أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام لتركيب كواشف تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون والحد
من الاختناقات به التي تخلف عشرات الضحايا كل عام.
في إطار جهود مجابهة مخاطر التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، في هذا الشأن أطلقت السلطات العمومية حملة وطنية واسعة لتركيب 22 مليون كاشف للغاز السام، حيث يشرف مجمع سونلغاز على عملية تنصيب هذه الكواشف على مستوى المنازل منذ شهور. ولمرافقة هذه العملية أوضحت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية في بيان لها أمس أنها أطلقت حملة تحسيسية بداية من يوم أمس عبر جميع ولايات القطر الوطني، وتستمر إلى غاية نهاية شهر ديسمبر القادم بالشراكة مع قطاعات الطاقة والمناجم، التربية الوطنية، الشؤون الدينية والأوقاف، الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والاتصال، وبمساهمة نوعية من مصالح الحماية المدنية. وتتضمن هذه الحملة، التي تتزامن وبداية فصل الشتاء، جملة من النشاطات الجوارية الهادفة إلى مرافقة عمل مصالح مجمع سونلغاز من خلال التعريف والإعلان عن برامج العملية عبر مختلف بلديات القطر الوطني والأحياء، وتحسيس المواطنين بدورها الايجابي والهام في حماية الأرواح البشرية والحفاظ عليها، وأيضا من أجل تسهيل عمل مختلف الفرق المسخرة لذلك، إضافة إلى ضرورة احترام شروط التشغيل السليم لهذه الكواشف.
كما سيتم خلال هذه الحملة كذلك توسيع الوعي بمختلف سبل الوقاية الأخرى من خطر التسمم بخطر أحادي أكسيد الكربون.
وكانت سونلغاز قد ركبت حوالي 8.5 مليون جهاز كاشف لتسرب غاز أحادي أكسيد الكربون منذ انطلاق العملية العام الماضي بقيمة مالية تزيد عن 15 مليار دينار، حيث تركب هذه الكواشف في منازل المواطنين مجانا كما أمر بذلك رئيس الجمهورية. وتتزامن هذه الحملة التحسيسية مع قرب انتهاء سونلغاز من عملية تركيب هذه الكواشف ، وهو ما من شأنه التخفيف من الكوارث التي تتسبب فيها تسربات غاز أحادي أكسيد الكربون والتي تخلف سنويا عشرات الضحايا في مختلف ولايات القطر في فصلي الشتاء والربيع على وجه الخصوص. وتشير إحصائيات رسمية أن 156 شخصا لقوا حتفهم العام الماضي 2023 ، نتيجة اختناقهم بأحادي أكسيد الكربون عبر مختلف مناطق الوطن، فيما تم إسعاف 3025 شخصا آخرين في نفس السنة، وهو رقم مهول، رغم التحذيرات التي تطلقها الجهات المعنية وحملات التحسيس التي تنظم كل عام. ومن شأن تضافر جهود القطاعات الوزارية المذكورة سلفا المساهمة في خلق الوعي لدى المواطنين بالمخاطر الحقيقية التي يخلفها التهاون في إتباع التعليمات الصحية التي توصي بها السلطات المختصة لتفادي وقوع كوارث بسبب تسربات الغاز. إلياس -ب
