ذكرت رئيسة السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، السيدة سليمة مسراتي، خلال إشرافها على افتتاح، دورة تكوينية لفائدة الإعلاميين، حول «دعم الصحافة الاستقصائية لدورها البارز في كشف الفساد والجرائم المرتبطة بسوء التسيير»، أن «هذه الدورة التكوينية مميزة واستثنائية في نفس الوقت، على اعتبار أنها موجهة على وجه الخصوص إلى فئة مهنية معنية هي كذلك بمهمة الوقاية ومكافحة الفساد، من خلال التحري والكشف عن هذه الظاهرة وإعلام الرأي العام بهذه الأفعال غير المشروعة».
الدورة التكوينية التي انطلقت، أمس، بمقر وزارة الاتصال بالعاصمة ، من تنظيم السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته بالتعاون مع وزارة الاتصال والمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام.
وجرى افتتاح الدورة التكوينية والتي تدوم 3 أيام بحضور الأمين العام لوزارة الاتصال، السيد مختار خالدي، ممثلا للسيد وزير الاتصال محمد مزيان، حيث أكد في كلمة ترحيبية بالمناسبة على أهمية تنظيم هذه الدورة التكوينية لفائدة الإعلاميين.
وأضافت رئيسة السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، أنه وفقا لأحكام دستور 2020 والقانون رقم 08/22 المؤرخ في 5 ماي 2022 الذي يحدد تنظيم السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته وتشكيلها وصلاحياتها،» تهدف السلطة العليا، على وجه الخصوص، إلى تحقيق أعلى مؤشرات النزاهة والشفافية في تسيير الشؤون العمومية، من خلال المبادرة بوضع استراتيجية وطنية للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، والمساهمة في تدعيم قدرات المجتمع المدني والفاعلين الآخرين في مجال مكافحة الفساد والمشاركة في تكوين أعوان الأجهزة المكلفة بالشفافية والوقاية ومكافحة الفساد، والمساهمة كذلك في أخلقة الحياة العامة وتعزيز مبادئ الشفافية والحكم الراشد».
وذكرت المتحدثة، أن السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، «بادرت خلال شهر ديسمبر 2024، إلى تنظيم دورات تكوينية عالجت من خلالها مواضيع مختلفة ومتنوعة موجهة لفائدة مستخدمي القطاع الاقتصادي وإطارات السلطة العليا ونقاط الاتصال على مستوى مختلف الدوائر الوزارية والصحافيين»، لافتة إلى أن هذه الدورات التكوينية، تهدف بالأساس إلى «إرساء قواعد التعاون المؤسساتي الهادف إلى دعم التدابير الرامية للوقاية ومحاربة الفساد، وتعزيز وترسيخ مبادئ الشفافية ونزاهة العون العمومي، بالإضافة إلى تعزير قدرات هذه الفئة المهنية لتمكينهم من الوفاء بمتطلبات الأداء النزيه والصحيح والسليم للوظائف والخدمات الموكلة إليهم من جهة وإذكاء وعيهم بمخاطر الفساد على الفرد والمنظومة والمجتمع ككل من جهة أخرى».
و أكدت المتدخلة، بأن «مكافحة الفساد لم تعد شأنا محليا بل هي مسؤولية الجميع، تستدعي تضافر جهود جميع الفاعلين، بما في ذلك أسرة الصحافة والإعلام»، مشيرة إلى أن السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، «ارتأت تنظيم هذه الدورة التكوينية الموجهة للصحافة الاستقصائية ، التي تندرج في إطار تنفيذ التدبير رقم 31 من الاستراتيجية، والذي يهدف إلى دعم الصحافة الاستقصائية لدورها البارز في كشف الفساد والجرائم المرتبطة بسوء التسيير».
وتناقش، خلال هذه الدورة التكوينية، «العديد من المواضيع والميادين ذات الصلة بدور الإعلام والصحافة الاستقصائية في الكشف عن الفساد ومنها صلاحيات السلطة العليا في مجال الوقاية ومكافحة الفساد و آليات تعزيز الشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته و ما دور الصحافة والإعلام في هذا الإطار، بالإضافة إلى دور الصحافة الاستقصائية في تعزيز الحكامة وكذا أساسيات الصحافة الاستقصائية والتحقيق الاستقصائي و حقوق وحماية الصحافيين وإدارة المخاطر القانونية في التحقيقات»، كما -أضافت-
ومن جانبه، تناول الدكتور حمزة خضري في المداخلة الأولى، خلال الفترة الصباحية، الإطار القانوني الجزائري والدولي للوقاية ومكافحة الفساد، معتبرا أن إنشاء السلطة العليا للشافية والوقاية من الفساد ومكافحته هو نتيجة لالتزام وطني خالص ودولي ، لافتا إلى أن صلاحيات السلطة العليا للشفافية، تتقاطع في بعض الأحيان مع الصحافة الاستقصائية، لافتا إلى صلاحيات السلطة العليا للشفافية التي تتلقى التبليغات حول جرائم الفساد بشرط أن تكون التبليغات معروفة الهوية وأن يكون التبليغ مكتوبا.
وأضاف المتحدث، أن الصحافة تلعب دورا في التبليغ عن جرائم الفساد، كما تطرق المتدخل ، أيضا إلى جرائم الفساد التي حددها القانون 06-01 المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ومنها الرشوة وإبرام صفقة مخالفة للتشريع والتنظيم في مجال الصفقات العمومية واختلاس الأموال العمومية واستعمالها على نحو غير شرعي وغيرها.
من جانبه، تطرق عضو السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، عبد اللطيف بن عيدة في مداخلته، إلى الاستراتيجية الوطنية للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته والأهداف التي تم وضعها والغاية من هذه الاستراتيجية ،لافتا إلى دور الصحافة والإعلام في تعزيز الشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، كما تطرق إلى مفاهيم حول ظاهرة الفساد إلى جانب الشبكة الجزائرية للشفافية «نراكم».
كما أبرز البروفيسور عمار عبد الرحمان في المداخلة الثالثة، خلال الفترة المسائية، دور وأهمية الصحافة الاستقصائية في تعزيز الحكامة، و ذكر المتدخل، أن العالم يتغير بسرعة البرق وأن الإعلام يواكب هذه التغيرات بأساليب شتى، معتبرا أن الهدف الأساسي للصحافة الاستقصائية الاحترافية ليس البحث عن النجومية والثأر والابتزاز وإنما الكشف عن المستور وتوثيق المشكلة على أمل لفت الانتباه إلى الجهات المتسببة بقصد أو دون قصد وتحقيق العدالة والشفافية والمساءلة، كما تناول أيضا أهمية الذكاء الاصطناعي بالنسبة لصحافة الاستقصاء.
مراد -ح