أكد أمس، مختصون في الأمن و علمي النفس والاجتماع، نشطوا فعاليات ملتقى حول الآفات الاجتماعية في الوسط الشباني بجامعة قسنطينة3، أن الفئة الشبانية تعد الأكثر استهدافا من طرف الشبكات الإجرامية، وذلك ما يسرع انتشار الآفات الاجتماعية وبالأخص المخدرات مشددين على ضرورة تكاثف جهود المؤسسات التربوية والشبانية والأمنية و الجمعوية لمكافحة الظاهرة والحد منها.
وشدد المشاركون في الملتقى الموسوم بـ « الآفات الاجتماعية في الوسط الشباني إسهام المؤسسات وتكامل الأدوار»، والمنظم من قبل مدرسة الشباب والرياضة بالمدرسة العليا للأساتذة «أسيا جبار»، على أن مواجهة المشكلة تتطلب تعاونا جماعيا ولا يمكن أن تنجح مؤسسة واحدة بمفردها في التصدي لها.
وحسب ليلى خمار، الأخصائية النفسانية بقطاع الشباب والرياضة بدار الشباب الوحدة الجوارية 7بعلي منجلي، فإن الإدمان يعد مشكلة نفسية وسلوكية خطيرة تؤثر بشكل كبير على الفرد والمجتمع، فهو ليس مجرد سلوك عابر، بل مدفوع برغبة قهرية نحو التكرار، مما يعطيه طابع الاعتماد الذي يصعب التخلص منه، مؤكدة أن الفرد المدمن يواجه صعوبة كبيرة في التخلي عن إدمانه، ما يجعل العلاج والتعافي تحديا كبيرا.
وأوضحت خمار، أن مشكلة المخدرات أصبحت من الآفات الاجتماعية التي تؤثر بشكل واضح على مختلف فئات المجتمع، فقد استفحلت حتى طالت عالم البراءة، إذ يتم استغلال الأطفال والمراهقين في الترويج وتعاطي المخدرات، مما يساهم في إغراق الشباب في هذا المستنقع المدمر.
ومن أجل التصدي لهذه الآفة الاجتماعية وغيرها من المشكلات التي انتشرت بين أوساط المجتمع الجزائري، إضافة إلى مكافحة الشبكات الإجرامية التي تعمل على ترويج المخدرات وتدمير حياة الأفراد، شددت النفسانية، على ضرورة تكاثف جهود مختلف قطاعات الدولة، كما يتطلب الأمر حسبها، التنسيق بين المؤسسات المعنية من خلال إستراتيجية جماعية، بحيث تتكامل الجهود لمحاربة هذه الظاهرة وتحد من انتشارها. كما ينبغي تعزيز الوعي لدى المواطنين خاصة فئة الشباب، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتضررين من الإدمان.
وأكدت الأخصائية النفسية بقطاع الشباب والرياضة في دار الشباب بعلي منجلي، شهرزاد بلمعلم، على الجهود المبذولة من قبل القطاع في محاربة آفة المخدرات، خصوصا الجهود التي تشمل الإصغاء والمرافقة، وتنفيذ حملات توعية ميدانية تهدف إلى توعية الشباب بمخاطر المخدرات وسبل الوقاية منها.
وأوضحت بلمعلم، أن عمل الأخصائيين النفسانيين مع الشباب والمراهقين يتم على مستوى خلايا الإصغاء داخل المؤسسات، حيث يتم استخدام تقنيات الإصغاء الفعال والتوجيه والإرشاد النفسي، ومن خلال هذه الآلية يتم التعرف على بعض الأسباب النفسية التي تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات، مثل فضولهم لمعرفة تأثيراتها على الجانب النفسي، أو تقليدهم لرفقاء السوء، أو محاولتهم لإبراز الذات، أو حتى الهروب من الواقع كنوع من التمرد على الأنظمة والقوانين الاجتماعية.
وأضافت، أنه من خلال المقابلات الفردية مع بعض الشباب المدمنين على المخدرات، تم اكتشاف بعض السمات الشخصية المرتبطة بالإدمان مثل الإثارة والاندفاعية، وجود صعوبات في العلاقات الاجتماعية والاعتماد المفرط على الآخرين، فضلاً عن حياة نفسية تتجه نحو الاستثمار النرجسي.
كما تبين أن الشاب المدمن قد يتسم بالهشاشة النفسية، ويستخدم دفاعات نفسية صلبة تميل إلى التجنب أو اللجوء إلى الفعل العدواني تجاه الذات والآخرين، وقد يعاني كذلك من إحساس بالدونية، مما يعد مؤشرا هاما على اضطراب في الذات.
وفيما يتعلق بالدعم النفسي، أكدت بلمعلم على أهمية تقديم بدائل عملية للوقاية من خطر تعاطي المخدرات والإدمان عليها، وذلك من خلال التوعية المستمرة باستخدام تقنيات ديناميكية الجماعة، توزيع المطويات وتنظيم المعارض، وعرض الأشرطة التوعوية، ناهيك عن تنمية المهارات الشخصية للشباب وتعزيز مهارات إدارة الضغوطات مثل تقنيات مواجهة التوتر واستراتيجيات التأقلم.
وأشارت بلمعلم، إلى أن خلايا الإصغاء تستقبل الشباب المدمنين لتقديم الدعم النفسي اللازم لهم، وتوجيههم إلى مركز مكافحة الإدمان بولاية قسنطينة، من أجل التكفل بهم وعلاجهم، مما يساعدهم على اتخاذ القرار الصعب بالإقلاع عن تعاطي المخدرات.
وأكد ضابط الشرطة الرئيسي لأمن ولاية قسنطينة، بفرقة مكافحة الجرائم السيبرانية، طارق عيساني، في مداخلته المعنونة بـ «الجرائم السيبرانية وتحديات حماية الخصوصية»، أن الجرائم السيبرانية أصبحت جزءا من حياتنا اليومية بسبب تطور التكنولوجيا وانتشار استخدام الإنترنت. وأوضح، أن أساليب الجريمة في هذا المجال تتطور بتطور التكنولوجيا، حيث يسعى المجرمون في الغالب إلى الحصول على الأموال بطرق غير مشروعة.وأضاف عيساني، أن التقاسم الواسع للبيانات الشخصية عبر الإنترنت، سواء من خلال إنجاز المعاملات أو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أو تخزينها في الوسائط الإلكترونية، يزيد من المخاطر الأمنية.
وأشار، إلى أن هذا العمل يسهل جمع وتداول البيانات الشخصية بشكل غير قانوني، مما يستدعي ضرورة تفعيل آليات التوعية و التحسيس لدى المواطنين بأهمية حماية معلوماتهم الشخصية واتخاذ التدابير اللازمة للحد من هذه المخاطر.
لينة دلول