأوروبية لاستحداث تصنيف خاص بها على غرار روسيا التي تعمل هي الأخرى على وضع تصنيف بمعايير مضبوطة، موضحا بأن الجزائر هي الأخرى أطلقت قبل سنتين مشروع تصنيف محلي للجامعات الجزائرية بمعايير محلية من أجر تحسين مستوى مقروئيتها.
وأشار الأستاذ بوهيشة إلى أن قطاع التعليم العالي قام باستحداث لجنة خاصة لترقية مرئية وتصنيف المؤسسات الجامعية العلمية والبحثية، مع ضمان مرافقتها ووضع الآليات والوسائل الكفيلة بالترويج لأعمالها ونشاطاتها في مجال البحث العلمي والإنتاج البيداغوجي والأكاديمي، وقد حققت ذات اللجنة قفزة نوعية في إطار مختلف التصنيفات لصالح المؤسسات الجامعية الجزائرية.
كما وضعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برنامجا يحمل شعار «أدرس بالجزائر» لجعل الجامعة الجزائرية وجهة للطلبة الدوليين سيما من إفريقيا وأسيا والبلدان العربية، تعمل على تقوية التوجه لتصبح الجزائر جذابة للكفاءات والمهتمين بمجال البحث العلمي.
لطيفة بلحاج